نتنياهو يستعرض “الإنجازات العسكرية والاغتيالات الإسرائيلية” دون ذكر مقتل هنية

إسماعيل هنية

Getty Images
لم يذكر نتنياهو مقتل هنية أثناء حديثه أمام مجلس الوزراء الأمني

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، بأن إسرائيل وجهت ضربات مباشرة لحركة حماس وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن خلال الأسابيع الماضية.

وأضاف نتنياهو “بالأمس قضينا على القيادي في حزب الله الذي كان مسؤولاً عن مقتل الأطفال، وكان أحد الإرهابيين المطلوبين حول العالم، والولايات المتحدة وضعت على رأسه جائزة”.

وتابع بالقول إن “فؤاد شكر كان مسؤولا عن العمليات التي استهدفت مواطنينا في الشمال”، مؤكداً أن “كل من يهاجم إسرائيل سوف يدفع ثمنا كبيراً”.

وأضاف أيضاً “نقضي على آلاف المقاتلين من حماس والبنى التحتية، ولولا ذلك لما سيطرنا على محور فيلادلفيا، وعملنا على إعادة مواطنينا إلى بيوتهم. وقد حققنا كل ذلك لأننا لم نستسلم رغم الضغوط من الداخل والخارج”.

وأضاف: “لن نسمع إلى هذه الأصوات بعد ذلك”، في إشارة إلى الأصوات التي تنادي بإنهاء الحرب.

ولم يتطرق نتنياهو أثناء كلمته إلى مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، صباح الأربعاء، في العاصمة الإيرانية طهران.

وتأتي كلمة نيتنياهو في وقت تُثار فيه تساؤلات عن الرد الإيراني على مقتل هنية، دون وجود أي معلومات عن قوة ونطاق هذا الرد المحتمل.

في غضون ذلك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الضربتين في بيروت وطهران “تشكلان تصعيدا خطيرا”، بحسب المتحدث باسمه.

جاء ذلك تزامنا مع إعلان مجلس الأمن الدولي أنه بصدد عقد جلسة طارئة، الأربعاء، بناء على طلب إيران بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، حسبما أعلنت الرئاسة الروسية للمجلس.

صورة بتاريخ 31 يوليو/تموز 2024، لمحتجين فلسطينيين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة، يحملون لافتة تحمل صورة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية احتجاجاً على مقتله.

AFP
محتجين فلسطينيين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة، ينددون باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وفي وقت سابق، قال نائب رئيس حركة حماس، خليل الحية، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإيرانية طهران إن الحركة لن تمرر “اغتيال” رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية من دون رد، مضيفاً أن قادة حماس يسيرون على الدرب نفسه.

وأضاف الحية أن الحركة لن تواجه أي عوائق في تسمية من سيخلف هنية، وواصل حديثه، قائلاً “خيارنا مع هذا العدو هو الدم والمقاومة، وهذا هو الطريق الذي من الممكن أن يوحد شعبنا”.

وفيما يخص ملابسات مقتل إسماعيل هنية، قال نائب رئيس حركة حماس إن “صاروخاً دخل إلى غرفة هنية وأصابه إصابة بالغة وننتظر التحقيقات”.

ورفض ديفيد منسر، وهو متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية التعليق على مقتل هنية، وقال في مؤتمر للصحفيين “لن نعلق على هذه الحادثة بالتحديد”.

وكانت حركة حماس قد أكدت فجر الأربعاء مقتل رئيس الحركة إسماعيل هنية، ومرافقه الشخصي وسيم أبو شعبان، في “غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران” بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.

ويُعد إسماعيل هنية ثالث شخصية تتولى قيادة حركة حماس (رئاسة المكتب السياسي) بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل.

إسماعيل هنية ، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قبل ساعات من مقتله في لقاء مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان  في 30يوليو/ تموز 2024  بالعاصمة الإيرانية طهران.

Getty Images
إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (يسار) قبل ساعات من مقتله في لقاء مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالعاصمة الإيرانية طهران.

وكان المستشار السياسي والإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، قد قال إن إسرائيل ستواجه ما وصفه بـ “أشكال جديدة من المقاومة، لأنها هي من صَعَّدت في المواجهة” باغتيال هنية.

وقال النونو، في تصريح خاص لـ “بي بي سي” إن “الاحتلال الإسرائيلي، ارتكب جريمة كبيرة، وسيكون الرد بمقدارها”، مشيراً إلى أن إسرائيل هي من “صعّدت في المعركة، وعليها أن تتحمل نتائجها”، على حد تعبيره.

وأعلنت حركة حماس أن جثمان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، سيُشيّع في مراسم رسمية وشعبية في العاصمة الإيرانية طهران، يوم غد، قبل نقله إلى العاصمة القطرية الدوحة عصر الخميس.

وأشارت الحركة إلى أن صلاة الجنازة ستتم في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في العاصمة الدوحة بعد صلاة الجمعة القادمة، ليدفن بعدها في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل.

إدانات واسعة

وقد أدان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اغتيال هنية، واعتبره “عملاً جباناً وتطوراً خطيراً”، وفقاً لبيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية(وفا).

