حرب وسيول: كيف يواجه السودانيون كوارثهم المتتالية؟

عائلة سودانية نزحت مجددا هربا من الفيضانات في كسلا بينما كانت في نزوح بالفعل بسبب الحرب.

Getty Images
عائلة سودانية نزحت مجددا هربا من الفيضانات في كسلا بينما كانت في نزوح بالفعل بسبب الحرب.

بالنسبة للسودانيين، فإن المصائب تبدو وكأنها لا تأتي فرادى. هذا هو لسان حال شعب، عصفت به الحروب وويلاتها، من نزوح ولجوء وسوء عيش. أما أحدث المصائب أو الكوارث، فهي الفيضانات التي وُصفت بأنها كارثة إنسانية بامتياز، تضاف إلى قائمة الكوارث المتتالية، التي يعاني منها أهل هذا البلد.

آخر ما أحدثته كارثة الفيضانات من خسائر، كانت في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 27 آب/ أغسطس، إذ أفادت التقارير بأن الأمطار الغزيرة والفيضانات، أدت إلى انهيار مئات المنازل، وجرف عدد من الطرق في الولاية الشمالية في مناطق القُرير، القَدار، مَرَوي، كريمة، دنقلا، السليم، ونوري، بالإضافة إلى مناطق أخرى في الولاية.

132 قتيلا وانهيار سد

وكانت السلطات السودانية، قد أعلنت مساء الاثنين 26 آب/أغسطس، ارتفاع عدد قتلى السيول والفيضانات، التي تشهدها البلاد منذ أسابيع إلى 132 شخصا، في حين أدى انهيار سد بولاية البحر الأحمر، إلى غمر وتضررعشرات القرى في المنطقة.

ويقع سد (أربعات)، الذي انهار السبت 24 آب/ أغسطس، جراء الفيضانات المدمرة، على بعد 40 كيلومترا، شمال مدينة بورتسودان، وقد أدى انهياره وفقا للعديد من التقارير، إلى خسائر في الأرواح والممتلكات في المنطقة المحيطة به.

ودعا ناشطون وقادة أهليون، بولاية البحر الأحمر السودانية، إلى إعلان المنطقة الواقعة في محيط سد أربعات، كمنطقة كوارث، بما يسمح للمنظمات الدولية، بتقديم العون للمواطنين، في وقت أعلنت فيه الحكومة السودانية عن إرسال طائرة مروحية لإنقاذ العالقين في الجبال.

وفي الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة السودانية، غرق 4 أشخاص على الأقل بسبب مياه الفيضانات، الناجمة عن انهيار السد، دون تقدير عدد المفقودين، وفق وكالة الأسوشيتد برس الإخبارية ، نقل موقع “التغيير” الإخباري الإلكتروني السوداني عن مسؤول محلي قوله إن “هناك ما لا يقل عن 60 قتيلا والعديد من المفقودين”، وفق الوكالة ذاتها.

وفي الوقت الذي تغيب فيه تقديرات رسمية، لأعداد المفقودين جراء كارثة السيول، قالت صحيفة “مداميك” المحلية السودانية،إن أكثر من 100 شخص باتوا في عداد المفقودين، وإن كثيرا من القرويين الآخرين، هربوا إلى قمم الجبال والتلال، لتجنب ارتفاع منسوب المياه.

دمار وكوليرا وحرب

غير أن التداعيات الكارثية للفيضانات في السودان، لاتقف عند حد ما أوقعته من قتلى، وما أسفرت عنه من تدمير للقرى، إذ أن المياه المتراكمة بفعل تلك الفيضانات، تؤدي إلى إنتشار الأمراض والأوبئة، خاصة في ظل ما أعلنه وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، في السابع عشر من آب/ أغسطس الجاري، عن تفشي وباء الكوليرا في البلاد.

وتأتي كارثة الفيضانات على السودانيين، في ظل ظروف متردية بالفعل، يعيشونها في ظل حرب مستمرة في البلاد، منذ مايقارب الستة عشر شهرا، بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، وقد حصدت تلك الحرب أرواح الآلاف، ودفعت عشرات الملايين من السودانيين، إلى النزوح داخل البلاد وخارجها، في وقت يواجه فيه الطرفان المتحاربان اتهامات بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين، وإعاقة وصول المساعدات، مما يعمق المأساة الإنسانية، التي يعيشها الناس.

وكانت الدعوات الأممية قد تتالت، خلال الفترة الأخيرة، لتجنيب السودان كارثة إنسانية، قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية سودانية، من أصل 18 هي عدد ولايات البلاد.

ووفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، فإن حوالي 25 مليون نسمة -قرابة نصف سكان السودان- يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية، حيث يواجه أولئك الموجودون في البلاد، نقصًا في الغذاء والمياه والأدوية والوقود، وسط تفش لوباء الكوليرا القاتل.

وفي أيار/ مايو الماضي ، قالت منظمة الصحة العالمية، إن نظام الرعاية الصحية في السودان ينهار، بينما تُدَمر المرافق الصحية وتتعرض للنهب وتُعاني نقصا حادا في الموظفين، والأدوية واللقاحات والمعدات. وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندميير، إن ما بين 20 إلى 30 بالمئة فقط ،من المرافق الصحية تعمل في السودان، منوها إلى أن أكثر تلك المرافق يعمل بالحد الأدنى.

  • كيف يواجه السودانيون مآسيهم المتتالية من حرب إلى نزوح إلى فيضانات؟
  • هل ينتبه الطرفان المتحاربان إلى الكارثة التي يعيشها السودانيون حاليا بسبب الفيضانات؟
  • وهل بات صوت الشعب السوداني غير ذي قيمة لدى الطرفين المتحاربين؟
  • كيف ترون اتهامات أطراف سودانية للسلطات بالتقصير في مواجهة كارثة الفيضانات وانهيار سد أربعات؟
  • إلى أين تمضي الأزمة في السودان برأيكم؟
  • هل بامكان المجتمع الدولي فعل المزيد لوقف الحرب وبالتالي التفرغ لعلاج مشكلات البلاد المزمة من فقر وانهيار في الخدمات؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 28 آب/أغسطس

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.