الجيش الإسرائيلي يعلن “وقفة تكتيكية” لعملياته جنوب قطاع غزة لأسباب إنسانية ونتنياهو يصف القرار بـ”غير المقبول”

جنود إسرائيليون يقومون بدورية حول موقع على طول الحدود مع قطاع غزة في 13 يونيو/حزيران 2024

Getty Images

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، عن “وقفة تكتيكية” للنشاط العسكري في جنوب قطاع غزة للسماح بدخول عدد أكبر من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

جاء ذلك في تدوينة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، على منصة أكس، قال فيها إنه تقرر منذ أمس وبشكل يومي، “تعليق الأنشطة العسكرية بشكل تكتيكي ومحلي، بين الساعات الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساءً، وذلك لأغراض إنسانية”.

وحدد أدرعي أن هذا التعليق المؤقت للعمليات العسكرية خاص بالطريق الذي يربط بين معبر كرم أبو سالم وحتى شارع صلاح الدين وشماله، مضيفاً أن ذلك يأتي في إطار زيادة حجم المساعدات الإنسانية “بعد مناقشات مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”.

https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1802196062473482543?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1802196062473482543%7Ctwgr%5Ef2bf3b773c51951929f74ced219e0c9f85af352d%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.cnn.com%2Fmiddle-east%2Farticle%2F2024%2F06%2F16%2Fnews-israeli-military-announces-tactical-pause-in-southern-gaza-to-allow-humanitarian-aid-deliveries

ورحبت الأمم المتحدة بهذه الخطوة، لكنها طالبت بأن يؤدي ذلك إلى “مزيد من الإجراءات الملموسة”، لتسهيل المساعدات الإنسانية.

وقال ينس ليرك، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: “لم يُترجَم هذا بعدُ إلى وصول المزيد من المساعدات إلى المحتاجين”.

وأضاف في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوكالة فرانس برس: “نأمل أن يؤدي هذا إلى المزيد من التدابير الملموسة من جانب إسرائيل لمعالجة القضايا القديمة التي تمنع الاستجابة الإنسانية ذات المغزى في غزة”.

منظمات دولية تحذر من خطورة الأوضاع في قطاع غزة بسبب القيود الإسرائيلية على المعابر

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على جماعة إسرائيلية بسبب هجماتها على مساعدات غزة

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، لم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا وزير الدفاع يوآف غالانت على علم بخطط وقف إطلاق النار قبل الإعلان عنها.

وذكر مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء أبلغ سكرتيره العسكري أن الخطة “غير مقبولة” بعد سماعها عنها يوم الأحد.

كما ورد أنه قيل له إنه لم يطرأ أي تغيير على سياسة الجيش الإسرائيلي وأن القتال في رفح “مستمر كما هو مخطط له”.

وعلق وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير على هذا القرار واصفاً من اتخذه بأنه “أحمق” و”شرير”.

“مستعدون لصفقة شاملة”

إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية

Getty Images
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية

من ناحية أخرى، قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن رد الحركة على أحدث مقترحات وقف إطلاق النار في غزة يتوافق مع طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في هذا الإطار.

وأكد هنية، في خطاب متلفز بمناسبة عيد الأضحى المبارك الأحد، “أن حماس والفصائل [الفلسطينية] مستعدة لصفقة شاملة تتضمن وقف إطلاق النار والانسحاب من القطاع، وإعادة بناء ما دمر وصفقة تبادل شاملة”.

وفي 31 مايو/أيار، طرح بايدن ما أسماه مقترحاً إسرائيلياً “من ثلاث مراحل” يشمل مفاوضات لوقف إطلاق نار دائم في غزة، وتبادل تدريجي للرهائن الإسرائيليين مقابل المسجونين الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.

نتنياهو يعتبر المقترح الأمريكي بشأن غزة “غير مكتمل”، والرئاسة الفلسطينية ترد على تصريحات المرشد الإيراني

وفي 11 يونيو/ حزيران، أعلنت مصر وقطر، اللتان تلعبان دور الوسيط مع الولايات المتحدة بين حماس وإسرائيل، عن تسلّمهما ردًا من حركة حماس والفصائل الفلسطينية بشأن الخطة الأمريكية، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وفي الوقت الذي قالت فيه إسرائيل إن حماس رفضت نقاطاً رئيسية في الخطة الأمريكية، قال أحد كبار قادة حماس لرويترز إن التغييرات التي طلبتها الحركة “ليست بالكبيرة”.

مقتل 10 جنود إسرائيليين

صورة أرشيفية لجنود إسرائيليين على طول الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة

Getty Images
صورة أرشيفية لجنود إسرائيليين على طول الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة

تأتي التصريحات من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بعد إعلان الجيش الاسرائيلي فجر الأحد عن مقتل ضابطين من اللواء الثامن في معارك شمال قطاع غزة.

كما أعلن الجيش مساء السبت عن مقتل ثمانية من جنوده في جنوبي القطاع، كانوا في طريق العودة من عملية ليلية في حي تل السلطان في رفح حوالي الساعة 05:15 بالتوقيت المحلي السبت (03:15 بالتوقيت الصيفي البريطاني) عندما انفجرت مركبتهم المدرعة.

وفي بيان على موقع إكس، تويتر سابقاً، ذكر الجيش الإسرائيلي أن النقيب وسيم محمود البالغ من العمر 23 عاما من بين القتلى، وقال إن أسماء الجنود الآخرين سيُكشف عنها بعد إخطار عائلاتهم.

وكان بيان لحماس قد أعلن في وقت سابق من يوم السبت على تلغرام، إطلاق صاروخ على جرافة للجيش الإسرائيلي، قبل أن تطلق الحركة صاروخاً ثانياً على التعزيزات التي وصلت.

ويعد مقتل الجنود الثمانية أعنف حادث تتعرض له القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ يناير/كانون الثاني من هذا العام، فيما تواصل القوات البرية الإسرائيلية عملياتها في رفح بهدف القضاء على ما تصفه بـ”معقل حماس الرئيسي الأخير”.

ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل 30 فلسطينياً يوم الجمعة.

وحذرت وكالات الإغاثة من الوضع الإنساني المتردية في رفح، حيث تقول الأمم المتحدة إن نحو مليون فلسطيني يلجأون إليها.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الأربعاء إن نسبة كبيرة من سكان غزة يواجهون “جوعاً كارثياً وظروفاً شبيهة بالمجاعة”.

وسبق أن حث الرئيس الأمريكي جو بايدن والعديد من زعماء العالم، إسرائيل على عدم شن هجوم واسع النطاق على رفح.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 37 ألف فلسطيني قُتلوا منذ بدء الحرب، فضلاً عن إصابة ونزوح مئات الآلاف.

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي ووقوع 251 آخرين رهائن في غزة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.