وقف شرطي بريطاني ضرب مواطنا في مطار مانشستر عن العمل، ورئيس الوزراء يعلق على الحادث

قررت الشرطة البريطانية إيقاف ضابط عن العمل، بعد تداول مقطع فيديو على الإنترنت لرجل يتعرض للركل والدهس على رأسه، في مطار مانشستر في بريطانيا.

وأكدت شرطة مانشستر الكبرى أنه تم منع الضابط من ممارسة مهامه الأمنية بعد “مراجعة شاملة لمزيد من المعلومات” عن الحادث، الذي وقع يوم الثلاثاء.

وعلق رئيس الوزراء السير كير ستارمر، على الحادث وقال إنه “يتفهم تمامًا” قلق الجمهور بشأن اللقطات.

وقال السير ستارمر إن وزيرة الداخلية إيفات كوبر كانت على اطلاع دائم بالحادث وكانت تقابل عمدة مانشستر آندي بيرنهام، حاليًا لمناقشة الموقف.

وأظهر مقطع فيديو للحادث ضابطا يرتدي زيا رسميا ويحمل جهاز صاعق كهربائي موجها نحو الرجل المستلقي على الأرض، في المبنى رقم 2، ثم قام الشرطي بضرب الرجل مرتين وهو على الأرض، في حوالي الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش.

وناشد عمدة مانشستر الكبرى آندي بيرنهام، الجميع بالهدوء، والتقى وزير الداخلية لمناقشة الحادث.

وقالت شرطة مانشستر الكبرى في بيان، إنها تتفهم “المخاوف العميقة” التي “أثيرت على نطاق واسع”.

وتسبب مقطع الفيديو في احتجاجات خارج مركز شرطة روشدايل، مساء الأربعاء، حيث تجمع مئات الأشخاص، وكان هناك هتافات وصرخ البعض “عار عليكم”.

وأضافت شرطة مانشستر أن الضباط تعرضوا لهجوم أثناء محاولتهم اعتقال شخص عقب مواجهات في المبنى رقم 2 داخل مطار مانشستر، يوم الثلاثاء.

وقالت الشرطة إنها أحالت الضباط إلى مكتب مراقبة سلوك الشرطة المستقل (IOPC) بعد الحادثة، وتم إقالة أحد الضباط من مهامه العملياتية.

و قال مساعد رئيس الشرطة وسيم تشودري في بيان: “لدينا العلم بأن مقطع فيديو لحادث مطار مانشستر يتم تداوله على نطاق واسع الأن، ويظهر حدثاً صادماً حقاً، والناس يشعرون بقلق بالغ بشأنه”.

وأضاف بيان تشودري: “إن استخدام مثل هذه القوة في الاعتقال هو حدث غير معتاد، ونحن نتفهم أنه يثير القلق”، موضحاً أنه “تم إقالة ضابط واحد من المهام العملياتية ونحن نقوم بتقديم إفاداتنا طوعاً لمكتب مراقبة سلوك الشرطة المستقل”.

وقالت اللجنة الدولية لمكافحة الفساد إنها ستقوم بتقييم “إحالة شرطة مانشستر الكبرى لتقرر ما هي الإجراءات الإضافية المطلوبة”.

وقال متحدث باسم الشرطة إنه تم استدعاء الضباط إلى المطار حوالي الساعة 20:25 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء، بعد ورود تقارير عن مشاجرة بين أفراد داخل المطار.

وأضاف المتحدث أن ثلاثة ضباط “تعرضوا للضرب” في “اعتداء عنيف” عندما حاولوا اعتقال أحد المشتبه بهم.

وأوضح: “نظراً لأن الضباط الحاضرين كانوا يحملون أسلحة نارية، فقد كان هناك خطر واضح أثناء الهجوم من أن يتم أخذ أسلحتهم”.

وتم نقل ثلاثة ضباط إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما أصيبت ضابطة بكسر في الأنف.

وأكدت الشرطة القبض على أربعة أشخاص، للاشتباه في اعتدائهما على عامل طوارئ، وافتعال مشاجرة وعرقلة عمل الشرطة، بينما تم القبض على رجلين آخرين للاشتباه في استخدامهما العنف والاعتداء على عامل طوارئ.

“من الصعب مشاهدته”

وقال عمار مينهاس – وهو مواطن من ليدز – لبي بي سي، إنه كان في منطقة الوصول داخل المطارعندما رأى ما حدث.

وقال إن رجال الشرطة اقتربوا من شخص كان في أوائل العشرينيات من عمره، وأخبروه أنه رجل مطلوب، قبل أن “يثبتوه على الحائط”.

