القسّام تبث “مقطعا تعبيرا لأحداث نفق جباليا”، والسيسي يحذر من استمرار العمليات الإسرائيلية في رفح

القوات الإسرائيلية في غزة.

EPA

اتهمت كتائب القسام، الحكومة الإسرائيلية بـ “الزج بآلاف الجنود بين الأزقة.. والتضحية بالجنود من أجل مكائد نتنياهو الخاصة.. والكذب على عائلات الأسرى”.

ونشرت كتائب القسام “رسالة إلى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة” تُظهر ما سمّته “استدراج مجاهدي القسام لجنود الاحتلال إلى أحد الأنفاق”، وهو الحدث الذي أعلنت عنه حماس مطلع الأسبوع الماضي، حين بثت صوراً لـ “سحب جندي إسرائيلي داخل أحد الأنفاق في قطاع غزة”، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي جملة وتفصيلا حينها.

ويُظهر الفيديو مشاهدَ تعبيرية تدّعي حماس أنها لوصف وقائع يوم السبت الماضي.

وقالت حماس إنها مقاتليها خدعوا طائرة مسيرة حاولت استكشاف نفق مُعدٍ مسبقا، مما دفع الجنود الإسرائيليين للتقدم داخل النفق، حيث وقع اشتباك من “نقطة الصفر” أدى إلى مقتل “جندييْن إسرائيلييْن وتفجّيت عين النفق”، وهو المصطلح الذي يستخدم لوصف فوهة النفق التي يدخل منها مقاتلو حماس، ويخرجون منها.

وأضاف الفيديو، الذي يحتوي على نصوص تشرح ما حدث باللغتين العربية والعبرية، أن “الجيش الإسرائيلي قام بحفر المنطقة المحيطة بفوهة النفق، وأدخل قوة إسناد إلى النفق، فتعرضت لإطلاق نار وتفجير عبوة مفخخة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وأسرى في صفوف الجيش الإسرائيلي”.

وعرضت القسّام صوراً لعتاد عسكري إسرائيلي قالت إنها استولت عليه من القوة التي تعرضت للهجوم، بالإضافة إلى “صورة لأحد الجنود الإسرائيليين، تحتفظ بجثته في القطاع”.

بدوره نفى الجيش الإسرائيلي حين عرض التفاصيل الأولية يوم السبت الماضي، أن تكون قواته قد تعرضت لحادث اختطاف.

في سياق آخر، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مما وصفه بـ “خطورة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما يرتبط بها من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها” الفلسطينيون في قطاع غزة، فضلاً عن “انعكاساتها على الأمن الإقليمي”، بحسب تعبيره.

جاء ذلك خلال استقبال السيسي اليوم السبت في القاهرة، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي غراهام، زعيم الأقلية الجمهورية باللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بالمجلس، وذلك بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي شدد خلال اللقاء على “أهمية تكاتف الجهود الدولية لوقف الحرب، ومنع توسع تداعياتها إنسانياً وأمنياً”، مؤكداً ضرورة “انخراط كافة الأطراف بجدية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وبما يسمح بالتقدم نحو تطبيق حل الدولتين، كونه المسار الأمثل لضمان العدل والأمن المستدام بالمنطقة”.

وأضاف المتحدث أن السيناتور الأمريكي أشاد من جهته، بما اعتبره “الشراكة الاستراتيجية التي تجمع مصر والولايات المتحدة، والتي أثبتت الأزمات المتتابعة إقليمياً وعالمياً أهمية مواصلة الجهود لتعزيزها، كونها من أهم ركائز الاستقرار الإقليمي”، ونوه كذلك- وفقا للمتحدث الرئاسي المصري- بـ “الجهود والوساطة المصرية لاحتواء الموقف في قطاع غزة”.

مقترح إسرائيلي بثلاث مراحل

الرئيس الامريكي جو بايدن

Reuters
“المنطقة بحاجة إلى حل دبلوماسي”

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة تركز بشكل كبير على إنهاء الحرب بشكل دائم وإعادة الرهائن الإسرائيليين.

