أنباء عن مقتل مسؤول أمني في حماس جنوبي لبنان وإسرائيل تلبي دعوة الوسطاء لاستئناف المفاوضات

قتل مسؤول أمن حركة حماس في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الجمعة في غارة إسرائيلية استهدفته في جنوب لبنان، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بمقتل القيادي في حركة حماس سامر الحاج في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا الجنوبية، بعد استهداف مسيرة معادية لسيارته الرباعية الدفع، بالقرب من المدخل الجنوبي لصيدا.

ومنذ بدء التصعيد بين حزب الله واسرائيل على وقع الحرب المستمرة في غزة منذ عشرة أشهر، استهدفت إسرائيل مراراً قياديين من حركة حماس أو متعاونين معها في لبنان.

وقال المصدر إن “غارة إسرائيلية استهدفت مسؤول الأمن لدى حركة حماس في مخيم عين الحلوة، بينما كان داخل سيارته في مدينة صيدا”.

وشاهد مراسل فرانس برس في المكان سيارة اندلعت فيها النيران على طريق في جنوب مدينة صيدا، بمحاذاة مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وقال إن سيارات الإطفاء عملت على إخماد النيران قبل أن ينتشل المسعفون جثة متفحمة من السيارة، بينما فرضت وحدات من الجيش اللبناني طوقاً في المكان.

وهذه أول مرة تستهدف فيها إسرائيل سيارة داخل مدينة صيدا، منذ بدء التصعيد عبر الحدود قبل عشرة أشهر.

وجرح مدنيان أحدهم يعمل في إحدى محطات البنزين في المكان، وتم نقله إلى مستشفى الهمشري صيدا.

وخرجت مسيرات غاضبة في مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا في لبنان بعد استهدف المسؤول الأمني في حماس بالمخيم سامر الحاج، بعد قصف مركبته جنوب صيدا.

المفاوضات

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.

BBC
قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عبر تغريدة على موقع إكس” إنه لم يحن الوقت بتاتا لصفقة خضوع توقف الحرب قبل القضاء على حماس”.

أعلنت إسرائيل أنها سترسل مفاوضين للمشاركة في اجتماع يوم 15 أغسطس/آب لمحاولة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة ووقف إطلاق النار. لكن وزير ماليتها وصف الذهاب للصفقة “بالفخ”.

وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عبر تغريدة على موقع إكس” إنه لم يحن الوقت بتاتا لصفقة خضوع توقف الحرب قبل القضاء على حماس”.

واعتبر سموتريتش الصفقة فخّا يملي فيه الوسطاء على إسرائيل المعادلة ويجبرونها على قبول اتفاق فيما وصفه “بالخضوع”.

ودعا سموتريتش رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عدم الوقوع في الفخ وعدم التحرك ولو قيد أنملة، على حد تعبيره.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن مساء الخميس، “بناء على العرض من الولايات المتحدة والوسطاء، سترسل إسرائيل في 15 أغسطس/آب وفداً من المفاوضين إلى المكان الذي سيُحدد في سبيل الانتهاء من التفاصيل وتنفيذ الاتفاق الإطاري”.

وتأتي استجابة إسرائيل بعد دعوة وجهتها كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر في بيان في وقت سابق الخميس، لكل من إسرائيل وحركة حماس، إلى استئناف المفاوضات يوم الخميس المقبل في الدوحة أو القاهرة، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والسجناء.

وفي سياق متصل، وصل للمرة الثانية خلال أسبوع لإسرائيل، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي مايكل كوريلا.

والتقى كوريلا برئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وأجرى معه تقييما للأوضاع.

وتعتبر هذه الزيارة العاشرة لكوريلا منذ بدء الحرب في قطاع غزة، والثانية خلال أسبوع بعد الزيارة التي كانت معدة مسبقا قبل أيام والتقى خلالها وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت.

يذكر أن هذه هي المرة الاولى التي يُعلن فيها عن موعد رسمي للمفاوضات في بيان علني.

وأوضح البيان أن هناك اتفاقا إطاريا مطروحا على الطاولة ولا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ.

