قصف إسرائيلي على مناطق دير البلح والفاخورة في غزة، ومقتل تسعة فلسطينيين في الضفة إثر غارتين إسرائيليتين

قصف الجيش الإسرائيلي ليلة السبت-الأحد مناطق متفرقة في قطاع غزة منها خيمة تؤوي نازحين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح ومنزل في منطقة الفاخورة، قُتل وأُصيب على إثرها العشرات.

وقال الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى إن هذه هي المرة الثالثة التي يستهدف فيها القصف الإسرائيلي النازحين داخل المستشفى.

واستمرت فرق الإنقاذ والسكان محاولة إخماد الحريق جراء قصف خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي ارتكب “مجزرة” داخل مستشفى شهداء الأقصى بقصف خيام النازحين راح ضحيتها 10 أشخاص وأكثر من 18 إصابة حتى الآن.

وأدان المكتب القصف وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة.

من جنازة فلسطينية

AFP
تشييع جثمان أحد الفلسطينيين في مدينة طولكرم في الضفة الغربية (22/11/2023)

لقي تسعة فلسطينيين مصرعهم إثر غارتين جويتين إسرائيليتين في الضفة الغربية يوم السبت، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش إن قواته قامت أولاً في الصباح الباكر بضرب مركبة في منطقة ريفية خارج مدينة طول كرم، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص كانوا يستقلون المركبة.

وقال الجيش إن هؤلاء القتلى الخمسة كانوا في طريقهم إلى تنفيذ هجوم ضد أهداف إسرائيلية.

من جهتها، قالت حماس إن القتلى الخمسة هم مسلحون في الحركة، بينهم قيادي محليّ، حسبما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال.

ثم قال الجيش الإسرائيلي إنه وفي وقت لاحق من يوم السبت، قتل أربعة فلسطينيين مسلحين آخرين في منطقة طول كرم، بعد أن فتح هؤلاء النار على قوات إسرائيلية، بحسب بيان الجيش، ولم ترد معلومات أخرى.

ومنذ اندلاع الحرب الراهنة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لقي أكثر من 590 فلسطينيا في الضفة الغربية مصرعهم بنيران إسرائيلية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وعلى الصعيد الإقليمي، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن بيان للحرس الثوري الإيراني أن اغتيال إسماعيل هنية جرى عبر إطلاق مقذوف قصير المدى برأس حربي يزن نحو سبعة كيلوغرامات مصحوبا بانفجار قوي من خارج منطقة سكن الضيوف.

وكان قد أعيد تعليق عدد من رحلات الطيران إلى لبنان كما تمت إعادة جدولة رحلات أخرى وسط ترقب لأي تصعيد عسكري محتمل بين حزب الله واسرائيل بعد اغتيال القيادي العسكري البارز في التنظيم فؤاد شكر مساء الخميس بضربة إسرائيلية، وفق مراسلة بي بي سي في بيروت.

فيما نفت المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي ما يتم تداوله عن إلغاء جميع الرحلات من والى مطار بيروت.

وحثت السلطات في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رعاياها في لبنان على مغادرة البلاد فورا و”بأي تذكرة سفر متاحة”.

كما حثت وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها في إيران على مغادرة البلاد فوراً، وسط احتداد التوترات إقليميا.

وقالت الوزارة في بيان لها: “نظرا لتزايد خطر التصعيد العسكري في المنطقة، نحث الرعايا الفرنسيين في إيران على مغادرة البلاد بأقصى سرعة ممكنة”.

ونصحت دول غربية أخرى عديدة رعاياها بتجنّب السفر إلى كل من إسرائيل ولبنان على مدار الأيام القليلة الماضية مع تنامي التهديد باتساع دائرة الصراع.

وقرّرت شركتا “إير فرانس” و”ترانسافيا فرانس” تمديد تعليق رحلاتهما إلى بيروت حتى السادس من آب/أغسطس على الأقل “بسبب الوضع الأمني”، وفق ما أعلنت الشركة الأم “إير فرانس-كا إل إم” السبت.

وعلّقت الشركتان خدماتهما إلى العاصمة اللبنانية منذ 29 تموز/يوليو، وسط خاوف من تصعيد عسكري بين إسرائيل وحزب الله. وقال ناطق باسم “إير فرانس” لوكالة فرانس برس إن الرحلات مع إسرائيل “مستمرة بصورة طبيعية”.

