بلينكن يطالب الحكومات العربية بـ”الضغط على حماس” لقبول مقترح الهدنة في غزة، والسيسي يؤكد ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية دون عراقيل

بلينكن خلال اجتماعه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

Reuters
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القصر الرئاسي بالقاهرة

غادر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الاثنين وذلك في مستهل جولة ثامنة في المنطقة، لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والدفع قُدماً باقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن للتهدئة.

وطالب بلينكن، خلال مؤتمر صحفي عقب مباحثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، طالب الحكومات العربية بـ “الضغط على حماس” لقبول مقترح الهدنة في غزة، مشيرا إلى أن “الأغلبية الساحقة” من الاسرائيليين والفلسطينيين ترغب بالسلام.

وقال وزير الخارجية الأمريكي: “حماس هي الطرف الوحيد الذي يعترض سبيل اتفاق وقف إطلاق النار”، مضيفا خلال تصريحاته أنه من بالغ الأهمية “العمل على خطط اليوم التالي لحرب غزة”.

وتطرق إلى أن “أفضل طريقة لضمان عدد أقل من الضحايا المدنيين هي الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار”.

من جهته أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب بيان للرئاسة المصرية، خلال مباحثاته مع بلينكن على أهمية بذل الجهود الدولية الرامية إلى إزالة العقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وكانت تقارير إعلامية قد أفادت في وقت سابق أن بلينكن سيتناول خلال محادثاته مع الرئيس السيسي الحلول التي تسمح بإعادة فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المغلق منذ شهر.

وسيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر متهماً مصر بأنها مسؤولة عن إغلاقه.

وردت مصر بأن سائقي الشاحنات المحملة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة لا يشعرون بالأمان عند عبورهم نقاط التفتيش الإسرائيلية.

وغادر بلينكن القاهرة متجها إلى إسرائيل لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وستشمل كذلك جولة وزير الخارجية الأمريكي قطر والأردن، وسيناقش خلالها بلينكن مع زعماء المنطقة جهود التوصل لاتفاق للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة وبدء هدنة إنسانية تسمح بدخول المزيد من المساعدات للمدنيين في القطاع.

ضغط أمريكي لوقف إطلاق النار

تشدد الولايات المتحدة الضغط الإثنين للدفع باتجاه هدنة في قطاع غزة حيث يستمر القصف، إذ طلبت واشنطن من مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار يدعو إسرائيل وحركة حماس إلى وقف إطلاق النار.

وذكرت مصادر دبلوماسية أنه قد يجري التصويت على هذا النص الذي يدعم المقترح الذي كشفه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو/أيار اليوم الإثنين، غير أن الرئاسة الكورية الجنوبية للمجلس لم تؤكد ذلك.

وبحسب النسخة الثالثة لمشروع القرار التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، ينص المقترح في مرحلة أولى على وقف إطلاق نار “فوري وكامل” وإطلاق سراح الرهائن وانسحاب الجيش الإسرائيلي من “المناطق المأهولة في غزة ” وإدخال مساعدات إنسانية.

وبينما لم تعطِ حركة حماس ردها الرسمي حتى الآن على المقترح الأمريكي فقد طالب القيادي البارز في حماس سامي أبو زهري الولايات المتحدة، يوم الاثنين، بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.

وقال لوكالة روتيرز للأنباء: “ندعو الإدارة الأمريكية إلى ممارسة الضغط على الاحتلال لوقف الحرب على غزة، وإن حركة حماس مستعدة للتعامل بإيجابية مع أي مبادرة تفضي إلى إنهاء الحرب”، على حد تعبيره.

رجب يقف وسط ركام مبان في مخيم النصيرات

Getty Images
فلسطينيون في موقع غارة إسرائيلية على مباني في مخيم النصيرات للاجئين، وسط غزة، يوم السبت، 8 يونيو/حزيران

وميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة، وأفاد متحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني لوكالة الأنباء الفرنسية بسقوط خمسة قتلى بينهم امرأة حامل في شهرها الثامن في قصف طال منزلا في مدينة غزة.

كما تحدث شهود عيان لبي بي سي عن وقوع سلسلة انفجارات في بناية سكنية مكونة من عدة طوابق عند دخول قوات خاصة إسرائيلية داخل المبنى الواقع في منطقة الشابورة في مدينة رفح وعند وصول قوة إسناد من الجيش الإسرائيلي قصفت عناصر من كتائب القسام تلك القوة بالقذائف واشتبكت معها.

وكانت كتائب القسام قد أعلنت أنها أوقعت قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح في تفجير منزل مفخخ تحصنت داخله بمخيم الشابورة في رفح وفور وصول قوة الإنقاذ قصفت بقذائف هاون محيط المنزل الذي تم تفجيره.

من جهة أخرى، أعلن الجيش الأمريكي الأحد استئناف عمليات إلقاء المساعدات الإنسانية مع إنزال عشرة أطنان من المساعدات الغذائية في شمال قطاع غزة، بعد إعلانه السبت استئناف إيصال المساعدات عبر الرصيف المؤقت الذي أقامته واشنطن، نافياً أن يكون الميناء العائم استُخدم في عملية تحرير الرهائن.

وقالت سيندي ماكين مديرة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن البرنامج أوقف مؤقتاً توزيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر رصيف أقامته الولايات المتحدة، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

وقالت ماكين إنه في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية يوم السبت لإنقاذ أربع رهائن، تعرض مستودعان تابعان لبرنامج الأغذية العالمي في غزة لقصف صاروخي وأصيب أحد الموظفين.

وجرت العملية الإسرائيلية وسط قتال عنيف قتل فيه العديد من الفلسطينيين. وقدرت وزارة الصحة في قطاع غزة عدد ضحايا العملية الإسرائيلية بأكثر من مئتين وسبعين مدنياً .

فقر غذائي حاد

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أن 9 من كل 10 أطفال في قطاع غزة يعانون من فقر غذائي حاد، فيما كشفت منظمة أوكسفام الخيرية أن العديد منهم يقضون أياما كاملة دون طعام، مضيفة أنه “لا ينبغي لأي طفل أن يواجه مثل هذه الظروف المروعة”.

وفي ذات السياق قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في بيان لها إن الدمار في غزة لا يوصف وإن أكثر من نصف المباني قد دمرت، وفقًا لمركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية.

وأوضحت الوكالة الأممية أن إزالة الأنقاض ستستغرق سنوات، والتعافي من الصدمة النفسية الناجمة عن هذه الحرب سيستغرق وقتًا أطول من ذلك.

أشخاص يصلون أماl جثامين ملفوفة بكفن أبيض

Getty Images
فلسطينيون يقيمون صلاة الجنازة على جثامين ضحايا قصف إسرائيلي خارج مستشفى في دير البلح وسط قطاع غزة، في 8 يونيو/حزيران 2024.

وقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان الاثنين عن ارتفاع عدد القتلى الفلسطنيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 37 ألفا، كما بلغ عدد المصابين 84.712 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

كما أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن القوات الإسرائيلية اعتقلت الليلة الماضية 30 شخصاً من الضفة الغربية المحتلة، بينهم سيدة من بلدة يطا في قضاء الخليل، بالإضافة إلى أطفال، وسجناء أفرج عنهم مؤخراً وأعاد الجيش اعتقالهم.

وبلغت حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إلى أكثر من 9155 حالة اعتقال.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.