كريستينا عاصي تحمل الشعلة الأولمبية تكريماً للصحافيين الذين فقدوا حياتهم

كريستينا عاصي وديلان كولنز

AFP
تحمل كريستينا عاصي الشعلة الأولمبية الأحد في فرنسا، يرافقها زميلها في وكالة الصحافة الفرنسية ديلان كولنز

بُترت ساق كريستينا عاصي (29 عاماً) اليُمنى، إثر إصابتها في جنوبي لبنان، الخريف الماضي، خلال أداء عملها الصحافي؛ والأحد، تحمل الشعلة الأولمبية تكريماً لكل زملائها الصحافيين الذين فقدوا حيواتهم خلال أداء الواجب.

وتتنقّل الشعلة في مشوارها نحو باريس بين عدّة محطّات فرنسية استعداداً لانطلاق الألعاب الأولمبية في 26 يوليو/ تموز، وتصل الأحد إلى فانسين، في ضواحي باريس الشرقية، حيث ستحملها كريستينا، يرافقها زميلها ديلان كولنز (36 عاماً).

حرب غزة: هل يحمي القانون الدولي الصحفيين في قطاع غزة؟

مقتل صحفيين لبنانيين بعد تعرضهما للقصف في جنوبي لبنان

وكان المنظّمون طلبوا من “وكالة الصحافة الفرنسية” المشاركة في حمل الشعلة، فأوكلت المهمة للمصوّرة اللبنانية، يرافقها زميلها الصحافي الأمريكي في الوكالة الذي أصيب معها في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلال عملهما على تغطية القصف على حدود لبنان الجنوبية، قرب قرية علما الشعب.

وقتل في القصف مصوّر “رويترز” اللبناني عصام عبد الله، وأصيبت مراسلة “الجزيرة” كارمن جوخدار، ومصوّر القناة إيلي برخيا، وكلاهما لبنانيان، والصحافيان العراقيان ثائر السوداني وماهر نزيه من “رويترز”.

“بقاؤنا على قيد الحياة معجزة”

وتعليقاً على حمل الشعلة، قالت كريستينا في بيان صادر عن وكالة الصحافة الفرنسية: “إنّ حمل الشعلة الأولمبية تجربة عاطفية، خاصة بعد نجاتي من استهداف أثناء قيامي بمهمّة صحافية. قصتي هي مجرد واحدة من بين قصص كثيرة أخرى خلال عام أودى بحياة أكثر من مئة صحافي”.

وأضافت: “بحمل هذه الشعلة، نكرّم تضحيات الذين سقطوا ونلفت الانتباه إلى الحاجة الملحة لحماية أولئك الذين يواصلون التغطية رغم الخسائر النفسية والجسدية”.

وقال مصوّر الفيديو ديلان كولنز الذي سبق له أن أصيب في تموز/يوليو 2023 خلال هجوم مسيرات قرب باخموت في أوكرانيا، “إنه لشرف أن أحمل الشعلة الأولمبية إلى جانب زميلتي كريستينا عاصي بعد عام تقريباً على استهدافنا من الجيش الإسرائيلي عند حدود لبنان. بقاؤنا على قيد الحياة معجزة”.

وأضاف: “نحمل الشعلة لتكريم كل أصدقائنا وزملائنا الذين فقدناهم خلال العام المنصرم، وكل الصحافيين الذين قتلوا أو جرحوا عندما كانوا ببساطة، يقومون بعملهم”.

وأشارت تحقيقات لمنظمات “مراسلون بلا حدود”، و”العفو الدولية”، و”هيومن رايتس ووتش”، إلى أن الصحافيين الذين كانوا يرتدون سترات الصحافة والخوذ الواقية، استهدفوا من الجيش الإسرائيلي، وذلك ما خلصت إليه تحقيقات لوكالة الصحافة الفرنسية أيضاً.

واطلعت وكالة “رويترز” على تحقيق أجرته “قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان” (يونيفيل)، في آذار/ مارس الماضي، أشار إلى أنّ دبابة إسرائيلية “أطلقت قذيفتين من عيار 120 مليمتراً على مجموعة من الصحافيين يمكن التعرف عليهم بوضوح في انتهاك للقانون الدولي”.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة “رويترز” حينها، إن “جيش إسرائيل لا يطلق النار عمداً على المدنيين، بما في ذلك الصحافيون”.

“تحويل الخسارة إلى قوّة”

تحدّثت “بي بي سي عربي” مع كريستينا عاصي فقالت لنا في اتصال: “لا أعتقد أن أي شخص يمكنه تخطّي خسارة زميل أو صديق عمل إلى جانبه، ولكن الفكرة هي أن نحوّل تلك الخسارة إلى قوّة، وأن نكمل عملنا من أجلهم”.

وتابعت أن الأمر لا يتعلّق بشخص واحد بحدّ ذاته، “بل بكلّ الذين سقطوا من أجل إيصال الصورة والصوت للناس”.

وقالت خلال حديثها معنا من باريس إن أي “شخص يدخل مهنة الصحافة يعلم مسبقاً المخاطر المحيطة بهذا العمل، الفرق الآن أنّنا مستهدفون. خلال هذه الحرب، أصبح الصحافيون هدفاً أثناء وجودهم على الأرض لتغطية ما يجري من اعتداءات على الناس”.

ورأت كريستينا إن “المشكلة الأساسية أنّ القوانين (التي تتعلق بحماية الصحافيين) لا تُطبّق. ومع الأسف سقطت جميع مبادئ المجتمع الدولي”.

ويعمل الناجون والناجيات من قصف 13 أكتوبر مع نقابات ومنظمات دولية، للوصول إلى تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن مقتل زميلهم عصام عبدالله.

وأفادت تقارير عن خسائر غير مسبوقة في صفوف العاملين في الصحافة منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مع تسجيل مقتل أكثر من مئة صحافي وصحافية في القطاع.

وفي لبنان، إلى جانب مقتل عصام عبدالله وجرح زملائه في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، قُتلت مراسلة قناة الميادين اللبنانية فرح عمر والمصوّر ربيع المعماري في قرية طير حرفا جنوبي لبنان بغارة إسرائيلية وفق ما أعلنت القناة، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.