مقتل 29 شخصاً على الأقل في غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين قرب مدرسة في خان يونس
قُتل 29 فلسطينياً على الأقل مساء اليوم خلال غارة إسرائيلية استهدفت خياماً للنازحين خارج مدرسة في بلدة عبسان شرقي خان يونس جنوبي القطاع، حسبما أعلن المكتب الإعلامي للحكومة في غزة.
وكشفت مصادر طبية في مستشفى الناصر بخان يونس – بحسب فرانس برس – أن غارة جوية إسرائيلية، استهدفت مساء الثلاثاء بوابة مدرسة العودة بعبسان شرق خان يونس، بالإضافة إلى مدارس آخرى تأوي نازحين، مما أدى لمقتل أكثر من 20 شخصاً.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه يدرس هذه التقارير، فيما نقلت عنه وكالة فرانس برس أن “الغارات التي نفذها استهدفت مقاتلين في القطاع”.
يأتي هذا في الوقت الذي يستمر فيه القتال العنيف في غزة، حيث توغلت الدبابات الإسرائيلية في قلب المدينة، الثلاثاء، في اليوم الثاني من الهجوم العسكري المتصاعد الذي بدأ ليل الأحد/الاثنين.
- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمالي غزة صعباً؟
- الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي يُثير انتقادات سياسية داخل إسرائيل
“هجوم عنيف”
وأعلن المكتب الإعلامي لحكومة حماس في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي، على سوق النصيرات وسط القطاع، إلى 17 قتيلا بينهم 14 طفلا وامرأة.
وعمقت الدبابات الإسرائيلية توغلها في بعض أحياء مدينة غزة، بما في ذلك الشجاعية وصبرا وتل الهوى، حيث أفاد سكان، يوم الإثنين، عن وقوع بعض من أعنف المعارك منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وكانت إسرائيل قد أمرت السكان بالخروج من بعض أحياء غزة، الإثنين، بعد ليلة من القصف المكثف.
وأظهرت لقطات جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء عائلات مكدسة على عربات تجرها الحمير وشاحنات مكدسة بالأغراض تتسابق في شوارع مدينة غزة، للفرار من المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وقال عدد من السكان إن الغارات الجوية والقصف المدفعي كانت من بين الأعنف خلال تسعة أشهر من الصراع، بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس في القطاع.
ومدد الجيش الإسرائيلي أمر الإخلاء لجزء كبير من مدينة غزة، ما دفع آلاف السكان إلى الفرار.
ووقع الهجوم الأخير، بينما كان رؤساء أجهزة مخابرات كل من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة يجتمعون في القاهرة، الإثنين، لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار، وذلك بعد أن قدمت حماس تنازلات كبيرة الأسبوع الماضي.
وقالت حركة حماس إن الهجوم الجديد يهدف على ما يبدو إلى “إخراج المحادثات عن مسارها”، ودعت الوسطاء إلى كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقلت حماس عن إسماعيل هنية قوله إن الهجوم “قد يعيد عملية التفاوض إلى المربع الأول. وسيتحمل نتنياهو وجيشه المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار”.
وقال سكان إن أحياء مدينة غزة تعرضت للقصف طوال ليل الأحد/ الإثنين وحتى الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين. وأضافوا أن عدة مبان متعددة الطوابق دُمّرت.
وقالت خدمة الطوارئ المدنية في غزة إنها تعتقد أن عشرات الأشخاص قتلوا، لكن فرق الطوارئ لم تتمكن من الوصول إليهم بسبب الهجمات المستمرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلين من حماس وحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة معها يختبئون خلف البنية التحتية المدنية، لمهاجمة القوات الإسرائيلية. وقالت إسرائيل إنها “عطلت نشاط” أكثر من 30 مقاتلا فلسطينيا.
وقالت وزارة الصحة في غزة، في تحديث يوم الإثنين، إن ما لا يقل عن 38 ألفا و 193 فلسطينيا قُتلوا، وأُصيب ما يقرب من 88 ألفا آخرين منذ بدء الحرب قبل نحو تسعة أشهر. وأضافت الوزارة في بيان “إن 40 فلسطينيا استشهدوا خلال الـ 24 ساعة الماضية”.
إسرائيل تستعد للتنازل عن السيطرة على محور فلادلفيا
في القاهرة، ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، الثلاثاء، الجهود الرامية للتوصل لاتفاق للتهدئة ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وأفاد بيان صادر عن الرئاسة المصرية عقب اللقاء بأن السيسي “أعاد التأكيد على موقف مصر الرافض لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، مشددا على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته لوقف الحرب، وضمان إنفاذ المساعدات الإغاثية لسكان القطاع”.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، نقلا عن مصادر، في وقت سابق من الثلاثاء أن إسرائيل تستعد للتنازل عن السيطرة على محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين) ضمن صفقة التبادل المحتملة مع حركة حماس.
وذكرت أن إسرائيل ستسلم السيطرة المدنية على معبر رفح ومحور فيلادلفيا إلى مصر.
وكان مسؤولون أمنيون من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر اجتمعوا، أمس الإثنين، في القاهرة لبحث صفقة التبادل وإعادة فتح معبر رفح، بالإضافة إلى ترتيبات أمنية لمنع التهريب إلى قطاع غزة، بحسب موقع “واللا” الإسرائيلي.
كما بحث الاجتماع طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “منع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة”.
وبموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، فإن محور فيلادلفيا هو منطقة عازلة كانت تخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل، قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة “فك الارتباط”.
- أبو عبيدة يعلن تجنيد آلاف المقاتلين الجدد، ونتنياهو يقول إن الصفقة يجب أن تسمح باستمرار القتال
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- “إسرائيل تخطط لتوسيع المنطقة الإنسانية مع اقتراب عملية رفح”– نيويورك تايمز
Comments are closed.