وجاء في بيان للرئاسة “أدان رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بشدة اغتيال رئيس حركة حماس القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملا جباناً وتطوراً خطيراً”، وأضاف أنه دعا “جماهير شعبنا وقواه إلى الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الإسرائيلي”.

كما أذاع التلفزيون الرسمي الإيراني بياناً للمرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، قال فيه إنه من واجب إيران الرد، حيث وقع الهجوم في طهران.

وقال خامنئي: “نرى أنه من واجبنا الثأر لدم الرجل الذي استشهد في أرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

كما قال الحرس الثوري الإيراني في وقت مبكر من صباح الأربعاء، إنه تم “استهداف مقر إقامة إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى استشهاده إلى جانب أحد حراسه”.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن إيران “ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وفخرها وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على عملهم الجبان” في إشارة إلى اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، دون ذكر تفاصيل إضافية في بيانه الذي نقلته وسائل الإعلام الإيرانية.

من جانبها قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها إن قطر “تدين بشدة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، معتبرة ذلك “تصعيدا خطيرا”.

كما أدانت تركيا الأربعاء في بيان لها وقالت “ندين اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في عملية اغتيال دنيئة في طهران”، معتبرة أن “هذا الهجوم يهدف أيضا إلى توسيع الحرب في غزة إلى مستوى إقليمي”.

وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”الاغتيال الغادر” لزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

وأدانت روسيا كذلك اغتيال إسماعيل هنية وقالت “الاغتيال السياسي غير المقبول”.

من جانبها أدانت الصين “اغتيال” هنية، محذرة من احتمال أن يؤدي ذلك إلى “مزيد من عدم الاستقرار في الوضع الإقليمي”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان إن بلاده تشعر “بقلق بالغ بشأن الحادثة ونعارض وندين بشدة الاغتيال”.

هذا واعتبرت حكومة طالبان في أفغانستان أن مقتل هنية في إيران “خسارة كبيرة”، مشيرة إلى أنه “ترك عبراً في المقاومة والتضحية والصبر والتحمل والنضال والتضحية العملية لأتباعه”.

لقاء بين علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران (على اليمين)، مع إسماعيل هنية (في الوسط)، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وزياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ظهر يوم 30 يوليو/نموز 2024.

Getty Images
لقاء بين علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران(يميناً)، مع إسماعيل هنية (في الوسط)، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وزياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ظهر يوم أمس بالعاصمة الإيرانية طهران.

ورفض الأردن “خرق سيادة الدول والقانون الدولي، مديناً “بأشد العبارات اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) إسماعيل هنية”.

هذا ورفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التعليق مباشرة على مقتل هنية، لكنه قال إن التوصل لوقف إطلاق نار في غزة “ضرورة دائمة”.

وفي العراق، قالت وزارة الخارجية العراقية إنها “تدين بأشد العبارات عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران”، مؤكدة أن “هذه العملية العدوانية تُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأدانت القاهرة ما وصفته بسياسة “التصعيد الإسرائيلية الخطيرة” خلال اليومين الماضيين، محذرة من أن ذلك يمكن أن ينذر بإشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة.

إضراب في الضفة و”تصعيد خطير”

أعلنت “القوى الوطنية والإسلامية في الأراضي الفلسطينية”، الإضراب الشامل والخروج في مسيرات احتجاجاً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

كما نعت مساجد الضفة الغربية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عبر مكبرات الصوت ودعت للإضراب الشامل، حداداً على “اغتياله” في طهران.

وقال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق إن “اغتيال هنية عمل جبان وتصعيد لن يمر سدى” وفق ما نقله تلفزيون الأقصى التابع لحماس.

كما قال القيادي في حماس سامي أبو زهري “اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأخ هنية هو تصعيد خطير يهدف إلى كسر إرادة حماس وإرادة شعبنا وتحقيق أهداف وهمية. نحن نؤكد أن هذا التصعيد لن يحقق أهدافه”.

وأضاف أبو زهري: “حماس مفهوم ومؤسسة وليست أشخاصا. وستواصل حماس السير على هذا الطريق مهما كانت التضحيات ونحن واثقون من النصر”.

فيما قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إن اغتيال هنية سيجر “تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها”.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي: “عملية الاغتيال الآثمة التي نفذها العدو بحق رمز من رموز أمتنا لن تنال من مقاومتنا”.

وفي مدينة رام الله وعدد من مدن الضفة الغربية المحتلة غادر الموظفون الحكوميون مقار عملهم، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها، وفقًا لوكالة أنباء فرانس برس.

وخرج المئات في عدة مدن فلسطينية في مسيرات احتجاجية. ورفع المحتجون العلم الفلسطيني ورايات حركة حماس.

وفي رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، هتف المحتجون “من ضفتنا تحية لأبو العبد هنية” و”نحن للأقصى فداء”.

وأدانت حركة فتح اغتيال هنية، واصفة إياه بأنه ” قائد كبير وأخ عزيز وصديق ومناضل صلب”.

وجاء في بيان صدر عن اللجنة المركزية لحركة فتح “لقد كان الشهيد القائد اسماعيل هنية يصر على الوحدة الوطنية وجمع أواصرها بما يحافظ على المشروع النضالي الذي يقدم فلسطين قضية عادلة وفكرة شريفة وبما يعزز مكانتها”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.