وأضاف الناطق، السبت، أن “أي استئناف للخدمات سيخضع لتقييم على أرض الواقع” مشيرا إلى أن الركاب الذين لديهم حجوزات يمكنهم إعادة التذاكر من دون أي كلفة إضافية.

وبالإضافة إلى “إير فرانس” و”ترانسافيا”، علّقت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت بما فيها “لوفتهانزا” الألمانية التي سيبقى قرارها ساريا حتى الخامس من آب/أغسطس. كما أعلنت الشركة ومجموعة “إيتا” الإيطالية الخميس تعليق رحلاتهما إلى تل أبيب لأيام عدة.

وألغت شركات الطيران الهنغارية واللاتفية والإثيوبية رحلاتها إلى تل أبيب، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

مسافرون ينتظرون في مطار بيروت

EPA

أمريكا تنشر دفاعات إضافية في الشرق الأوسط

طائرة حربية

Getty Images

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون عن اعتزمها نشر المزيد من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية في الشرق الأوسط، مع تنامي القلق بشأن ردّ إيراني على اغتيال هنية على أراضيها.

وقالت البنتاغون إن الوزير لويد أوستن أطلع إسرائيل على التغييرات في القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

وفي اتصال مع نظيره الإسرائيلي، ناقش أوستن التهديدات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، حيث شدد لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت على الدعم الأمريكي القوي لأمن إسرائيل، مؤكداً أن “كل دول المنطقة ستستفيد من خفض التوتر”.

وتحدث أوستن عن رفع درجة الاستعداد لدى الجيش الأمريكي لنشر المزيد من الدفاعات الصاروخية الأرضية، وأمر لويد أوستن بإرسال سفن تابعة للبحرية ومدمرات إلى منطقة الشرق الأوسط.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الجمعة، عن وصول حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت” إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأمريكي، في منطقة الخليج والبحر الأحمر وخليج عُمان وأجزاء من المحيط الهندي.

وقالت البحرية الأمريكية إن حاملة الطائرات نوع “روزفلت” وصلت إلى مضيق هرمز قبالة إيران. وقال البنتاغون إنه عمل على “زيادة الاستعداد العسكري بالشرق الأوسط” بنشر دفاعات صاروخية إضافية.

كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن دبلوماسي إيراني القول إن “إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء وردنا سيكون مفاجئاً وقوياً”، وإن محاولات إقناع طهران بعدم التصعيد “لن تكون مجدية” في ضوء الاغتيالات الأخيرة.

هنية والمكان الذي شهد اغتياله

Reuters
هنية والمكان الذي شهد اغتياله في إيران

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أعلن من جهته أن الجيش الإسرائيلي “قضى” صباح اليوم بواسطة طائرة تابعة لسلاح الجو، على مسؤول في حزب الله في منطقة البازورية جنوبي لبنان، ونشر مقطع فيديو مصوّرا من الجو لعملية الاستهداف.

وفي ذات السياق، نعى حزب الله مقتل مسؤول في حزبه من بلدة عيتيت في جنوب لبنان، وقال في بيان له إنه ” ارتقى شهيداً على طريق القدس”.

وكان مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية قد أعلن عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في استهداف إسرائيلي لسيارة بين بلدتي البازورية ووادي جيلو جنوبي لبنان صباح السبت.

وتوقعت إيران، السبت، أن يضرب حزب الله اللبناني “عمق” إسرائيل و”ألا يكتفي بأهداف عسكرية” ردا على اغتيال القيادي العسكري البارز في التنظيم فؤاد شكر مساء الخميس بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكان فؤاد شكر المسؤول عن إدارة عمليات الحزب في جنوب لبنان، قد قُتل في غارة استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الخميس إسرائيل بـ”ردّ آت حتماً”.

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أنه بعد اغتيال شكر “نتوقع أن يختار حزب الله المزيد من الأهداف” وأن يضرب في “عمق” إسرائيل، بحسب ما أوردت وكالة إرنا الرسمية.

