النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الإيرانية تظهر تقدم بيزشكيان على منافسه المحافظ سعيد جليلي
أُغلقت صناديق الاقتراع بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي تنافس فيها الإصلاحي مسعود بيزشكيان الذي يدعو للانفتاح على الغرب، والمفاوض السابق في الملف النووي المحافظ المتشدّد سعيد جليلي، المعروف بمواقفه المتصلّبة إزاء الغرب.
وقالت وزارة الداخلية الإيرانية إن النتائج الأولية لفرز أكثر من 13 مليون صوت تظهر تقدم مسعود بيزشكيان على منافسه المحافظ سعيد جليلي.
وبحسب النتائج الأولية، حصل بزشكيان على 6 ملايين و939 ألف و955 صوتاً، بينما حصل سعيد جليلي على 6 ملايين و359 ألف و99 صوتا حتى الآن.
كما قال مصدر لوكالة رويترز للأنباء لم تسمه إن “بيزشكيان متقدم كثيراً على سعيد جليلي بناءً على الأصوات التي تم فرزها حتى الآن”.
وقد انتهت عملية الاقتراع عند منتصف الليل في إيران بعد تمديدها ثلاث مرات، ليصبح مجموع مدة الاقتراع ست ساعات.
وقال محسن إسلامي، المتحدث باسم مقر الانتخابات في البلاد، في مقابلة مع تلفزيون إيران، إن مراكز الاقتراع ملزمة بجمع الأصوات من جميع الأشخاص الذي كانوا يصوتون أثناء إعلان انتهاء إغلاق مركز الاقتراع في الساعة 12:00 منتصف الليل (17:30 مساء بتوقيت غرينيتش).
وقد أعلن التلفزيون الرسمي بأن نسبة الاقتراع تجاوزت الـ50 في المئة، حيث شارك أكثر من 31 مليون شخص، على أن يتم بث نتيجة فرز الأصوات مباشرة على التلفزيون الرسمي، لأول مرة في تاريخ البلاد.
ودُعي نحو 61 مليون ناخب في إيران، الجمعة، للإدلاء بأصواتهم في 58638 مركزاً في أنحاء البلاد.
وكان المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي قد دعا إلى مشاركة أكبر في الانتخابات هذه المرة، مع تأكيده على أن الامتناع عن التصويت لا يعني معاداة النظام.
إذ قال خامنئي يوم الأربعاء إن “الإقبال على التصويت كان أقل من المتوقع الأسبوع الماضي”، لكنه أضاف قائلاً إنه “من الخطأ القول إن أولئك الذين امتنعوا عن التصويت في الجولة الأولى يعارضون الحكم الإسلامي”.
ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي لحظة إدلاء المرشد الأعلى بصوته، عندما فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 08:00 صباحاً بالتوقيت المحلي (04:30 بتوقيت غرينتش).
وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي بعد أن أدلى بصوته صباح الجمعة: “بلغني أن حماس الناس واهتمامهم أعلى من الجولة الأولى، وأدعو الله أن يكون الأمر كذلك، لأنها ستكون أنباء مرضية”.
وأضاف: “في المرحلة الثانية من الانتخابات، على الشعب أن يكون أكثر عزيمة اليوم لحسم نتائج الانتخابات وأن يكون لدينا رئيس غداً”.
كما أظهرت لقطات تلفزيونية رسمية الناخبين وهم يصطفون خارج مراكز الاقتراع وسط إيران، في حين قال مراسلو وكالة فرانس برس إن مراكز الاقتراع بدت أقل ازدحاما في العاصمة طهران.
وتأتي الانتخابات في ظل سخط شعبي إزاء حالة الاقتصاد الإيراني المتضرر من العقوبات المفروضة على البلاد.
كما تتزامن مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين إسرائيل وحليفة إيران في غزة، حركة حماس وكذلك حزب الله في لبنان، فضلاً عن الضغوط الغربية المتزايدة على إيران بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
ومن غير المتوقع أن يحدث الرئيس المقبل أي تحولاً في سياسيات طهران تجاه البرنامج النووي أو تغييراً في دعمه لمجموعات “الميليشيات” في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لكنه سيدير مهام الحكومة اليومية ويمكنه أن يؤثر على لهجة إيران في سياساتها الخارجية والداخلية.
بين انتقادات بزشكيان وفرص جليلي
على الرغم من أن بزيشكيان لا يبدي اعتراضاً على الحكم الديني في إيران، إلا أنه تعهد باتباع نهج مختلف، متنقداً تصرفات شرطة الأخلاق، التي تفرض قواعد “غير أخلاقية” صارمة على النساء.
وفي السياسة الخارجية، يدعو بزشكيان، البالغ 69 عاماً، إلى خفض التوترات الدولية واستعادة الدبلوماسية النشطة والمشاركة البنّاءة مع العالم.
ويجادل منافسوه المحافظون بأنه يهدف إلى مواصلة سياسات إدارة حسن روحاني التي يرونها فاشلة، فيما شكك العديد من الناخبين في قدرته على الوفاء بوعود حملته الانتخابية.
وقد تعهد بزشكيان، الذي شغل منصب وزير الصحة سابقاً، بإصلاح النظام الصحي، وتحسين جودة الخدمات الطبية، وتقليل تكاليف العلاج.
وأكد بزشكيان على تحسين الظروف التعليمية وزيادة جودة المدارس والجامعات، كما يدعو إلى أن تلعب النساء أدوارًا نشطة ومتساوية في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
- بين الإصلاحي والمحافظ كيف تختلف برامج المُرشحَيْن لرئاسة إيران؟
- بزشكيان وجليلي يستعدان لجولة إعادة لحسم سباق الانتخابات الرئاسية الإيرانية
أما منافسه المحافظ جليلي ذي الـ58 عاماً، الذي كان رئيساً للمفاوضات النووية الإيرانية، وأميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي. كما عينه المرشد الأعلى ممثلاً له في المجلس الأعلى للأمن القومي لـ 16 عاماً.
ويرفع جليلي شعار “تحويل التهديدات إلى فرص”، ويقول أنصاره إنه قاوم الضغوط الغربية واتبع سياسة “صلبة ومتطلبة”، رافضاً الرضوخ لمطالب الدول القوية.
وقال جليلي إن الاتفاق، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، “لم يُفِد إيران على الإطلاق”.
وانتقد الاتفاق الذي رأى أنه انتهك جميع “الخطوط الحمراء” للجمهورية الإسلامية، بالسماح بعمليات تفتيش لمواقعها النووية.
وعلى الرغم من أن الرئيس الإيراني القادم سيكون مسؤولاً عن تطبيق سياسة الدولة التي حددها المرشد الأعلى، الذي يتمتع بالسلطة العليا في البلاد، إلا أن المحللين يقولون إن فوز جليلي في الانتخابات الرئاسية قد يُحدث تحولاً أشد عدائية في السياسة الداخلية والخارجية للجمهورية الإسلامية.
- بين الإصلاحي والمحافظ كيف تختلف برامج المُرشحَيْن لرئاسة إيران؟
- حلم انتخاب “سيدتي الرئيسة” في إيران، ربما في زمن آخر
- هل سيؤثر غياب عبد اللهيان على الزخم الإيراني في ملف غزة؟
- كيف يمكن قراءة انخفاض نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟
Comments are closed.