الولايات المتحدة تنفذ أول عملية إعدام بغاز النيتروجين

أعدمت ولاية ألاباما في جنوب الولايات المتحدة الخميس مداناً بالقتل مستخدمة غاز النيتروجين.

نفّذ الحكم في سجن هولمان في آتمور في ألاباما باستخدام الخنق بواسطة النيتروجين والذي يقوم على ضخ الغاز في قناع ما يؤدي إلى خنق المدان.

وقال شاهد لبي بي سي إن سميث خبط بعنف على سرير الإسعاف، وأن تنفيذ عملية الإعدام استغرق حوالي 25 دقيقة.

أدانت الأمم المتحدة تلك السابقة، واعتبرت أنها قد ترقى إلى التعذيب، لكن ولاية ألاباما قالت إن العملية تمت بشكل إنساني.

أُعلنت وفاة كينيث يوجين سميث عند الساعة 20:25 بالتوقيت المحلي، وفق ما أعلن النائب العام في الولاية ستيف مارشال.

وقال مارشال: “تحققت العدالة. تم الليلة إعدام كينيث سميث بسبب العمل الشائن الذي ارتكبه قبل أكثر من 35 عاماً”.

حُكم على سميث (58 عاماً) بالإعدام قبل أكثر من ثلاثة عقود بعدما أدين بقتل زوجة قس عام 1988، كقاتل مأجور.

في كلماته الأخيرة، قال الرجل إن وفاته ستعني أن ولاية ألاباما قد أخذت “خطوة إلى الوراء” في الإنسانية.

وقال: “أغادر بحب وسلام ونور. أحبكم. أشكركم على الدعم. أحبكم جميعاً”.

وأشارت إدارة السجون في ألاباما إلى أن آخر وجبة تناولها سميث صباح الخميس كانت شريحة لحم وبطاطا مهروسة مقلية وبيضاً.

وقال مايك سينيت، ابن الضحية، إن العائلة لن تحتفل، ولكن سميث دفع “دينه”.

ووفقاً لمركز معلومات عقوبة الإعدام، فإن سميث هو أول شخص يتم إعدامه باستخدام غاز النيتروجين النقي في أي مكان في العالم.

سجن هولمان الإصلاحي

BBC

وفي المرة الأولى التي كان يفترض أن يموت فيها إيوجين كان لدى حراس سجن ألاباما عدة ساعات لتنفيذ الحكم.

واصطحبوه إلى غرفة تنفيذ أحكام الإعدام في سجن هولمان الإصلاحي، وحاولوا حقنه بمادة سامة، لكنهم فشلوا في ذلك.

ولم يتمكن الحراس من الحصول على وريد واضح لحقن المادة السامة في جسد إيوجين، وبعد عدة محاولات فاشلة تركوه، عندما دقت عقارب الساعة معلنة منتصف الليل، وعندها انتهى سريان مذكرة الإعدام.

وهذه المرة أقرت السلطات محاولة قتله بخنقه، عبر قناع يجبره على تنفس غاز النيتروجين، وهو أمر قاتل حيث يحرم جسده الحصول على الأوكسجين.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي إن الطريقة الجديدة وغير المجربة سابقاً، قد تنحدر إلى مستوى التعذيب، وجرائم ضد الإنسانية، وطالب بوقفها.

وكان إيوجين واحدا من اثنين تم الحكم عليهما عام 1989 لارتكاب جريمة قتل إليزابيث سينيتي، بالطعن والضرب حتى الموت، بعدما تم استئجارهما مقابل ألف دولار.

ويعد إيوجين واحداً من القلائل في تاريخ البلاد الذين تتم محاولة إعدامهم مرتين، وأول شخص يقر إعدامه بالنيتروجين.

سجن هولمان

BBC

وضمن تقرير لمراسلنا توم بايتمان، قال إيوجين لبي بي سي في إجابات مكتوبة: “جسدي ينهار وأفقد الوزن بشكل سريع”.

ويمنع مقابلة الصحفيين لأي من المحكوم عليهم بالإعدام وجها لوجه، في ولاية آلاباما، وتمكنا من التواصل معه عبر الهاتف، الأسبوع الماضي، ورفض التحدث لأنه قال إنه يشعر بأنه ليس في حال طيبة.

وقال في إجاباته المكتوبة، “أشعر بدوار مستمر، وأعاني نوبات رعب بشكل دوري، وهذا جانب بسيط من حياتي اليومية، أعاني التعذيب بالأساس”.

وأضاف أنه يطالب سلطات الولاية بوقف الإعدام.

