الجيش الإسرائيلي يقول إن الغارة التي خلفت عشرات القتلى في خان يونس كانت “تستهدف الضيف” وحماس تصف استهداف قياداتها “بالكذب”

امرأة فلسطينية بالقرب من الأضرار، في أعقاب قصف على مخيم في منطقة المواصي

Reuters

قتل العشرات وأصيب آخرون في قصف جوي إسرائيلي مكثف طال مناطق خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في ما وصفه الفلسطينيون بالمجزرة البشعة في المنطقة التي ادعت إسرائيل أنها منطقة إنسانية آمنة.

وأعلنت وزارة الصحة قبل قليل أن حصيلة ما وصفته بـ”مجزرة الاحتلال البشعة” بحق المواطنين والنازحين في منطقة مواصي محافظة خان يونس، بلغت أكثر من 71 قتيلاً و289 اصابة بينها حالات خطيرة ولا تزال الطواقم الطبية تتعامل معها حتى اللحظة.

وأكد الدفاع المدني انه لا تزال هناك العديد من جثامين القتلى متناثرة في الشوارع وتحت الركام وبين خيام النازحين، ولا يمكن الوصول إليها بسبب حجم القصف الكبير الذي استهدف أماكن وخيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس.

وقال شاهد عيان لبرنامج “غزة اليوم”الذي يبُث عبر راديو بي بي سي عربي :”كنا نجلس في هدوء، وفجأةً وجدنا صاروخاً يسقط علينا وبعد ذلك سقط ستة أو سبعة صواريخ مرة واحدة… نحن لا نستطيع السير على الأرض بسبب كثرة الأشلاء الملقاة”.

كما قال أحد النازحين في مواصي خان يونس لـ “غزة اليوم”، وكان في حالة انهيار وبكاء: “هذا مخيم نازحين .أنا مستهدف وأولادي مستهدفون. الخيام مستهدفة .الطواقم الطبية مستهدفة. كما أن طواقم الدفاع المدني مستهدفة. ما الذي فعلناه”.

ونُقل الجرحى إلى مجمع ناصر الطبي، في قطاع غزة، والذي قال مسؤول فيه إن المستشفى لم يعد لديه قدرة استيعابية لاستقبال مزيد من الجرحى.

وفي هذا السياق، قال محمد صقر، مدير قسم التمريض بمستشفى ناصر “إن مجمع ناصر الطبي استقبل ما يقارب من 300 إصابة مرة واحدة، معظمها إصابات خطيرة… والمجمع وبالأساس منهك ومعظم الكوادر الطبية مُعتقلة أو قُتلت أو غادرت قطاع غزة”.

وأوضح صقر في حديثه لبرنامح “غزة اليوم” أن الأمر يفوق قدرات مجمع ناصر الطبي، حيث إن “أسرّة المجمع ممتلئة بالكامل، ولذا قررنا التعامل مع الحالات على الأرض. هذا مشهد مُهين ولا إنساني . هناك أطفال مُقطعون، بلا أرجل بلا أذرع، ورؤوسهم منفصلة. هناك جثث لنساء محروقة بالكامل”.

وأشار الدفاع المدني في غزة، إلى أنه فقد واحداً من أفراده خلال القصف، بالإضافة إلى وقوع ثماني إصابات بين أفراد طواقمه، مضيفاً أن “ثلاث مركبات أُخرجت من الخدمة تماماً جراء القصف”.

وأوضح الدفاع المدني أن الوضع بمواصي خان يونس “صعب للغاية وطواقمنا تحاول انتشال جثث الشهداء”.

ونشر ناشطون فلسطينيون على منصات التواصل الاجتماعي، مشاهد وصفوها “بالصعبة، لانتشال جثث المدنيين في منطقة مواصي خان يونس”.

فلسطينيون يتجمعون بالقرب من الأضرار

Reuters

استهداف محمد الضيف

وأكد الجيش الإسرائيلي أن محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحركة حماس، ورافع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لحركة حماس، “كانا هدفا للغارة الجوية الإسرائيلية” في جنوب قطاع غزة، صباح السبت.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن “الضربة كانت دقيقة واستهدفت موقع حماس فقط”.

ونقل موقع تايمز أوف إسرائيل، “أن القائدان العسكريان يسكنان في مبنى منخفض بين منطقة المواصي وخان يونس، في بيئة مدنية، ولكن ليس في مخيم للنازحين الفلسطينيين”.

وأشار الموقع إلى أن “المبنى يقع في مجمع مسور لحماس”.

وقال الموقع عن مصادر عسكرية “إن العشرات من نشطاء حماس كانوا موجودين أيضاً في منطقة الموقع عندما تم استهدافه، بما في ذلك الحراس”.

وقد نجا محمد الضيف من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية كان أحدثها في عام 2021 وتصدر اسمه قائمة المطلوبين في إسرائيل عبر عقود من الزمن، وتحمل إسرائيل الضيف المسؤولية عن مقتل عشرات الإسرائيليين أثناء عمليات تفجيرية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن رئيس الوزراء “أصدر توجيهاً دائماً يقضي بتصفية كبار مسؤولي حماس”.

وأكد المكتب أنه “تم إطلاع رئيس الوزراء على جميع التطورات…ويستمر في تلقي تحديثات منتظمة”.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه ومن المقرر أن يجري نتنياهو، “تقييماً للوضع مع المسؤولين الأمنيين والعسكريين لبحث التطورات والخطوات المقبلة”.

وأجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، “تقييماً مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، وقائد الشاباك رونين بار”، وفق ما قاله مكتب غالانت.

وأشار إلى أن التقييم يأتي “في ضوء التطورات الأخيرة في قطاع غزة”.

“إدعاءات كاذبة”

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عقب قصف مواصي خان يونس، “إن ادعاءات الاحتلال حول استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة”، مضيفة “هذه ليست المرة الاولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقاً”.

واعتبرت حماس “الادعاءات الإسرائيلية” محاولة “للتغطية على حجم المجزرة المروعة”.ووصفت الحركة قصف المواصي بأنها “مجزرة بشعة”.

ونشرت حركة حماس بياناً جاء فيه: “مواصي خان يونس منطقة صنفها جيش الاحتلال على أنها مناطق آمنة، ودعا المواطنين للانتقال إليها، حيث استهدفت طائرات ومدفعية ومسيرات الاحتلال بشكل مكثف ومُتتال خيام النازحين بمختلف أنواع الأسلحة، ليسقط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء العزل”.

وقالت الحركة إن مواصي خان يونس منطقة تكتظ “بأكثر من ثمانين ألفاً من النازحين”.

واعتبرت حماس قصف المدنيين “استهتار بالقانون والمعاهدات الدولية”، مضيفة: “الانتهاكات الواسعة ضد المدنيين العزل، لم تكن لتتواصل، لولا الدعم الذي توفره الإدارة الأمريكية لحكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي…وشل يد العدالة الدولية عن القيام بدورها تجاه هذه الجرائم، وهو ما يجعلها شريكة بشكل كامل فيها”.

فلسطيني يحمل جثمان ابنه الذي قُتل بعد غارة إسرائيلية على خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس جنوب قطاع

EPA

وقال مراسل بي بي سي، إن 10 أشخاص قتلوا على الأقل وأصيب قرابة 20 اخرين في قصف مصلى صغير بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

وأفاد المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني في غزة، “أن إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة بمنطقة الشاطئ وتستهدف المسجد الأبيض وتقتل 10 أشخاص وتصيب أكثر من 20 بجروح إصابات أغلبهم خطيرة”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.