اسرائيل تستعد للتنازل عن السيطرة على محور فلادلفيا في صفقة تبادل محتملة

محور فلادلفيا

Getty Images
يمتد محور فيلادلفيا، المعروف أيضا باسم محور صلاح الدين، داخل أراضي قطاع غزة بطول 14 كيلومترا على طول الحدود مع مصر

أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، نقلا عن مصادر، أن إسرائيل تستعد للتنازل عن السيطرة على محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين) ضمن صفقة التبادل المحتملة مع حركة حماس.

وذكرت أن إسرائيل ستسلم السيطرة المدنية على معبر رفح ومحور فيلادلفيا إلى مصر.

كان مسؤولون أمنيون من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر اجتمعوا، أمس الإثنين، في القاهرة لبحث صفقة التبادل وإعادة فتح معبر رفح، بالإضافة إلى ترتيبات أمنية لمنع التهريب إلى قطاع غزة، بحسب موقع “واللا” الإسرائيلي.

كما بحث الاجتماع طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “منع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة”.

وبموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، فإن محور فيلادلفيا هو منطقة عازلة كانت تخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل، قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة “فك الارتباط”.

بدء المفاوضات خلال 48 ساعة

الجيش الإسرائيلي

Reuters

وكان مسؤول فلسطيني كبير مطلع على المحادثات قد قال لمراسل بي بي سي رشدي أبو العوف، يوم الإثنين، إن المفاوضات غير المباشرة بين فريقي التفاوض من حماس وإسرائيل ستبدأ في الدوحة خلال الـ 48 ساعة القادمة.

ومن المقرر أن يسافر رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى الدوحة، الثلاثاء، للتوسط في المحادثات.

وأوضح المسؤول، لمراسل بي بي سي رشدي أبو العوف، النقاط الخلافية الرئيسية من وجهة نظر حماس، وقال إنّ حماس تريد أن تنسحب القوات الإسرائيلية من معبر رفح وممر فيلادلفيا، وكذلك ترفض حماس اعتراض إسرائيل على إطلاق سراح 100 سجين من كبار الشخصيات، من الجهاد الإسلامي وفتح الذين تريد حماس إطلاق سراحهم.

وأشار إلى أن حماس تخلت بالفعل عن مطلبها بوقف دائم لإطلاق النار كشرط مسبق لبدء المحادثات، وقال المصدر إن المفاوضات ستكون طويلة جداً ومعقدة وغير مباشرة، ولكن هناك مستوى من الأمل في إمكانية نجاحها.

“أوضاع مأساوية”

من جهته، حذر منير البرش، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، من “مأساوية” الوضع الصحي في شمال القطاع لا سيما في ظل شح الوقود.

وقال إن الافتقار للوقود تسبب في توقف خدمات غسيل الكلى في مستشفى كمال عدوان، والعديد من الأقسام في مستشفى العودة، وبات يهدد بتوقف كامل للخدمة في المستشفى الوحيد الذي توجد فيه خدمات العناية المركزة في غزة، وهو المستشفى الإندونيسي، مشيراً إلى أن “أجهزة العناية المركزة تستهلك كميات كبيرة من الوقود”.

واتهم البرش إسرائيل بمنع دخول الوقود منذ فترة طويلة إلى شمال قطاع غزة، “ما أدى إلى توقف الكثير من الأقسام والخدمات الصحية هناك عن العمل”، قائلاً إن كميات الوقود المتوافرة حاليا “لا تكفي إلا لأيام قليلة جداً”.

وأشار إلى أن عدم دخول الوقود أدى إلى توقف المخابز عن العمل، “وهذا ما ينعكس على الصحة العامة”، قائلاً إن “المخابز متوقفة عن العمل تماماً في الشمال، وهو ما يجذر المجاعة الحاصلة في شمال قطاع غزة”، على حد تعبيره.