وأضاف أن شخصاً آخر “هاجم الشرطة” وبدأت مشاجرة بينهم.

وقال مينهاس إن الشخص الذي كان مثبتاً على الحائط بدأ “بضرب ضباط الشرطة، وتم صعقه بالكهرباء، وسقط على الأرض”، مستدركاً “حينها ركله الشرطي”.

ووصف آندي جورج، رئيس رابطة الشرطة السوداء الوطنية، الفيديو بأنه “من الصعب مشاهدته”.

وفي منشور على موقع إكس، المعروف سابقاً باسم تويتر، كتب جورج: “في حين أن العمل الشرطي يُعد وظيفة صعبة حقاً، فإننا مدربون على مستوى عالٍ ونلتزم بأعلى المعايير”.

ونشرت وزيرة الداخلية البريطانية ديانا جونسون على موقع إكس: “أنا على علم باللقطات المزعجة حول حادثة وقعت في مطار مانشستر بعد ظهر اليوم، وأتفهم القلق العام الذي أثارته”، وأضافت: “لقد طلبت تحديثاً كاملاً من شرطة مانشستر الكبرى”.

ردود أفعال سياسية واسعة

قال عمدة مانشستر بيرنهام، لراديو بي بي سي مانشستر، إن الفيديو “مزعج للغاية” وإن تعليق عمل الضابط كان “الإجراء الصحيح”.

ومع ذلك، قال إنه شاهد “الفيديو الكامل” الذي أظهر “موقفا سريع الحركة ومعقدا في موقع صعب، إنه ليس واضحا تماما”.

وأضاف بيرنهام: “لقد استغرق الأمر بعض الوقت للحصول على صورة أكثر وضوحًا لما حدث”، مضيفًا أن التحقيق يحتاج إلى المضي قدمًا الآن “بطريقة شاملة ومدروسة”.

وقال دال بابو، كبير مفتشي شرطة العاصمة السابق، لراديو بي بي سي 4، إن تصرفات الشرطة كانت “مروعة وغير ضرورية” وفي رأيه لعبت العنصرية دورًا في الحادث.

وأضاف أن الرجال اعتقلوا بتهمة الشجار والاعتداء، وليس الجرائم “الخطيرة” مثل محاولة القتل أو الإيذاء الجسدي الجسيم أو الجرح المتعمد.

وقال: “أعتقد أن العنصرية لعبت دورًا مهمًا في هذا”، مضيفًا أن شرطة العاصمة كانت “بطيئة في فهم خطورة” الحادث في وقت كانت فيه الثقة في الشرطة “منخفضة للغاية”.

وقالت قوة الشرطة في أحدث بيان لها إنها “ستستمر في الاجتماع” مع سكان مانشستر الكبرى والممثلين المنتخبين لمناقشة المخاوف التي أثيرت بشأن الحادث. وقالت إنها أحالت نفسها إلى المكتب المستقل لسلوك الشرطة بشأن الحادث.

وأكد بول واوج، عضو البرلمان عن دائرة روشدايل التي يتبع لها الشخص الذي تعرض للضرب، أن الفيديو كان “مروعًا ومزعجًا حقًا”.

وقال واوج، النائب العمالي في كلمة أمام مجلس العموم عن الحادث، إنه سيلتقي بأسرة الرجل في وقت لاحق اليوم.

لكنه شدد على أن الشرطة تواجه مهمة صعبة، ولكن كان عليهم أن يتوقعوا أعلى معايير السلوك في واجباتهم.

وقالت زعيمة مجلس العموم، لوسي باول، عضو البرلمان عن مانشستر سنترال، إن اللقطات كانت “مزعجة بشكل لا يصدق”، مضيفة أنه “كان هناك الكثير من القلق المفهوم”.

وقالت كاثرين بيتس، المديرة الإقليمية لمكتب IOPC، إن هيئة مراقبة الشرطة كانت تحقق في “مستوى القوة” الذي استخدمه ضابط شرطة مانشستر الكبرى في الحادث، مضيفة أنه “من المهم للغاية” التحقيق في جميع الظروف.

وأكدت على أن التحقيقات كانت في مرحلة مبكرة، لكن تم توفير “عدد كبير من مقاطع الفيديو لكاميرات توجد على ملابس رجال الشرطة ومقاطع أخرى التقطتها كاميرات المراقبة” للحادث.

وأضافت كاثرين: “نحن نقدر أن الناس يريدون إجابات وسنعمل على توفير هذه الإجابات بأسرع ما يمكن”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.