وفد أمني إسرائيلي في القاهرة بحث نظام مراقبة الحدود المصرية مع غزة، والرئيس الأميركي “يرفض احتلال غزة”

فلسطينيون يعيشون في خيام مؤقتة أمام الجدار الفاصل بين قطاع غزة ومصر

Getty Images
فلسطينيون يعيشون في خيام مؤقتة أمام الجدار الفاصل بين قطاع غزة ومصر

ناقش رئيس الشاباك وممثلين للجيش الإسرائيلي في العاصمة المصرية القاهرة، محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد يوم من محادثات شهدتها العاصمة القطرية، الدوحة، بهدف التوصل إلى صفقة تسمح بوقف الحرب التي دخلت شهرها العاشر.

ونقلت رويترز عن مصدرين مصريين وآخر مطلع، أن المحادثات بين المفاوضين الإسرائيليين والمصريين دارت حول نظام مراقبة إلكتروني على طول الحدود بين غزة ومصر، ما قد يسمح لإسرائيل بسحب قواتها من المنطقة بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وتُعد مسألة بقاء القوات الإسرائيلية على الحدود إحدى القضايا التي تحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، نظراً لمعارضة مصر وحركة حماس.

وقال المصدر المطلع لرويترز إن المناقشات تركزت حول “أجهزة استشعار سيجرى وضعها على الجانب المصري من ممر فيلادلفيا”، مضيفاً أن الهدف هو “الكشف عن الأنفاق، واكتشاف أي طرق أخرى قد يحاولون بها تهريب الأسلحة أو الأفراد إلى غزة”.

وأكد المصدران المصريان لرويترز، أن المفاوضين الإسرائيليين تحدثوا عن نظام مراقبة عالي التقنية، فيما أشار المصدر الثالث المطلع إلى أن هذه المسألة “مهمة” في اتفاق الرهائن، مشيراً إلى أن ذلك قد يسمح بانسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا.

وبحسب المصدرين المصريين، فإن القاهرة لا تعارض هذه الخطوة إذا كان بدعم وتمويل من واشنطن، لكنهما قالا إن مصر لن توافق على أي شيء من شأنه أن يغير ترتيبات الحدود بين إسرائيل ومصر المنصوص عليها في معاهدة السلام بينهما.

يذكر أن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن حماس استخدمت الأنفاق التي تمر تحت الحدود إلى منطقة سيناء المصرية لتهريب الأسلحة، فيما أكدت مصر أنها دمرت شبكات الأنفاق المؤدية إلى غزة قبل سنوات وأنشأت منطقة عازلة وتحصينات حدودية تمنع التهريب.

وانعقد مجلس الوزراء الأمني ​، الخميس، في أعقاب القمة في قطر وقبل محادثات القاهرة. وخاطب رئيس الموساد ديفيد برنياع مجلس الوزراء قائلاً: “دون المبادئ التي أصر عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لن ننتصر ولن نعيد الرهائن”.

وصرح بنيامين نتنياهو الخميس، بأنه لا يستطيع الموافقة إلا على صفقة “تحافظ على سيطرة إسرائيل على حدود غزة ومصر”، لكنه لم يوضح إن كان ذلك يعني وجود قوات إسرائيلية هناك.

وقال برنياع، وسط انتقادات من مسؤولي الأمن وعائلات الرهائن: “دون البنود التي يصر عليها رئيس الوزراء نتنياهو، لن نتمكن من تجديد الحرب، وبدون ذلك، لن نفوز أو نستعيد جميع الرهائن. هذا هو الضروري لصالح دولة إسرائيل”.

يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه وزارة الصحة في غزة الخميس بارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 38.345 فلسطينياً، وإصابة 88.295 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.

حكومة مستقلة غير حزبية في غزة

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، إن الحركة تقترح خلال مفاوضات وقف إطلاق النار تشكيل حكومة مستقلة غير حزبية لإدارة غزة والضفة الغربية بعد الحرب.

وقال بدران في بيان عن المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة “اقترحنا أن تدير حكومة كفاءات وطنية غير حزبية غزة والضفة الغربية بعد الحرب”.

وأضاف بدران الجمعة أن “إدارة غزة بعد الحرب شأن فلسطيني داخلي دون أي تدخل خارجي، ولن نناقش اليوم التالي للحرب في غزة مع أي أطراف خارجية”.

كيف يمكن لخطط “اليوم التالي” أن تساعد في إنهاء الحرب في غزة؟

وقال مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس، إن اقتراح تشكيل حكومة غير حزبية تم “مع الوسطاء”، مضيفاً أن الحكومة “ستدير شؤون قطاع غزة والضفة الغربية في المرحلة الأولية بعد الحرب، وتمهد الطريق لإجراء انتخابات عامة”.وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد أفادت بأن حماس وافقت على “حكم فلسطيني مؤقت” لغزة، مؤكدة أنه “لا حماس ولا إسرائيل” ستسيطران على القطاع في المرحلة الثانية من الحرب.

