حماس لبي بي سي: نرفض أي مقترحات أو أوراق جديدة ولن نرفع الراية البيضاء

أعمدة الدخان تتصاعد بعد قصف إسرائيلي طال بناية في غزة

Getty Images

أكد سهيل الهندي عضو المكتب السياسي لحركة حماس في تصريحات خاصة لبي بي سي بان حركته ترفض أي أوراق أو مقترحات أو مفاوضات جديدة بخصوص وقف إطلاق النار مع إسرائيل، متهما الإدارة الامريكية أننها ليست وسيطاً نزيهاً وبأنها جزء من “حرب الإبادة” على غزة، تدعم إسرائيل في كل المجالات – سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، على حد تعبيره.

وقال الهندي في تصريحه لبي بي سي رداً على ما يُثار حول تعثر جهود الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والاتهامات الامريكية لهم برفض آخر المقترحات المعدّلة بأن “المقاومة لن ترفع الراية البيضاء ومن حق الشعب الفلسطيني المحتل أن يقاوم حتى زوال الاحتلال واندحاره”.

وأوضح تمسك الحركة بموقفها الثابت حيال تلك المفاوضات وهو بضرورة وضع الآليات للتنفيذ وليس أوراق جديدة ولا مقترحات جديدة ولا مفاوضات جديدة، مبيناً أيضا أن الحركة لا جديد لديها وهي تصر على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، بما فيه محور فيلادلفيا ونتساريم ووقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وعودة النازحين والمهجرين بدون أي معيقات والإغاثة السريعة والإيواء وإعادة الإعمار وصفقة تبادل رهائن حقيقية، على حد قوله.

وأشار القيادي الحمساوي إلى أن وثيقة 27 هي الحد الأدنى، مطالباً المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن بأن يتحملوا المسؤولية في “وقف المجازر وحرب الإبادة في قطاع غزة”.

وتابع الهندي: “لا يمكن لعاقل أن يقبل بتنفيذ القوانين والأنظمة فقط على المظلومين والمعذبين ويترك الجاني والمجرم حراً طليقاً بلا حساب، قادة الاحتلال وعلى رأسهم نتنياهو وأركان حكومته أن يقدموا للمحاكم وينالوا عقابهم على ما اقترفت أياديهم من جرائم ضد الإنسانية”.

التطورات الميدانية

قُتل ما لا يقل عن 11 فلسطينياً، فجر الخميس، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً مأهولاً في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

وبحسب مصادر محلية فقد تحولت جثث القتلى الذين من بينهم عدد من ذوي الإعاقة وأطفال ونساء، إلى أشلاء متفحمة.

وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إنه تمكن من إخماد حريق كبير وانتشال عدد من المصابين، وجثث متفحمة جراء استهداف الجيش الإسرائيلي للمنزل.

كما أفاد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني بمقتل 20 شخصاً على الأقل، الليلة الماضية، في سلسلة من الغارات الإسرائيلية طالت مناطق داخل مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، استهدفت خياماً للنازحين ومنازل ودراجة نارية وأبراج مدينة حمد.

ونفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية والأحزمة النارية أيضاً في مناطق مختلفة من مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، وفي شرقي مدينة خان يونس. وطالت تلك الغارات عدة منازل وأحياء سكنية، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، ودمار كبير ونزوح الآلاف تجاه المناطق الغربية من تلك المحافظات.

وفي شمالي قطاع غزة أيضاً، قتل قرابة عشرة أشخاص في موجة من الهجمات الإسرائيلية طالت أحياء في غربي المدينة وحي الزيتون في شرقها وبالقرب من دوار دولة، مستهدفة منازل ومجموعات من المواطنين، وأصيب قرابة عشرين شخصاً غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 40,223 قتيلاً و92,981 مصاباً، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

“30 ألف شخص يعيشون في كيلو متر مربع بالمواصي”

فلسطينيون يحملون أمتعتهم من مخيم المغازي للاجئين نحو مناطق يعتقدون أنها أكثر أماناً بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمناطق المحددة في وسط قطاع غزة في 17 أغسطس/آب 2024.

Getty Images
فلسطينيون يحملون أمتعتهم من مخيم المغازي للاجئين نحو مناطق يعتقدون أنها أكثر أماناً بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمناطق المحددة في وسط قطاع غزة

قلصت إسرائيل ما تطلق عليه “المساحة الآمنة” في غزة إلى 11 في المئة فقط من مساحة القطاع.

والمساحة الآمنة هي تلك التي يستطيع النازحون التوجه إليها هرباً من مناطقهم السكنية التي تشهد عمليات عسكرية للجيش الإسرائيلي.

هذا وأعلنت الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص لكل كيلومتر مربع في منطقة المواصي بقطاع غزة بلغ 30 ألف شخص؛ بسبب تدفق النازحين.