وأضاف بايدن في خطاب ألقاه، الجمعة، أن الولايات المتحدة تريد خلق “مستقبل أفضل بعد ذلك” في غزة بدون حماس، فضلاً عن تحقيق الأمن لإسرائيل.

وأشار إلى أن إسرائيل عرضت مقترحاً جديداً، يشكل خارطة طريق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وأن هذا المقترح جرى إيصاله إلى حماس عبر قطر.

من جهتها، قالت حركة حماس إنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب بايدن، مبديةً استعدادها للتعامل مع أي مقترح يتضمن وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة وإعادة إعمار القطاع وعودة النازحين وتبادل جدي للأسرى والرهائن، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء.

وجاء الرد الإسرائيلي على خطاب بايدن، إذ قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حرب غزة لن تنتهي إلا بتحقيق كل أهدافها ومن بينها عودة جميع الرهائن وتدمير حماس.

وقال المكتب إن نتنياهو فوّض أعضاء الفريق المفاوض تقديم مقترح لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة.

في هذه الأثناء، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اتصالات هاتفية مع نظرائه السعودي والأردني والتركي إلى الضغط على حماس، لدفعها إلى قبول خريطة الطريق الإسرائيلية الجديدة التي أعلن عنها بايدن الجمعة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن بلينكن أجرى في طريق عودته من اجتماع لحلف شمال الأطلسي في براغ اتصالات هاتفية مع نُظرائه الثلاثة، شدد خلالها على “وجوب أن تقبل حماس بالاتفاق دون تأخير”.

وشدد على أن “المقترح يصبّ في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي مصلحة أمن المنطقة على المدى الطويل”.

من جانبه دعا، وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، في وقت سابق، حماس لقبول الصفقة المطروحة على الطاولة، مشيراً إلى أن وقف القتال يمكن أن يتحول إلى سلام دائم “إذا كنا جميعا مستعدين لاتخاذ الخطوات الصحيحة”.

وقال بايدن في خطابه إن المنطقة بحاجة إلى حل دبلوماسي، بما في ذلك وضعاً أكثر هدوءاً على طول الحدود الشمالية مع لبنان.

وأشار إلى أن القادة الفلسطينيين والإسرائيليين سيحتاجون إلى العمل معا لإعادة بناء غزة بطريقة لا تسمح لحماس بإعادة التسلح، مبيناً أن الولايات المتحدة ستساعد في بناء المدارس والمستشفيات.

كما وكشف بايدن عن أن الخطة ستفتح إمكانية تطبيع العلاقات مع السعودية ومواجهة التهديد الإيراني في المنطقة على حد تعبيره.

وقال بايدن إن حماس تقول إنها تريد وقف إطلاق النار، وهذه الصفقة هي فرصة لإثبات ما إذا كانوا يقصدون ذلك حقاً، وعلى حماس أن تقبل الصفقة.

وأكد أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب، وأن يبدأ اليوم التالي، وفق تعبيره.

على ماذا ينص “مقترح وقف إطلاق النار” الذي كشف عنه بايدن؟

وكشف بايدن عن مضامين المقترح الإسرائيلي قائلاً إنه يشمل ما يلي:

المرحلة الأولى

ستبدأ بوقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.

وستطلق حماس سراح “عدد” من الرهائن- بينهم نساء ومسنون وجرحى- مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، وسيتم إعادة بعض رفات الرهائن الإسرائيليين القتلى إلى أسرهم، وسيعود المدنيون الفلسطينيون إلى منازلهم في جميع مناطق غزة.

كما سيتم زيادة المساعدات الإنسانية، مع دخول 600 شاحنة يومياً إلى القطاع، وإرسال مئات الآلاف من الوحدات السكنية المؤقتة من قبل المجتمع الدولي.

وخلال فترة الستة أسابيع تلك، سستسمر المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة وقطر، وفي حال نجاحها، سيبدأ الجزء التالي من الخطة.

