إيران ترفض مناشدات غربية بالامتناع عن مهاجمة إسرائيل

لوحة إعلانية تحمل صورة إسماعيل هنية في أحد شوارع طهران.

EPA
اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارة لطهران.

رفضت إيران مناشدات من بريطانيا ودول غربية أخرى بالامتناع عن مهاجمة إسرائيل، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي.

وفي خضم موجة من الجهود الدبلوماسية الدولية لتهدئة التوترات، حث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان على “التراجع عن تهديدات بلاده المستمرة بهجوم عسكري”، وذلك في محادثة هاتفية نادرة يوم الإثنين.

لكن السيد بيزشكيان قال إن الرد هو “وسيلة لوقف الجريمة” و”حق قانوني” لإيران، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

في غضون ذلك، وضعت إسرائيل، التي لم تعلن أنها متورطة في اغتيال هنية، جيشها في أعلى مستويات التأهب.

وحذرت الولايات المتحدة من أنها تستعد لـ “مجموعة كبيرة من الهجمات”، من قبل إيران أو وكلائها في أقرب وقت من هذا الأسبوع، وعززت وجودها العسكري في الشرق الأوسط للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل.

كما هددت جماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران في لبنان بالانتقام من إسرائيل، ردا على مقتل أحد كبار قادتها في غارة جوية في بيروت.

ومساء الإثنين، أصدر قادة دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا، حثوا فيه إيران وحلفاءها على “الامتناع عن الهجمات التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية”.

وقال السير كير ستارمر والرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتز “إنهم (إيران وحلفاءها) سيتحملون المسؤولية عن الأفعال التي تعرض هذه الفرصة للسلام والاستقرار للخطر”.

وفي وقت لاحق، أعرب رئيس الوزراء البريطاني أيضا عن مخاوفه العميقة مباشرة للرئيس الإيراني عبر الهاتف- وهي أول مكالمة من هذا القبيل منذ مارس/ آذار عام 2021.

وقال مكتب رئيس الوزراء إن السير كير أبلغ السيد بيزشكيان أن “هناك خطرا هائلا قد يترتب على سوء التقدير، والآن هو الوقت المناسب للهدوء والتفكير الدقيق”.

وأضاف المكتب “لقد دعا إيران إلى الامتناع عن مهاجمة إسرائيل، مضيفا أن الحرب ليست في مصلحة أي طرف”.

وفي صباح الثلاثاء، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” أن السيد بيزشكيان أبلغ السير كير أن دعم الدول الغربية لإسرائيل شجعها على “مواصلة الفظائع” وهدد السلام والأمن.

“وأوضح بيزشكيان أنه من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن الحرب في أي جزء من العالم ليست في مصلحة أي دولة، مؤكدا أن الرد العقابي على المعتدي هو حق قانوني للدول، ووسيلة لوقف الجريمة والعدوان”، حسبما نقلت وكالة إيرنا.

ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية، من جانبها، دعوة لندن وباريس وبرلين إلى ضبط النفس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني “إن مثل هذه المطالب خالية من المنطق السياسي، وتتناقض تماما مع مبادئ وقواعد القانون الدولي، ومفرطة”.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين إنه يأخذ تصريحات إيران على محمل الجد.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري في بيان صحفي: “نحن مستعدون بأقصى درجات الجاهزية في الهجوم والدفاع، وسنتصرف وفقا لتوجيهات الحكومة”.

وفي الوقت نفسه، حذر متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيران وحلفاءها من أن إسرائيل “ستفرض ثمنا باهظا على أي عدوان ضدنا من أي ساحة”.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين: “إننا نتشارك نفس المخاوف والتوقعات التي لدى نظرائنا الإسرائيليين فيما يتعلق بالتوقيت المحتمل هنا. ربما يكون (التوقيت) هذا الأسبوع”.

وأضاف: “من الصعب التأكد في هذا الوقت بالذات مما إذا كان هناك هجوم من جانب إيران أو وكلائها، وكيف ستكون طبيعته، ولكن يتعين علينا أن نكون مستعدين”.

وأرسل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مجموعة ثانية من حاملات الطائرات بالإضافة إلى غواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط، لتعزيز ما وصفه البنتاغون بأنه “التزام الولايات المتحدة باتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن إسرائيل”.

وتعتقد الولايات المتحدة أن التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، سيكون أفضل طريقة لتهدئة التوترات في المنطقة، ودعت إلى استئناف المحادثات يوم الخميس المقبل.

وقالت إسرائيل إنها سترسل فريقا من المفاوضين لإتمام الصفقة، في حين أشارت حركة حماس إلى موافقة مبدئية على المشاركة على الرغم من مقتل رئيس الحركة.

وقالت حماس يوم الأحد إن أي اتفاق يجب أن يستند إلى حيث توقفت المحادثات قبل نحو شهر ونصف، وليس أي جولات جديدة من المفاوضات.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة لتدمير حماس، ردا على هجوم غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي قُتل خلاله حوالي 1200 شخص وجرى احتجاز 251 رهينة.

وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، قُتل أكثر من 39.920 شخصا في غزة منذ ذلك الحين. كما قُتل مئات الأشخاص في تبادل إطلاق النار شبه اليومي، بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، منذ اليوم التالي لبدء الصراع.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.