ورحبت عائلات الرهائن الإسرائيليين بالبيان الثلاثي شاكرين قادة هذه الدول.

وطالبوا الحكومة الإسرائيلية ومن يرأسها إلى التصرف بقيادية والاتفاق على التفاصيل النهائية للصفقة.

من جهتها رحبت وزارة الخارجية العراقية، الجمعة، بالبيان المشترك الصادر عن زعماء الولايات المتحدة ومصر وقطر، والذي يدعو إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمعتقلين وتقديم الإغاثة الفورية لشعب غزة.

وقالت الوزارة في بيان اليوم، إنها ترى أن هذا البيان يعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة مؤكدة دعمها لهذا الجهد الدولي، حاثة الأطراف المعنية كافة إلى التعامل بإيجابية مع هذه المبادرة.

كما أعربت سلطنة عُمان عن ترحيبها بالبيان المشترك الصادر عن الرئيسين الأمريكي والمصري وأمير قطر بشأن ضرورة إتمام التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مؤكدة على موقف السلطنة بأهمية الالتزام بما تم التوافق حوله وتنفيذه دون أي تأخير.

وحثت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان يوم الجمعة إسرائيل وحركة حماس على قبول دعوة وساطة قطر ومصر والولايات المتحدة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في 15 أغسطس/ آب.

وتستمر الجهود الدبلوماسية في كل الاتجاهات لتجنب تصعيد عسكري في المنطقة بعدما توعدت إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 31 تموز/يوليو في طهران والذي حملت مسؤوليته لإسرائيل.

نتنياهو

Reuters

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إنه لا يرجح توقيع الاتفاق الأسبوع المقبل، “نظراً للقضايا الخطيرة التي تشمل تسلسل المحادثات بين حماس وإسرائيل”، مضيفاً أن هناك حاجة إلى تحرك على الجانبين.

وقال المسؤول الأميركي إن البيان لم يكن يهدف إلى التأثير على إيران، لكن أي تصعيد من شأنه أن يعرض أمل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس للخطر.

وفي بيان صدر عن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أشارت الدول الثلاث، إلى وجود “اتفاق إطاري مطروح الآن على الطاولة، ولا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ” بشأن وقف المعارك والإفراج عن الرهائن.

وأضاف البيان أن هذا الاتفاق “يستند إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 مايو/أيار 2024، والتي دعمها قرار مجلس الأمن رقم 2735”.

وقال البيان الثلاثي، إن واشنطن والقاهرة والدوحة، على استعداد “إذا اقتضت الضرورة” لطرح “مُقترح نهائي لتسوية الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ، وعلى النحو الذي يلبى توقعات كافة الأطراف”، وذلك باعتبار تلك الدول تضطلع بدور الوساطة في هذه الأزمة.

وشدد البيان، الذي نشره الديوان الأميري القطري، على أن الوقت قد حان “وبصورة فورية، لوضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لسكان قطاع غزة، وكذلك للرهائن وعائلاتهم”.

وأكد البيان على ضرورة “عدم إضاعة مزيد من الوقت، كما ينبغي ألا تكون هناك أعذار من قبل أي طرف لمزيد من التأجيل، مضيفاً “حان الوقت للإفراج عن الرهائن وبدء وقف إطلاق النار وتنفيذ هذا الاتفاق”.

كانت تقارير إعلامية عربية قد أفادت بأن خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الذي يوجد مقره في قطر، سيؤدي دوراً محورياً في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر قولها إن الحية سيستمر في قيادة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل تحت قيادة يحيى السنوار.

وقد عين السنوار زعيماً جديداً للحركة في 6 أغسطس/آب، ليحل محل إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران الأسبوع الماضي.

ونقلت رويترز عن مصدر في حماس قوله إن الحية وزاهر جبارين الذي يقود حماس في الضفة الغربية من خارج الأراضي الفلسطينية، سيكون لهما دور أكبر في تقدم المجموعة، نظرا لعلاقاتهما القوية مع إيران وحزب الله اللبناني.

نتنياهو: إسرائيل لا تواجه حماس وحدها

يأتي رد إسرائيل بعد حديث لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمجلة (تايم) قال فيه إن “إسرائيل لا تواجه حماس فحسب، بل محورا إيرانيا متكاملا”.

