هل أخفقت الجهود الدبلوماسية الغربية في ثني إيران عن ضرب إسرائيل؟

صورة لحاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس دوايت أيزنهاور خلال عمليات لها في البحر الأحمر

Getty Images
صورة لحاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس دوايت أيزنهاور خلال عمليات لها في البحر الأحمر

الحشد العسكري الأمريكي الحالي، في الشرق الأوسط، والذي يصفه مراقبون عسكريون، بأنه الأضخم من نوعه منذ الحرب الأمريكية على العراق، في آذار/مارس عام 2003، يطرح تساؤلات، بشأن ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الغربية، لثني إيران عن توجيه ضربة لإسرائيل، قد إنتهت إلى الفشل.

ويزيد من الاحتمالات، بتراجع الجهود الدبلوماسية، أمام التحرك العسكري، رفض إيران وفقا لتقارير عدة، لكل الجهود الدبلوماسية الغربية، التي هدفت خلال الأيام الماضية، إلى إقناعها بعدم توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل، ردا على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران في 31 تموز/ يوليو الماضي، بينما كان يحضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وتُحمل طهران إسرائيل، مسؤولية اغتيال هنية، في الوقت الذي لم تنف فيه إسرائيل، أو تؤكد أي مسؤولية لها عن العملية، وقد اكتفى مسؤولوها، بتكرار التزامهم بسياسة عدم التعليق، على ما تذكره وسائل إعلام أجنبية في هذا الصدد.

حشد غير مسبوق

وفي سياق الحشد العسكري الأمريكي المتواصل، أعلنت واشنطن إرسالها غواصة نووية، وحاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، تحسبا لهجوم إيراني على إسرائيل.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بنشر حاملة الطائرات (يو إس إس أبراهام لينكولن)، والتي تحمل مقاتلات من طراز (إف-35 سي)، وغواصة الصواريخ (يو إس إس جورجيا)، التي تعمل بالطاقة النووية، والمسلحة بصواريخ كروز النووية، بعد مكالمة هاتفية بينه وبين نظيره الإسرائيل يوآف جالانت.

ويعتبر مراقبون، أن ماتقوم به أمريكا حاليا، من حشد عسكري في الشرق الأوسط، يمثل تكرارا للسيناريو الأمريكي، الذي يستهدف الردع، وهو استراتيجية أمريكية، استخدمتها واشنطن مرارا،عبر حشد قوات عسكرية كبيرة، يكون الهدف منها ردع الخصم، وإجباره على تغيير خططه العسكرية حتى بدون حرب.

غير أن نفس المراقبين، يستبعدون نجاح الاستراتيجية الأمريكية هذه المرة، في ظل اختلاف طبيعة الصراع، وتعدد أطرافه، ونظرا لما يعتبرونه مستويات عالية من التوتر، وصلت لها الأزمة، بين إيران وحلفائها من جانب، وإسرائيل وحلفائها الغربييين على الجانب الآخر، وفي ظل تأكيد المسؤولين الإيرانيين المتكرر،على أن الرد الإيراني على إسرائيل هو أمر حتمي.

الدبلوماسية تتعثر

على صعيد التحركات الدبلوماسية، بدا واضحا خلال الأيام الماضية، أن إيران رفضت كل مساعي الدول الغربية، لإقناعها بعدم توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل، فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الثلاثاء 13 آب/أغسطس، رفض طهران البيان الثلاثي للترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الصادر الاثنين 12 آب/أغسطس، الذي حذر إيران من مهاجمة إسرائيل.

وقال كنعاني، إن الدعوات التي وجهتها، فرنسا وألمانيا وبريطانيا ، لطهران بضبط النفس، فيما يتعلق بالرد على إسرائيل “تفتقر للمنطق السياسي وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي”، ومضى كنعاني قائلا “بدون أي اعتراض على جرائم الكيان الصهيوني، تطلب الدول الثلاث بكل وقاحة في البيان من إيران، عدم الرد على انتهاك سيادتها وسلامة أراضيها”،وأكد كنعاني عزم إيران على ردع إسرائيل، داعيا الدول الأوربية الثلاث إلى “الوقوف بحسم ضد الحرب في غزة وضد تحريض إسرائيل على الحرب”.

وكان كل من، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني أولاف شولتز، وضمن المساعي الدبلوامسية الأوربية مع إيران، قد اتصلا أيضا بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لحض إيران على احتواء التصعيد، لكن بزشكيان أكد أن لبلاده “حق الرد” على أي هجوم يستهدفها.

بلينكن والمسعى الأخير

إلى ذلك يعتبر مراقبون، زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط، والتي يبدؤها مساء الثلاثاء 13 آب/ أغسطس، بمثابة المسعى الأخير، لتفكيك الأزمة، التي توشك على التفجر في المنطقة.

ووفق وسائل إعلام أمريكية، فإن جولة بلينكن الحالية للشرق الأوسط، تشمل مصر وقطر، وتهدف إبعاد المنطقة، عن حافة الهاوية،وهي تأتي في ظل حشد عسكري أمريكي كبير بالمنطقة، واستعدادات لمواجهة أي رد عسكري إيراني.

ويعتبر مراقبون أن فرص بلينكن، في زيارته هذه، تبدو محدودة،سواء من حيث إقناع إيران بالتراجع، عن ضربة لإسرائيل، أو من حيث استئناف مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، وهم يردون ذلك إلى تصاعد التوتر لمستويات غير مسبوقة، إضافة إلى تعدد الجبهات المفتوحة.

  • هل يؤشر الحشد العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط إلى فشل الجهود الغربية لمنع إيران من مهاجمة إسرائيل؟
  • كيف ترون مطالب الترويكا الأوربية لطهران بعدم الرد على إسرائيل؟
  • وكيف ترون الرد الإيراني على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية؟
  • هل تعتقدون بأن حربا إقليمية على وشك الحدوث بالمنطقة؟
  • ومن يمكنه نزع فتيل الأزمة في الوقت الحالي؟
  • كيف ترون حجم الحشود العسكرية الأمريكية الحالي في الشرق الأوسط؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 14 آب/أغسطس

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.