السلطات الأردنية تُسند تهمتي الاتجار بالبشر والاحتيال لـ 28 شخصا، لتسهيلهم أداء الحج دون تصريح

حاجة تبكي خلال أداء مناسك الحج

Reuters
حاجة تبكي خلال أداء مناسك الحج

أعلنت الأمانة العامة في المجلس القضائي في الأردن، الثلاثاء، أن النِّيابة العامة الأردنية أسندت جناية الاتجار بالبشر وجنحة الاحتيال، وفقاً لأحكام قانون العقوبات، بحق 28 شخصاً قُدمت شكوى ضدهم، بسبب تسهيلهم سفر حجاج أردنيين لأداء الشعيرة الدينية دون تصريح.

وقررت النيابة توقيف 19 شخصاً، من بينهم سيدة، ومنع عشرة أشخاص من السَّفر على ذمة التحقيقات في القضية، وإغلاق الشركات التي خالفت القانون وسهلت الحج دون تصريح، وفقاً للمادة (15) من قانون منع الاتجار بالبشر الأردني.

وتتحقق النيابة العامة في قضية سفر أردنيين لأداء مناسك الحج خارج البعثة الرسمية خلال العام الحالي، ما أدى إلى وفاة 99 شخصاً بحسب أخر الإحصائيات الرسمية.

ووفقاُ للتحقيقات الأولية، فإن بعضاً من مالكي شركات خاصة مرتبطة بعمليات نقل المسافرين ومالكي شركات حج وعمرة قاموا باستقطاب ونقل وإيواء العديد من المواطنين الأردنيين لزيارة مكة المكرمة خلال موسم الحج بشكل غير رسمي.

كما أفادت التحقيقات إن تلك الشركات نقلت المسافرين قبل موسم الحج بشهر كامل وبتصاريح زيارة لا تُخولهم لأداء مناسك الحج مع علم تلك الشركات، موضحة أنهم حصلوا على مبالغ مالية تقاضوها عن كل شخص قاموا بإرساله للحج بهذه الطريقة.

أحد أفراد الأمن السعودي يقدم المساعدة لحاج مسن ويحاول سقيه مياه.

Getty Images
أحد أفراد الأمن السعودي يقدم المساعدة لحاج مسن أثناء شعوره بالتعب بعد رمي االجمرات في منى

وكانت القنصلية الأردنية التابعة لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين، قد أصدرت 41 تصريح دفن لحجاج أردنيين ليتم دفنهم في مكة المكرمة بناءً على رغبة ذويهم، مبينة أنهم “ليسوا من ضمن بعثة الحج الأردنية الرسمية.

كما أعلن مصد أردني مسؤول في وقت سابق، وجود “تحريات بشأن ملابسات وظروف مغادرة حجاج من الأردن خارج الإطار النظامي”.

ودعت الوزارة المواطنين الأردنيين الذين يؤدون مناسك الحج وذويهم، للاتصال لطلب المساعدة أو الإبلاغ عن المفقودين أو الترتيب لنقل الجثامين في حالات الوفاة على مدار الساعة.

وكان مصدر في الوزارة قد صرح لـبي بي سي، أن “أعداد الوفيات بين الحجاج الأردنيين مرشحة للزيادة، وسيتم الإعلان عن العدد النهائي قريبا”.

“تغرير بالمواطنين”

حجاج خلال أداء مناسك الحج

Reuters

وأكّد مصدر أردني مسؤول في وقت سابق لبي بي سي أن الحجاج الأردنيين ضمن البعثة الرسمية لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية “بخير”، وتتم متابعتهم بإشراف أعضاء وفرق بعثة الوزارة، وأنهم يخضعون لإشراف صحي ورعاية دقيقة لتمكينهم من أداء فريضة الحج وعودتهم إلى وطنهم، سالمين بأفضل حال.

وبين المصدر أن هناك حاجّة واحدة مفقودة من طرف البعثة الرسمية والبحث جار عنها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية.

وأضاف أن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تتابع أوضاع الحجاج الأردنيين الذين وصلوا لأداء مناسك الحج ضمن مسارات خارجة عن الحج النظامي المتمثل بحملة وزارة الأوقاف الأردنية أو أي مسارات رسمية نظامية أخرى معتمدة لدى المملكة العربية السعودية.

وأفاد المصدر بأن وزارة الخارجية ومن خلال قنصليتها في جدة تتقصى وتتابع ظروف حالات الوفاة والإصابة، وكذلك المفقودين للأردنيين من خارج بعثة الحج الأردنية والمسارات النظامية والرسمية، والناتجة عن موجة الحر القاسية وأنها تتواصل مع ذويهم بشكل مباشر لإحاطتهم بظروف هؤلاء الحجاج الذين ذهبوا لأداء الحج خارج الإطار النظامي والمسارات الرسمية.

وأكد أن فريقا من الوزارة موجود في مكة المكرمة لمتابعة الوضع على الأرض مع السلطات المعنية في المملكة العربية السعودية التي تقدم كل ما يلزم من تعاون وإسناد ودعم وتقوم بدور كبير وجهود متواصلة للمساعدة.