وأكد البرش خروج مستشفيات مدينة غزة كافة عن الخدمة بسبب توسيع الجيش الإسرائيلي لعمليته البرية شرقي وغربي المدينة، وأن آخر المشافي التي خرجت عن الخدمة هو مستشفى المعمداني، إذ حاصرته الدبابات بعد تقدمها من ناحية حيي التفاح والشجاعية.

وقال البرش في حديثه لبي بي سي إن قرابة 80 مريضاً نُقِلوا إلى مستشفيات الشمال.

وأوضح أن الدبابات الإسرائيلية تقترب الآن من مستشفيات “أصدقاء المريض” ومستشفى “الخدمة العامة” إلى الغرب من وسط مدينة غزة ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة، مشيراً إلى أن المستشفيات العاملة حالياً هي فقط مستشفيات الشمال، وبالتحديد الاندونيسي، وكمال عدوان، والعودة.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الاثنين إن عدد من قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول ارتفع إلى 38193 فلسطينيا على الأقل، إضافة إلى وصول عدد المصابين إلى 87903.

وأضافت الوزارة في بيان أن 40 قتيلا سقطوا في الساعات الأربع العشرين الماضية.

متظاهرون إسرائيليون يطالبون بوقف إطلاق النار

Reuters

وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ التوسع في عملياته البرية ليل الأحد/ الإثنين في مناطق شرق وغرب مدينة غزة تحت غطاء ناري وقصف مكثف طال أحياء الدرج والتفاح المجاورين لمنطقة الشجاعية التي تتوغل فيها قوات الجيش الاسرائيلي منذ أكثر من عشرة أيام.

وقال أحد النازحين الفلسطينيين لبي بي سي: “هناك حالة نزوح ملحوظة من قبل المواطنين في شرق حي التفاح، واتجه عدد كبير منهم تجاه غرب مدينة غزة.. عشرات الآلاف من النازحين يتوجهون ناحية الغرب تحت إطلاق نار كثيف”.

وأضاف: “الطائرات الإسرائيلية تحلق بارتفاعات منخفضة وتطلق النار تجاههم، فضلا عن القصف المدفعي المكثف بينما هم لا يجدون مسكن ولا مأوى”.

ووفق مراسل بي بي سي لشؤون غزة عدنان البرش، فقد أدى التوسع في الهجمات إلى نزوح الآلاف مجدداً ومقتل وإصابة العشرات، فيما قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه كان يشن عملية ضد البنية التحتية للمسلحين في قطاع غزة، وأنه أوقف أكثر من 30 مقاتلاً شكلوا تهديداً للقوات الإسرائيلية.

وقال شهود عيان لبي بي سي، إن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية نفّذت سلسلة غارات عنيفة على المناطق المذكورة، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة هزت مدينة غزة وسمع صداها في مناطق شمالي ووسط القطاع.

وأكد جهاز الدفاع المدني بغزة أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا باستهدافات إسرائيلية لمناطق سكنية شرقي مدينة غزة وأن الجيش الإسرائيلي استهدف منازل مأهولة في شارع يافا شرقي مدينة غزة ما أسفر عن وجود قتلى ومصابين عالقين تحت الأنقاض.

وتوغلت قوات إسرائيلية، فجر الاثنين، بشكل مفاجئ في مناطق واسعة جنوب غربي مدينة غزة تحت غطاء ناري كثيف استهدف طرقات ومنازل ومباني سكنية، ما أدى إلى حركة نزوح واسعة لآلاف الفلسطينيين من تلك المناطق باتجاه الأحياء الشمالية الغربية بالمدينة.

https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1810193013433340138

وأكدت مصادر محلية أن الآليات العسكرية الإسرائيلية توغلت في حي تل الهوى ومنطقة الصناعة والجامعات، والأطراف الجنوبية لحي الرمال، بالتزامن مع غطاء ناري كثيف نفذته الطائرات الحربية والآليات المدفعية على هذه المناطق ومحيطها.

