الولايات المتحدة تعتزم إنشاء ميناء مؤقت في غزة لتقديم المساعدات ووفد حماس يغادر القاهرة بدون اتفاق

شاطئ قطاع غزة

EPA

يعتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن إبلاغ الكونغرس، خلال خطاب حالة الاتحاد في وقت لاحق اليوم، أنه أمر الجيش بإنشاء ميناء مؤقت في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحرا إلى القطاع، وفق ما أفاد مسؤولون رفيعون في الإدارة الأمريكية.

وقال مسؤولون إن الخطوة لن تشمل نشر قوات أمريكية في القطاع، بل سيبقى العسكريون الأمريكيون في عرض البحر مع مشاركة حلفاء آخرين في التنفيذ.

يأتي ذلك بعد وصول محادثات القاهرة إلى طريق مسدود، ومغادرة وفد حركة حماس العاصمة المصرية، بعد مشاورات بشأن وقف لإطلاق النار في غزة بوساطة مصرية، قطرية وأمريكية.

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال ضد حماس في غزة، متحدياً بذلك ضغوطا دولية متصاعدة من أجل وقف إطلاق النار.

وفي حديث للوكالة الفرنسية للأنباء، أعرب قياي في حركة حماس عن “استياء” من ردود فعل إسرائيل حتى الآن.

وقال القيادي الذي شارك في مفاوضات القاهرة، ورفض الإفصاح عن اسمه: “الردود المبدئية من جانب إسرائيل لا تلبّي الحد الأدنى من مطالبنا سواء فيما يتعلق بالوقف الدائم للأعمال العدائية، أو بخصوص شروط أخرى وضعتها حماس لوقف إطلاق النار”.

وحاول مفاوضون من حماس وقطر ومصر التوصل إلى وقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً قبل حلول شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.

من جهتها، لم ترسل إسرائيل وفداً إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات، قائلة إنها تريد في البداية قائمة بأسماء المختطفين الذين لا يزالون على قيد الحياة.

وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن حماس على قبول الشروط المطروحة، وقال الثلاثاء إن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة تتعاون، وتم تقديم “عرض عقلاني” لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين.

وقال بايدن للصحفيين “الأمر في يد حماس الآن إذا وصلنا إلى الوضع الذي يستمر فيه (القتال) حتى شهر رمضان، فسيكون الأمر خطيراً جداً”.

المشروع يتطلب عدة أسابيع

جانب من شاطئ غزة

EPA

قال مسؤول أمريكي “نحن لا ننتظر الإسرائيليين. هذه لحظة (لإظهار) القيادة الأمريكية”، وسط إحباط متزايد في البيت الأبيض بسبب امتناع إسرائيل عن السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع.

وتابع المسؤول في تصريحات للصحفيين “سيعلن الرئيس في خطابه عن حال الاتحاد أنه وجه الجيش الأمريكي بالقيام بمهمة طارئة لإنشاء ميناء مؤقت في غزة”.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته “هذا الميناء الذي يشمل أساسا رصيفا مؤقتا، سيوفر القدرة على استيعاب حمولة مئات الشاحنات الإضافية من المساعدات يوميا”.

وأوضح مسؤولون أمريكيون أن تنفيذ هذا المشروع الكبير “سيتطلب عدة أسابيع للتخطيط والتنفيذ”، وسيشمل ممرا بحريا لجلب المساعدات من جزيرة قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط.

الخطة لا تتطلب نزول العسكريين إلى الشاطئ

وكان المسؤولون الأمريكيون حريصين على التأكيد أن القوات الأمريكية لن تنتشر على الأرض في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل.

لكنهم لم يحددوا كيفية عمل الميناء في غياب عسكريين أمريكيين على الأرض في غزة، غير أنهم أشاروا ضمنا إلى أن “شركاء وحلفاء” بالإضافة إلى الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة سيشاركون في تنفيذ المشروع.

ولفت مسؤول إلى إن الخطة “تتضمن وجود أفراد عسكريين أمريكيين على متن سفن عسكرية قبالة الشاطئ لكنها لا تتطلب نزول عسكريين أمريكيين إلى الشاطئ لتركيب الرصيف أو منشأة الجسر”.