وأكد نتنياهو أن الهدف في قطاع غزة هو “تحقيق نصر حاسم على حركة حماس، حتى لا تشكل خطراً على أمن إسرائيل”، ومنع تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة، مُصراً على السيطرة الدائمة على محور فيلادلفيا.

واعتبر أن الهدف الأكبر والأهم هو استعادة “مبدأ الردع الإسرائيلي”.

وأوضح أن اتساع رقعة الحرب في غزة لتتحول إلى صراع إقليمي مخاطرة يدركها، مؤكدا أنه “مستعد لخوضها”.

وذكر أن الحرب ستنتهي في اليوم التالي الذي تستسلم فيه حماس وتدع أسلحتها ويترك قادتها القطاع إلى المنفى.

وعبر نتنياهو عن تصوره لوضع القطاع بعد انتهاء الحرب، متمثلا في إدارة مدنية يديرها سكان القطاع، بدعم من شركاء إقليميين.

ترقب واستنفار

أنصار حزب الله يستمعون لخطاب نصر الله.

EPA

وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن حزب الله في لبنان سيبدأ الهجوم أولا، وسط حالة استنفار قصوى دفعت إليها توقعات بأن يكون الرد “خلال أيام”، بحسب ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية.

وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل في حالة استنفار قصوى مشيرا إلى أن الجيش يعرف كيف يشن هجوما سريعا في كل مكان.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت في صفحتها الاولى الخميس أن “نصر الله ينوي الرد قبل إيران”.

وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن إسرائيل كانت تتوقع بدء هجوم حزب الله “خلال خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله” الثلاثاء الماضي.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن أحدث التقديرات الرسمية في إسرائيل تشير إلى أن حزب الله سيردّ على اغتيال شكر “منفردا وخلال أيام”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريحات مساء الأربعاء إن نصر الله “قد يجر لبنان إلى دفع أثمان باهظة أكثر”.

ونقل موقع “إكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن حزب الله سيدفع ثمنا غير متناسب إذا أصاب هجومه “مدنيين إسرائيليين”.

وأبرزت وسائل الإعلام تقريراً نشرته مجلة بوليتيكو، يفيد بأن إيران ربما تعيد التفكير في شن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، بحسب ما قاله مسؤولون أمريكيون.

ماذا تقول إيران؟

باقري وزير الخارجية الإيراني بالوكالة

EPA

قال وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، علي باقري، في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس إن إسرائيل ارتكبت “خطأ استراتيجيا” باهظ الثمن بقتلها الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي.

وقال باقري بعد حضوره جلسة استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة السعودية: “إن ما أقدم عليه الصهاينة في طهران كان خطأ استراتيجيا لأنه سيكلفهم غاليا”.

ورغم أن إسرائيل لم تعلق على مقتل هنية، فقد تعهدت إيران بالرد.

واتهم باقري إسرائيل بالرغبة في “توسيع رقعة التوتر والحرب والصراع إلى دول أخرى”، ولكنه أكد أنها ليست في وضع يسمح لها بمحاربة إيران.

وقال: “الصهاينة ليسوا في وضع يسمح لهم ببدء حرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ ليس لديهم لا القدرة ولا القوة”.

وأضاف باقري أن أعضاء منظمة التعاون الإسلامي أعربوا عن دعمهم للرد الإيراني.

استعدادات في انتظار الرد

دبابات إسرائيلية .

Reuters

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن خدمة الإسعاف الإسرائيلية بدأت تخزين إمدادات الدم في مركز مُحصّن تحت الأرض، كما نقلت المصانع المواد الخطرة، وتفحص السلطات البلدية الملاجئ وإمدادات المياه في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد هجوما محتملا من إيران ووكلائها.

وتقول تقارير إن إسرائيل تحصن جبهتها الداخلية لعدة أشهر، ووضع العديد من الاستعدادات منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما نفذ مسلحون بقيادة حماس هجوماً غير مسبوق عبر الحدود على بلدات غلاف غزة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.