وحذر خبراء طبيون، وناشطون من المخاطر الكارثية لغاز النيتروجين، والتي تتراوح من الإرتجافات العنيفة، إلى الحياة في حال وعي دون إبداء أي استجابة جسدية، وربما تسرب الغاز من القناع والتسبب في قتل آخرين في الغرفة.

ويقول مستشار إيوجين الديني، الكاهن جيف هود، “أنا متأكد من أنه ليس خائفاً من الموت، فهو على اطلاع كامل على ما جرى، لكنه يشعر بالرعب من استمراره في معاناة التعذيب بسبب العملية غير المسبوقة”.

وأضاف أن إيوجين وقع عريضة قانونية قدمتها إليه الولاية بخصوص مخاطر استخدام النيتروجين.

وقال دكتور جويل زيفوت، خبير التخدير في جامعة إيموري إن سلطات ولاية آلاباما لديها سجل طويل و”فظيع” من عمليات الإعدام “القاسية”.

وأضاف لبي بي سي: “يجب أن أقر الآن أن إيوجين، هو الحالة الأسوأ التي يعانيها أي رجل في الولايات المتحدة، لأن سلطات آلاباما تصر على إعدامه، حتى لو أدى ذلك إلى قتل أشخاص آخرين”.

وتابع: “تخيل لو هناك كتيبة إعدام تقف قرب شخص ينتظر إعدامه، ويجب عليك أن تجعل الحضور يوقعون وثائق قانونية تعفيك من المسؤولية لأن أفراد الكتيبة لا يجيدون التصويب، لذا يمكن أن يصيبوك أيضا، وهذا أحد الأمور التي يمكن تخيلها مع استخدام النيتروجين”.

وأضاف: “ما نعرفه عن النيتروجين خلال دراسة سابقة، إن جميع المشاركين فيها خلال فترة تتراوح بين 15 و20 ثانية من تنفس الغاز، عانوا من نوبات ارتجاف حادة”.

وتشهد ولاية آلاباما، واحدا من أعلى معدلات الإعدام بين ولايات أمريكا، ويقبع في سجونها حالياً 165 شخصاً محكومين بالإعدام.

ومنذ عام 2018، نفذت الولاية 3 محاولات فاشلة للإعدام بحقنة السم، ونجا 3 من المحكوم عليهم بالإعدام منها، وهو الأمر الذي دفع إلى إجراء تحقيقات داخلية انتهت إلى توجيه اللوم إلى المحكوم عليهم.

وقالت الولاية إن محامي المحكوم عليهم يضغطون على السلطات وقت التنفيذ بخصوص التوقيت، في محاولة لإبقائهم على قيد الحياة، وهو ما يسبب “ضغوطا غير ضرورية” على موظفي السجون لتنفيذ الأحكام.

واعترض حاكم الولاية، كاي أيفي، الذي يمتلك السلطة لوقف أحكام الإعدام، على التعليق عن آراء الخبراء المعارضين لتنفيذ الإعدام بالنيتروجين، بينما وصف مكتب المدعي العام للولاية قلق الأمم المتحدة بأنه “غير مبني على أساس، مثل مخاوف إيوجين”.

وجاء في بيان “لقد فحصت سلطات المحكمة طلبات إيوجين واستمعت لعدد من الخبراء الطبيين، وخلصت إلى أن مخاوفه بشأن الاختناق بغاز النيتروجين تخمينية، وافتراضية”

وأضاف البيان “وننوي تنفيذ حكم إعدامه في 25 من الشهر الجاري”.

ورفض ممثل الولاية الجمهوري في الكونغرس، ريد إنغرام مزاعم الأمم المتحدة، وقد صوت إنغرام لصالح تنفيذ الحكم بحق إيوجين.

وقال لبي بي سي “لا أعترف بانتقاص الحقوق، ولا المعاملة غير الإنسانية، أعتقد أننا نتصرف جيدا، وأظن أن العملية بأكملها أفضل بكثير مما فعله بحق الضحية”.

وحاولت بي بي سي التواصل مع أسرة الضحية لكنهم قالوا إنهم لن يعلقوا على الأمر حتى تنفيذ الحكم.

واقترح المحلفون في إحدى جلسات المحاكمة عام 1996، إقرار حكم السجن مدى الحياة بدلاً عن حكم الإعدام بحق إيوجين، لكن القاضي رفض الاقتراح، وأصدر حكم الإعدام.

وقد اعترف إيوجين بوجوده في موقع ارتكاب الجريمة أثناء حدوثها، لكنه قال إنه لم يشارك فيها.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.