ما الذي دفع أكثر قبائل العالم انعزالاً إلى الخروج أمام عدسات الكاميرات؟

أعضاء مجتمع ماشكو بيرو الأصليين

Reuters
يُعتبر خروج أفراد قبيلة ماشكو بيرو للعلن حدثاً نادراً

أظهرت صور جديدة قبيلة ماشكو -قبيلة من السكان الأصليين منعزلة نادراً ما تُرى في منطقة الأمازون النائية في بيرو- وهم يتنقلون في منطقة غابات الأمازون في ظهور نادر.

وتشير منظمة سرفايفل انترناشونال، مخاوف من أن نشاط قطع الأشجار يجبرهم على الخروج من الغابات المطيرة الكثيفة بشكل متكرر.

ونشرت منظمة سرفايفل انترناشونال – منظمة غير ربحية تدافع عن حقوق السكان الأصليين- صوراً تظهر أفراداً من القبيلة المنعزلة على ضفاف نهر بالقرب من امتيازات قطع الأشجار.

ونشر العديد من ناشطي منصات التواصل الاجتماعي العديد من الصور والمقاطع المصورة على صفحاتهم الخاصة.

https://twitter.com/Adhwan/status/1813700956372251072

وقالت فيناماد، وهي جماعة تدافع عن حقوق السكان الأصليين، إن قبيلة ماشكو بيرو تغامر بالخروج بحثاً عن الطعام، بعد أن اضطرتهم إلى الرحيل بسبب اتساع أنشطة قطع الأشجار.

وتُظهر الصور، التي التقطت في نهاية يونيو/حزيران الماضي، أفراد القبيلة على طول نهر في منطقة مادري دي ديوس، بالقرب من الحدود البرازيلية.

وقالت كارولين بيرس، مديرة منظمة سرفايفل انترناشونال: “في الواقع، تعمل إحدى شركات قطع الأشجار، وهي كاناليس تاهومانو، بالفعل داخل إقليم ماشكو بيرو، وقد أوضح ماشكو بيرو أنهم يعارضون ذلك”.

عضاء مجتمع ماشكو بيرو الأصليين

Reuters

ونادراً ما يغامر أفراد قبيلة ماشكو بيرو، الذين يعيشون بين محميتين طبيعيتين في مادري دي ديوس، بالخروج، كما أن تفاعلهم مع قبيلة ييني أو القبائل الأخرى في المنطقة محدود.

وقال ألفريدو فارغاس بيو، رئيس فيناماد، “هذا دليل دامغ على أن العديد من ماشكو بيرو يعيشون في هذه المنطقة، والتي لم تفشل الحكومة في حمايتها فحسب، بل باعتها في الواقع لشركات قطع الأشجار”.

وتم رصد مجموعة مكونة من أكثر من 50 شخصاً من ماشكو بيرو بالقرب من قرية يين في مونتي سلفادو في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى مجموعة أخرى مكونة من 17 شخصاً من ماشكو بيرو شوهدت بالقرب من قرية بويرتو نويفو القريبة.

https://www.instagram.com/p/C9fRVvFMcWV/

وقالت منظمة سرفايفل انترناشونال إن قبيلة ييني، تتحدث لغة مرتبطة بماشكو بيرو، وقد أبلغت سابقاً أن القبيلة المنعزلة نددت بغضب بوجود قاطعي الأخشاب على أراضيها.

وغالباً ما يسمع شعب ييني صوت ماشكو بيرو قبل رؤيتهم، إذ أنهم يطلقون صفيراً قبل أن يخرجوا من الغابة، مقلدين زقزقة طائر التينامو العالية والرفيعة، أو تحذيراً بالابتعاد أثناء جمع بيض السلاحف من ضفة النهر، أو عند جني ثمار الفواكه والخضروات.

واقترحت فيناماد إنشاء محمية للقبلة، لكن المحمية لا تغطي سوى ثلث المساحة التي اقترحتها فيناماد.

وتُركت مساحات كبيرة من أراضي ماشكو بيرو دون حماية خارج المحمية.

ومما زاد الطين بلة، أن الحكومة باعت جزءاً كبيراً من هذه المنطقة كامتيازات لشركات قطع الأشجار، ومنحتهم الحق في قطع أشجار الماهوجني وغيرها من الأخشاب الصلبة القيمة هناك لعقود من الزمن.

أعلنت الحكومة البيروفية في 28 يونيو/حزيران أن القرويين المحليين رصدوا ماشكو بيرو بالقرب من نهر لاس بيدراس، على بعد 150 كيلومترًا من بويرتو مالدونادو، عاصمة مادري دي ديوس.

تم الإبلاغ عن مشاهدات القبيلة في البرازيل أيضاً، وفقاً لروزا باديلها من المجلس التبشيري للسكان الأصليين للأساقفة الكاثوليك البرازيليين.

من هي قبيلة ماشكو بيرو؟

في عام 1894، تم قتل معظم قبيلة ماشكو بيرو، على يد جيش كارلوس فيتزكارالد الخاص، في منطقة نهر مانو العليا. تم أيضاً استعباد العديد من سكان ماشكو بيرو الأصليين بين عامي 1897-1909 على طول نهري بوروس ومادري دي ديوس.

وانسحب الناجون إلى مناطق الغابات النائية، وبحثوا عن منابع الأنهار البعيدة وظلوا بعيداً، بمنأى عن أي اتصال.

ووفقاً لعالم الأنثروبولوجيا جلين شيبرد، الذي التقى مع قبيلة ماشكو بيرو في عام 1999، فإن زيادة مشاهدات القبيلة يمكن أن تكون بسبب قطع الأشجار غير القانوني في المنطقة والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض المرتبطة بالتنقيب عن النفط والغاز.

في عام 2012، أصدرت منظمة سرفايفل انترناشونال بعض الصور الجديدة لأفراد القبيلة.

ومنعت الحكومة البيروفية الاتصال بعائلة ماشكو بيرو خوفاً من احتمال إصابتهم عن طريق الغرباء بأمراض لم يكتسب أفراد عائلة ماشكو بيرو مناعة ضدها.

ويُقدر عدد هذه القبيلة بنحو 800 شخص، يعيشون على الصيد وثمار الغابة وكانت لفترة طويلة معزولة عن العالم في محمية مادري دي ديوس في جنوب شرق البيرو.

الا ان هذه المنطقة القريبة من الحدود مع البرازيل تعج بمناجم الذهب غير المرخص لها التي أتت على 55 ألف هكتار من الغابات. والبيرو هي أول منتج للذهب في أميركا اللاتينية والخامس في العالم.

هذا النشاط فضلاً عن قطع أشجار الغابات بطريقة غير قانونية دفع أفراد القبيلة الى مغادرة موطنهم الطبيعي.

وبدأت بوادر القلق في العام 2014 فقد خرجت مجموعة صغيرة من محمية مادري دي ديوس وبدأت التواصل مع سكان آخرين في المنطقة الذين راحوا يقدمون لأفرادها الأكل فضلاً عن السياح الذين كانوا يقدمون لهم الملابس.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.