كما فاد المصدر المسؤول بأن تحريات تُجرى الآن حول ملابسات وظروف خروج هؤلاء المواطنين من الأردن، وسيتم التعامل مع نتائجها حسب القانون إذا ما ثبت أن هناك حالات تغرير بالمواطنين.

وبين المصدر أن عدد الحجاج الأردنيين بلغ 8 آلاف، و4500 من فلسطينيي عام 1948، فيما بلغ عدد طاقم البعثة الأردنية المرافقة نحو 500.

درجات الحرارة تلامس الـ 50

حاج يصب الماء على رأسه جراء ارتفاع درجات الحرارة

Reuters

وحذرت السلطات السعودية، أثناء موسم الحج هذا العام، من ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة مع اختتام مناسك الحج لهذا العام، ووصول درجات الحرارة إلى 49 درجة مئوية.

كما حذّرت وزارة الصحة السعودية سابقاً في منشور على منصّة إكس، من التعرّض لأشعّة الشمس بين الساعة 11 صباحاً والرابعة عصراً، ناصحةً الحجّاج بـ”تجنّب الإجهاد الحراري عبر حمل المظلة والإكثار من شرب الماء”.

ولا توجد إحصائيات رسمية لدى الحكومة الأردنية بشأن الحجاج الأردنيين “غير النظاميين” وفق ما صرح وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية رئيس بعثات الحج الأردنية محمد الخلايلة.

وأشار الخلايلة إلى أن “حالات الوفاة والفقد التي وقعت، كانت بين ممن حاولوا أداء مناسك الحج عن طريق (الفيزا السياحية)”.

وكما في العام 2023، أدى أكثر من 1.8 مليون حاج المناسك هذا العام، بينهم 1.6 مليون من خارج المملكة، بحسب السلطات السعودية.

موسم الحج: “عملية نصب أفقدتني أموالي والحج معا”

الحج بـ “التهريب”: “اضطررنا إلى التحايل لأداء الفريضة”

الوفاة بسبب كبر السن

وبينما نشر رواد على مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لبعض الحجاج الأردنيين الذي توفوا في تغريدات على موقع إكس، عزا البعض حالات الوفاة إلى التقدم في العمر.

https://twitter.com/osamajo_7_oct/status/1802125661085061608

وقال أسامة العياش على موقع أكس: “الحجاج الأردنيين أغلبهم مواليد 1951 أو قبل ذلك فأغلب الحجاج عمرهم 73 سنة أو أكثر … فممكن مع ظروف الجو والمشقة يكون طبيعي هالإشي، تقبلهم الله وغفر لهم و جعلهم مع الشهداء والأبرار”.

https://twitter.com/gamal197595/status/1802080997401342083

وكتب جمال الشرعبي: الحاج الأردني طارق البستنجي الذي توفى ظهر السبت على صعيد عرفات كانت آخر كلماته الدعاء لغزة

“اللهم أنصر أهل غزة وفرج عنهم”.

https://twitter.com/OsamaDmour5/status/1802346820636389398

وكتب الناشط أسامة ضمور: “من توفاه الله بالأمس من حجاج بيت الله الحرام في عرفات هم حجاج أردنيين يحملون الجنسية الأردنية ورقم وطني أردني وأبناء الأردن، سواء نظاميين أو على نظام التأشيرة السنوية، تصريحات غير مسؤوله خرجت بالأمس للأسف”.

“حجاج دون خدمات”

حجاج على جبل عرفات

Reuters

وبين الخلايلة أن “وزارة الأوقاف حذرت في وقت سابق وفي أكثر من مناسبة، أن الحج بدون تصريح قد يترتب عليه مخاطر خصوصا التعرض لإصابات الشمس كون هؤلاء الحجاج لا يوجد لهم خدمات في السعودية”.

ولا تتوفر خارج البعثة الرسمية خيم للإقامة، بعكس الحجاج النظاميين، ما يجعلهم يفترشون المساجد والطرق في حرارة تتراوح هذا العام حول 45 درجة مئوية.

الناطق الرسمي باسم وزارة الأوقاف علي الدقامسة، كان قد أكد أنه “لم تسجل أية حالة وفاة بين أعضاء بعثة الحج الأردنية الرسمية وجميعهم أتموا الوقوف على صعيد عرفات بكل سهولةٍ ويُسر”.

https://www.facebook.com/100002411408826/posts/7710961885660782/?mibextid=WC7FNe&rdid=RTvcZXUMYl2bmQ3B

من جهته، كتب أحمد الحمادنة: “الجميع قَلِق ومتخوف من اختفاء عدد من الحجاج الأردنيين غير النظاميين هناك في السعودية … واللافت أن هناك خط موازي يريد الهدوء في التعامل مع ما يحدث حرصًا منه على أعصاب ذويهم من القلق عليهم، حتى وإن كان ذلك الهدوء قائم على حساب التخفيف من الضغط الإعلامي لتوسعة عملية البحث عنهم وأيضًا على حساب التخفيف على الدبلوماسية الأردنية السعودية من تكثيف الإجراءات للوصول إليهم”.

https://twitter.com/tmrrah9/status/1802354192708722712

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.