وأضافوا أنه تم إبلاغ الإسرائيليين بالمشروع وستعمل الولايات المتحدة معهم بشأن المتطلبات الأمنية.

إدارة بايدن تفكّر بفرض “شروط” على استخدام إسرائيل السلاح الأمريكي

قال موقع “إكسيوس” إن البيت الأبيض طلب من وزارة الخارجية والبنتاغون قائمة بجميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل المخطط لها أو التي سيوافَق عليها في الأسابيع المقبلة.

ويسعى البيت الأبيض للحصول على كشف كامل لمساعدات الأسلحة التي تقدمها الإدارة الأمريكية لإسرائيل، في ظل تزايد الانتقادات والضغوطات السياسية والدولية للدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب غزة.

وشدد مسؤولون أمريكيون على أن الإدارة الأمريكية لا خطط لديها لتقييد المساعدات العسكرية لإسرائيل في هذا الوقت، وطلبت إدارة بايدن من إسرائيل تقديم خطاب ضمانات بحلول منتصف الشهر الحالي.

وأشار مسؤول اسرائيلي إلى أن هذه القضية ستناقشها حكومة الحرب الإسرائيلية في الأيام المقبلة.

وهذه المرة الاولى التي يُطْلبُ فيها قائمة تتعلق بنقل الأسلحة إلى اسرائيل.

وقف إطلاق النار

دخان متصاعد جراء قصف إسرائيلي في قطاع غزة.

Reuters

وكانت حماس تعهدت بمواصلة المحادثات في القاهرة، وذكرت في بيان “لقد أبدت حركة حماس المرونة المطلوبة بهدف الوصول إلى اتفاق يقضي بوقف شامل للعدوان على شعبنا غير أن الاحتلال لا يزال يتهرب من استحقاقات هذا الاتفاق، وخاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار وعودة النازحين والانسحاب من القطاع وتوفير احتياجات شعبنا”.

وقال مصدر لرويترز في وقت سابق إن إسرائيل قاطعت المحادثات لأن حماس رفضت طلبها بتقديم قائمة بأسماء جميع الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، وتقول حماس إن هذا يستحيل بدون وقف إطلاق النار أولا بالنظر إلى أن الرهائن موزعون في أنحاء منطقة الحرب.

وواصلت القوات الإسرائيلية قصف غزة منذ بدء المحادثات في القاهرة يوم الأحد مما أدى إلى زيادة تدهور الوضع الإنساني المتردي بالفعل في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

وقال مسؤولو وزارة الصحة في غزة إن عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة تجاوز الآن 30.700 شخص.

"إسرائيل لم تشارك في المحادثات بسبب رفض حماس تزويدها بقائمة أسماء جميع المحتجزين الأحياء"

Reuters
“إسرائيل لم تشارك في المحادثات بسبب رفض حماس تزويدها بقائمة أسماء جميع المحتجزين الأحياء”

“الكرة الآن في ملعب الأمريكان”

بموجب الاتفاق المقدم لحماس، تفرج الحركة عن بعض الرهائن الذين احتجزتهم في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، حسب الإحصاءات الإسرائيلية.

ويفترض زيادة المساعدات لغزة في محاولة لتجنب المجاعة هناك حيث تعالج المستشفيات أطفالا يعانون من سوء تغذية حاد، وأن تقدم حماس قائمة بجميع الرهائن المحتجزين في غزة.

وتقول حماس إن أي تبادل للرهائن لا يمكن أن يتم إلا بعد وقف إطلاق النار، وتريد إسرائيل وقف القتال فقط لإخراج الرهائن من غزة وإدخال المزيد من المساعدات، وتقول إنها لن تنهي الصراع قبل “القضاء” على حماس.

وقال باسم نعيم القيادي الكبير في حماس إن الحركة قدمت مقترحها بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار إلى الوسطاء وتنتظر الآن ردا من الإسرائيليين، مضيفا أن “الكرة الآن في ملعب الأمريكان”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.