وأضافت الأمم المتحدة، في بيان، أن الكثير من الفلسطينيين يلجؤون إلى أجزاء من المواصي وسط القطاع، وأن “العمليات العسكرية المستمرة” وأوامر الإخلاء المتكررة أجبرت العائلات في غزة على النزوح مراراً وتكراراً.

وأوضحت أن كل 30 ألف شخص يعيشون في كيلو متر مربع واحد بمنطقة المواصي حالياً، مقارنةً بـ 1200 شخص لكل كيلو متر مربع قبل بدء الحرب الحالية.

ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فإن 9 من كل 10 أشخاص في غزة تعرضوا للتهجير، وأن معظم الفلسطينيين في غزة يضطرون للانتقال مرة واحدة على الأقل شهرياً.

وتقع المواصي على امتداد سواحل مدن دير البلح، وخان يونس، ورفح، المطلة على البحر المتوسط، وتفتقر للبنية التحتية، وقدرتها ضئيلة تجاه التوسع العمراني.

“قصف إسرائيلي يطال مخيم طولكرم”

مركبات عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي في الشوارع أثناء مداهمة مخيم طولكرم في الضفة الغربية

Getty Images

أما في الضفة الغربية المحتلة، فقالت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم طولكرم للاجئين.

ودارت اشتباكات مسلحة في المخيم بين مسلحين والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت مدينة طولكرم من عدة محاور.

وقالت كتائب القسام التابعة لحركة “حماس”، وكتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها فجروا سلسلة من العبوات الناسفة في الآليات العسكرية في محيط مخيم طولكرم، وتصدوا للقوات الإسرائيلية بالأسلحة.

وذكرت مصادر محلية أن الجرافات العسكرية جرفت عدداً من الشوارع، ما أدى لإلحاق أضرار واسعة بالبنية التحتية في مخيم طولكرم.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات الأمنية بدأت، الليلة الماضية، عملية لمكافحة ما سماه “الإرهاب” في مدينة طولكرم؛ وإنه تم القضاء على عدد من المسلحين بقصف جوي في المنطقة.

وأضاف ان طائرة تابعة لسلاح الجو هاجمت عدداً من المسلحين خلال عملية فرقة لواء منشيه لـ”مواجهة الإرهاب” في طولكرم، فيما وقع تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش ومسلحين في عدة محاور.

كما اقتحمت القوات الإسرائيلية المنطقة الغربية من مدينة نابلس ومخيم بلاطة، وقال الهلال الأحمر إن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في محيط مخيم بلاطة.

ووفقاً لبيان مشترك لـ”هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين” و”نادي الأسير الفلسطيني”، اعتقل الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء وصباح الخميس، 25 فلسطينياً، لتتجاوز الحصيلة 10 آلاف و200 معتقل بالضفة الغربية المحتلة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

“مسيرات حزب الله تخترق الأجواء الإسرائيلية”

طائرة بدون طيار تحمل علم حزب الله اللبناني فوق عرمتا المتاخمة لإسرائيل في 21 مايو/أيار 2023 قبل ذكرى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000

Getty Images
طائرة بدون طيار تحمل علم حزب الله اللبناني فوق عرمتا المتاخمة لإسرائيل في 21 مايو/أيار 2023 قبل ذكرى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000

وعلى الجبهة الشمالية بين إسرائيل ولبنان، هاجم الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية 10 مناطق مختلفة في جنوب لبنان، وقال إن الغارات استهدفت مخازن أسلحة ومباني عسكرية ومنصات صواريخ تابعة لحزب الله. وقال حزب الله إنه رد بتنفيذ هجوم بطائرات مسيرة على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن العديد من الطائرات المسيرة التابعة لحزب الله، خصوصاً تلك المخصصة لجمع المعلومات الاستخبارية، تمكنت من الوصول إلى مناطق داخل إسرائيل دون أن ترصدها أنظمة الإنذار أثناء عبورها من لبنان.

وأضافت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يحاول أن يعترض تلك المسيرات، مشيرة إلى أن أكثر من 1200 طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات، توغلت داخل إسرائيل منذ بدء هجوم حزب الله على الشمال، ولا تزال المؤسسة الأمنية “تواجه صعوبة في الرد على التهديد القاتل”.

ووفقاً ليديعوت أحرونوت، في يوم الأربعاء، حلقت 3 مسيرات هجومية فوق هضبة الجولان فوق كاتسرين متجنبة محاولات الجيش الإسرائيلي لاعتراضها. وانتهت الحادثة باعتراض واحدة فقط فيما حققت المسيرتان الأخريان ضربتين مباشرتين، فأصيب رجل بجروح متوسطة وعانى آخرون من القلق.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.