ولم تذكر الصحيفة بشكل واضح من هي الجهة الفلسطينية، مع رفض إسرائيل أي عودة للسلطة الفلسطينية إلى حكم غزة.

وتحدثت صحيفة “واشنطن بوست” عن قوة تستند إلى 2500 شخص من السلطة الفلسطينية التي ستكون مكلفة بالأمن، بعد أن تخضع “لتأهيل من الولايات المتحدة الأمريكية”.

بايدن: “لا يجب احتلال القطاع”

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الحرب بين إسرائيل وغزة يجب أن تنتهي الآن، وإنه “لا ينبغي لإسرائيل أن تحتل القطاع الفلسطيني بعد أن تضع الحرب أوزارها”.

وأوضح بايدن للصحفيين الخميس، أن هناك اتفاقاً على إطار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لكن لا تزال “هناك فجوات ينبغي سدها”، مضيفاً أنه أرسل فريقه إلى المنطقة “لمناقشة التفاصيل”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماع مع دول الناتو في 10 يوليو/تموز 2024 في واشنطن العاصمة

Getty Images
الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماع مع دول الناتو في 10 يوليو/تموز 2024 في واشنطن العاصمة

وفي أواخر مايو/أيار، قدم بايدن مقترحاً من ثلاث مراحل، بهدف تحقيق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن في غزة والسجناء الفلسطينيين في إسرائيل، وانسحاب إسرائيل من غزة وإعادة بناء المنطقة الساحلية.

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيل بيرنز والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك، في زيارة للمنطقة هذا الأسبوع، لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال بايدن في المؤتمر الصحفي “إنها قضايا صعبة ومعقدة. ولا تزال هناك فجوات يتعين سدها. نحن نحرز تقدماً والاتجاه إيجابي. وأنا عازم على إنجاز هذه الصفقة وإنهاء هذه الحرب، التي ينبغي أن تنتهي الآن”.

موجهاً بعض الانتقادات لمجلس الوزراء الإسرائيلي، قائلا “إن إسرائيل كانت في بعض الأحيان أقل تعاوناً”.

تمديد التجنيد الإلزامي في إسرائيل

وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة لتمديد الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال إلى 36 شهراً بدلاً من 32 شهراً في الوقت الحالي، حسبما ذكرت يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الجمعة.

وأفاد موقع الصحيفة، بأن التجنيد لمدة 36 شهراً سيظل ساري المفعول لمدة ثماني سنوات مقبلة، بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني ​​عقد في وقت متأخر من يوم الخميس.

ورجحت الصحيفة أن تطرح الخطة للتصويت في اجتماع لمجلس الوزراء بكامل هيئته يوم الأحد.

جنود إسرائيليون بجوار دبابات بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في 18 يونيو/حزيران 2024

Getty Images

وقال القادة العسكريون الإسرائيليون إنهم بحاجة إلى تعزيز القوى العاملة حتى يتمكنوا من تحمل الحرب مع حركة حماس في غزة ومواجهة حزب الله في لبنان.

وفي مبادرة منفصلة، ​​تخطط إسرائيل لإرسال إشعارات التجنيد إلى آلاف الطلاب في المعاهد الدينية الأرثوذكسية الذين كانوا معفيين سابقاً من الخدمة العسكرية.

جثث متفحمة ومنازل محترقة وسط مدينة غزة

كشف جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة عن تفاصيل ما عثرت عليه طواقمه عقب وصولها لأماكن انسحب منها الجيش الإسرائيلي جزئياً وسط مدينة غزة، حيث تراجع إلى شارع 8 جنوب المدينة.

وقالت طواقم الدفاع المدني، إن الوضع الآن بمنطقة الصناعة “صعب ومأساوي للغاية” بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها، موضحة أن هناك عشرات الجثامين “متناثرة بالأزقة وداخل المنازل المدمرة”، بعضها متفحم بالكامل.

وأفاد الدفاع المدني أن الجيش الإسرائيلي أضرم النار في العديد من المنازل قبل الانسحاب، ما أدى إلى احتراقها. “حيث تعمل طواقمنا بالشراكة مع مقدمي الخدمات على انتشال هذه الجثامين”.

أنقاض أحد المساجد في حي الشجاعية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة غزة. الصورة التقطت في 11 يوليو/تموز 2024

Getty Images
أنقاض أحد المساجد في حي الشجاعية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة غزة. الصورة التقطت في 11 يوليو/تموز 2024

وحذر الجهاز المواطنين بعدم المخاطرة، “في ظل تمركز عدد من الآليات غرب منطقة تل الهوا ومنطقة دوار أبو مازن، إلى جانب وجود مخلفات عسكرية بالمنطقة”.

وأعلن الدفاع المدني أنه يتلقى نداءات استغاثة متواصلة في حي تل الهوا ومنطقة الصناعة، مؤكداً “أن الجيش الإسرائيلي قتل مواطنين توجهوا للحصول على مواد غذائية في ذات المناطق”.