واستهدفت الغارات مباني سكنية وطرقات وشققا سكنية، أدت لمقتل وإصابة عشرات المواطنين في مناطق متفرقة من مدينة غزة، بينما لا تستطيع أطقم الإنقاذ والإسعاف التحرك بالمدينة لإنقاذ المصابين وانتشال الضحايا بسبب شدة القصف.

وفي بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، قصفت طائرات إسرائيلية بناية سكنية ما أدى لتدميرها ومقتل 10 أشخاص على الأقل من عائلة الهجين، فضلا عن عالقين تحت الركام.

حماس توافق على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن “دون وقف دائم لإطلاق النار”

وأعلنت حركة حماس، الأحد، موافقتها على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة “دون وقف إطلاق نار” دائم، في وقت تتكثف فيه جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في الحرب التي دخلت شهرها العاشر.

ويأتي ذلك في وقت قال فيه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم الاثنين إن وقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة الآن سيكون خطأ فادحاً.

وكتب سموتريتش عبر منصّة إكس: “حماس تنهار وتتوسل لوقف إطلاق النار، هذا هو الوقت المناسب للضغط عليها وسحقها، التوقف الآن، قبل النهاية، والسماح لها بالتعافي لمحاربتنا مرة أخرى، هو حماقة لا معنى لها”.

ومنذ أشهر، تواجه جهود قطر والولايات المتحدة ومصر، الدول الوسيطة بين إسرائيل وحماس، عقبات في طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في وقت يصرّ كلّ من الطرفين على مطالبه.

ولا يزال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يصر على أنّ الحرب في غزة لن تنتهي إلا عندما “تتحقق” كلّ أهدافها، بما في ذلك “القضاء” على حماس وتحرير كلّ الرهائن المحتجزين في القطاع.

وبعدما كانت حماس تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم لتخوض مفاوضات حول الرهائن، قال قيادي في الحركة لوكالة فرانس برس الأحد إنّ “هذه الخطوة تمّ تجاوزها”.

وأضاف أنّ “الوسطاء تعهّدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار”.

ولفت إلى أنّ “حماس تتوقع أن تستغرق المفاوضات من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في حال لم تعطل إسرائيل مسار التفاوض كما المرات السابقة”.

كذلك أوضح أنّ الحركة “أبلغت الوسطاء بأنها تريد إدخال المساعدات بكميات تصل إلى 400 شاحنة يومياً في المرحلة الأولى للاتفاق وتريد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فلادلفيا ومعبر رفح”.

آليات عسكرية إسرائيلية تنقل جنودا جنوب قطاع غزة

Reuters
آليات عسكرية إسرائيلية تنقل جنودا جنوب قطاع غزة

وتسلمت إسرائيل الأربعاء الماضي، عبر وسطاء، رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين في إسرائيل وصفهم لرد حماس بأنه “يتيح لأول مرة فرصةً للتقدّم، ويوجد فيه أساس لإطلاق المفاوضات”.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد أن “أي اتفاق سيسمح لإسرائيل بالعودة والقتال حتى تحقيق كلّ أهداف الحرب”.

وأضاف “ستعمل إسرائيل على ضمان إعادة أكبر عدد من الرهائن الأحياء من أسر حماس”.

وبينما أعلنت حماس الأربعاء الماضي عن “أفكار” جديدة لإنهاء الحرب وإعادة إطلاق المسار الدبلوماسي، أفاد مكتب نتنياهو بأنّ إسرائيل ستعاود “الأسبوع المقبل” إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات بشأن وقف للنار في القطاع، لافتاً إلى وجود “تباعد بين الجانبين”.

ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من انتزاع إلّا هدنة واحدة من الطرفين في تشرين الثاني/نوفمبر سمحت بإطلاق سراح 80 رهينة لدى حركة حماس في مقابل الإفراج عن 240 معتقلاً فلسطينياً.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.