“أول وفد إسرائيلي يزور القاهرة منذ اغتيال هنية”

وفي غضون ذلك، أكد مصدر مصري مطلع على مسار التفاوض بين إسرائيل وحماس وصول وفد إسرائيلي للقاهرة اليوم والبدء في محادثات مع الجانب المصري.

وأضاف المصدر لبي بي سي، أن الجانب القطري لم يحضر بعدُ للقاهرة للمشاركة في هذه اللقاءات، دون مزيد من التفاصيل.

ونقلت وكالة شينخوا الصينية عن مصادر مصرية مطلعة القول إن الوفد الإسرائيلي يتضمن رئيسَي جهاز الأمن العام والموساد، وإن المحادثات تركزت على وقف إطلاق النار في غزة، والوضع في محور فيلادلفيا بين مصر وغزة، إضافة إلى معبر رفح الحدودي المغلق.

ويعدّ هذا هو أول وفد إسرائيلي يزور القاهرة منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

من جهته، قال سامي أبو زهري المسؤول في حركة حماس، لوكالة رويترز للأنباء تعليقاً على إعلان نتنياهو -الجمعة- إرسال وفد للتفاوض، إن “نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وهو يستخدم هذه الإعلانات الفارغة للتغطية على جرائمه ومحاولات الإفلات من تداعياتها” بحسب تصريحه.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

Reuters

“مشاهد استثنائية و تطورات مهمة في الساعات القادمة”

تحدّث الإعلام الإيراني عن “مشاهد استثنائية و تطورات مهمة في الساعات القادمة”.

وقال مذيع القناة الثالثة في إيران، الجمعة: “خلال ساعات قليلة سيشهد سكان العالم مشاهد مذهلة”.

تأتي هذه التطورات في وقت ترتفع فيه حالة التأهب في إسرائيل استعداداً لهجمات محتملة من إيران وحلفائها في المنطقة.

وكان المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي قد توعّد بإنزال “أشد العقاب” بإسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

ونشر مستشار وزير الخارجية الإيراني محمد مرندي فجر الجمعة على حسابه على موقع إكس أن على الجميع مغادرة إسرائيل، مرفقاً كلامه بصور صواريخ: “غادروا.. إنها قادمة”.

من تظاهر إسرائيليين في تل أبيب مطالبين بوقف الحرب وإعادة الرهائن

Reuters
من تظاهر إسرائيليين في تل أبيب مطالبين بوقف الحرب وإعادة الرهائن

كما أعلن رئيس الأركان الإيراني محمد باقري الخميس أن طهران تدرس حالياً مع حلفائها في المنطقة طريقة الرد على إسرائيل بعد مقتل هنية.

أكد باقري: “ردنا على إسرائيل حتمي وسيكون بإجراءات مختلفة”، مضيفاً أن “إسرائيل ستندم على ما فعلته”.

وقتل هنية، في طهران بعدما حضر للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية الثلاثاء.

وبينما حمّلت إيران إسرائيل مسؤولية مقتله، رفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على ذلك.

كما اعتبر رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان أن الأعمال “الإرهابية” ناتجة عن المأزق التي وصلت اليه إسرائيل اليوم، وقال إن إيران ستواصل دعم “محور المقاومة” والشعب الفلسطيني وأهل غزة.

في إسرائيل، قالت هيئة البث الاسرائيلية إن السلطات اتخذت إجراءات أمنية استثنائية، ورفعت حالة التأهب تحسباً لـ”رد محتمل” من إيران وحركة حماس وحزب الله.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية “حالة تأهب واستعداد في وزارة الصحة الإسرائيلية للتصعيد الشامل واستيعاب العديد من الإصابات في المستشفيات وإخلاء تحت النار”.

حيث ألغى الجيش إجازات الجنود بالوحدات القتالية ووضع منظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن جهاز الأمن العام الشاباك رفع درجة الحراسة الأمنية لرئيس الوزراء ووزراء الحكومة.

وطبقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن إسرائيل قد تواجه حرباً متعددة الجبهات من شأنها أن تدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية يتعين عليها الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية وغارات طائرات بدون طيار تنطلق من لبنان واليمن، بل حتى من إيران التي ستحاول تعبئة جماعات مسلحة من العراق وسوريا إلى الجبهة الشمالية لإسناد حزب الله.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.