وأضاف أن الطواقم الطبية انتشلت خمسة قتلى من داخل مستشفى أصدقاء المريض جنوب غرب مدينة غزة، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محيطها، مؤكدةً أن الجيش الإسرائيلي واصل تدمير المستشفى مرة أخرى خلال التوغل الأخير.

ولم يصدر عن الجيش الإسرائيلي تعليقات أو ردود فعل على بيانات الدفاع المدني في غزة.

رجل فلسطيني ينظر إلى مركبة عسكرية إسرائيلية مدمرة بالقرب من المباني المدمرة والأنقاض بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة في 10 يوليو/تموز 2024

AFP
مركبة عسكرية إسرائيلية مدمرة بالقرب من المباني المدمرة والأنقاض بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة في 10 يوليو/تموز 2024

وكان الدفاع المدني الفلسطيني في غزة قد أعلن الخميس عن تمكن طواقمه من انتشال 60 جثة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، عقب انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منه الأربعاء، بعد عملية استمرّت لأكثر من ثلاثة عشر يوماً.

وأشار الدفاع المدني في غزة، إلى أن 85 في المئة من مباني ومنازل الحي وبنيته التحتية قد دُمِّرت، موضحاً أن المنطقة أصبحت “منكوبة وغير قابلة للحياة”، وأن 120 ألف فلسطيني صاروا بلا مأوى.

وأضاف محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني في مؤتمر صحفي على أطلال حي الشجاعية المُدَمَّر أن عشرات الجثث لا تزال موجودة تحت الأنقاض في الحي، ولا تستطيع الطواقم الوصول إليها بسبب نقص الإمكانات ومنع إدخال الوقود.

وقال بصل إن قوات الجيش الإسرائيلي دمرت مركزا طبيا بشكل كامل في الحي كان يقدم خدماته لأكثر من 60 ألف مواطن.

وحذر الناطق باسم الدفاع المدني من خطورة انتشار الأمراض والأوبئة في مناطق قطاع غزة كافة بسبب الجثث المتحللة بالتزامن مع ارتفاع في درجات الحرارة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الأربعاء أنه أكمل مهمته في حي الشجاعية، الذي كان مسرحا لمعارك عنيفة لمدة أسبوعين.

وقال البيان العسكري إن العمليات دمرت “ثمانية أنفاق” و”قضت على العشرات من الإرهابيين، ودمرت مجمعات قتالية ومباني مفخخة”.

حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة

قالت حركة حماس، الخميس، إنها لم تُبلَّغ حتى الآن من الوسطاء بأي جديد بشأن المفاوضات الهادفة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، متهمة الجانب الإسرائيلي بالاستمرار في “المماطلة”.

وجاء في بيان صحفي للحركة نشرته بالعربية والإنجليزية، الخميس، أن “الاحتلال يستمر في سياسة المماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المفاوضات، مثلما فعل في الجولات السابقة”.

وصرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن بنيامين نتنياهو عقد اجتماعات مع فريق التفاوض صباح الجمعة، بعد عودة الفريق من العاصمة القطرية، من قمة رباعية مع الوسطاء في الدوحة.

رجل يقف متحسراً أمام أنقاض مباني مدمرة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على عائلة فريح الفلسطينية في منطقة النصيرات بدير البلح، غزة، في 9 يوليو/تموز 2024

Getty Images

وبحسب بيان نشره مكتب نتنياهو على إكس، فإن الاجتماع ناقش “بنود الاتفاق بشأن إعادة الرهائن وسبل تنفيذ الخطوط العريضة مع ضمان تحقيق كافة أهداف الحرب”.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات قد غادر العاصمة القطرية الدوحة، صباح الخميس، وسط حديث يدور على موافقة حماس على “حكم فلسطيني مؤقت” واتفاق على إطار مفاوضات صفقة التبادل، حيث يناقش الوسطاء “تفاصيل تنفيذها”.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن هيئة البث الإسرائيلية أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن “إطار الصفقة المحتملة بين إسرائيل وحركة حماس”، مضيفة أن الوسطاء “يناقشون تفاصيل تنفيذها” لكن الطرفين “لم يقتربوا من التوقيع على الصفقة”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين أن وقف إطلاق النار سيكون لمدة ستة أسابيع وبموجبه ستطلق حركة حماس 33 رهينة من بينهم جميع النساء والرجال فوق سن 50 عاماً وجميع الجرحى.

وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين وتسحب قواتها من المناطق المأهولة بالسكان شرق قطاع غزة، بحسب واشنطن بوست.

وتتمحور الفجوة الرئيسية المتبقية حول مطالبة حماس بالتزامات مكتوبة من الولايات المتحدة ومصر وقطر بأن المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة ستستمر، دون حد زمني، بينما المرحلة الأولى من الصفقة تستمر، حسبما أفاد موقع أكسيوس.

وأضاف أكسيوس أن إسرائيل تعتقد أن هذه القضية يمكن، بل ينبغي، حلها خلال المحادثات في الدوحة من أجل المضي قدماً في مفاوضات مفصلة حول تنفيذ الاتفاق، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.