المرحلة الثانية

إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور، ثم الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة

وسيتم الانتقال بوقف إطلاق النار ليكون “وقفا دائماً للأعمال العدائية”.

المرحلة الثالثة

سيتم فيها إعادة أي رفات للرهائن الإسرائيليين في غزة، وستبدأ “خطة إعادة الإعمار الكبرى” في غزة، بما في ذلك المساعدات الأمريكية والدولية لإعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات.

اجتماع ثلاثي لبحث إعادة فتح معبر رفح

معبر رفح البري.

EPA
ترفض مصر فتح معبر رفح، طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه

ذكرت قناة القاهرة الإخبارية، التي تمولها الحكومة المصرية، عن مصدر وصفته برفيع المستوى لم تسمه قوله، إن اجتماعا ثلاثيا مصريا أمريكيا إسرائيليا سيُعقد غدا الأحد بالعاصمة المصرية القاهرة لبحث إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، والمغلق منذ سيطرة إسرائيل على جانبه الفلسطيني.

وقال المصدر إن مصر أكدت لكافة الأطراف على موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح، طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه، وحمّلت المصادر المصرية إسرائيل مسؤولية النتائج عن هذا الإغلاق وتفاقم الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة.

وترفض مصر التنسيق مع إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلا في وجود إدارة فلسطينية للمعبر.

وكانت تقارير إعلامية أشارت في وقت سابق إلى عقد اجتماع ثلاثي مرتقب، لبحث مقترح لإعادة فتح معبر رفح وتأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة.

ونقل التقرير الذي نشره موقع أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن الوفد الأمريكي سيكون برئاسة مدير قسم الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأمريكي، تيري وولف، وسيزور القاهرة في نفس التوقيت وفد أمني إسرائيلي.

وأضاف التقرير أن الاجتماع سيكون لمناقشة خطة تتضمن إدارة معبر رفح، بواسطة ممثلين عن الأمم المتحدة وفلسطينيين “غير محسوبين على حماس”، مقابل إعادة تمركز القوات الإسرائيلية خارج المعبر لتأمينه ضد أي هجوم.

وكانت مصادر مصرية قد نفت وجود أي أنفاق بين قطاع غزة ومصر ،عقب تصريحات إسرائيلية بوجود أنفاق.

“الدفاع عن الأونروا”

فلسطينيون حول خيامهم بعد قصف رفح

EPA
فلسطينيون حول خيامهم بعد قصف رفح

دعا السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إلى ضرورة قيام كافة الدول والمنظمات المانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأعضاء لجنتها الاستشارية، بالعمل من أجل الدفاع عنها وضمان استمرار عملياتها.

جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعثها السفير منصور إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (موزمبيق)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مواصلة إسرائيل هجومها على غزة.

وكان المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني قد طالب إسرائيل بوقف “حملتها” ضد الوكالة في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الجمعة.

وقال إن “الحرب في غزة تسبب ازدراءً فاضحاً لمهمة الأمم المتحدة، بما في ذلك الهجمات الصارخة ضد الموظفين والمنشآت والعمليات” التي تقوم بها الوكالة.

وأشار لازاريني إلى أن الوكالة تحققت من “مقتل ما لا يقل عن 192 من موظفيها في غزة. وتعرضت أكثر من 170 منشأة تابعة لها للأضرار أو دمرت بما في ذلك مدارس. وقتل 450 نازحاً أثناء لجوئهم في مدارس أو غيرها من مؤسسات الأونروا”.

وفي لبنان، قتل أربعة أشخاص بينهم امرأة ومسعف في غارات إسرائيلية، يوم الجمعة، رد عليها حزب الله بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه الدولة العبرية.

أعلن ذلك حزب الله المدعوم من إيران وهيئة إسعاف تابعة له.

وقتل المسعف في ضربة استهدفت سيارة إسعاف للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله.

يذكر أن حزب الله وإسرائيل يتبادلان القصف عبر الحدود بصورة شبه يومية، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من سبعة أشهر.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.