لجنة استشارية للتحقيق في أسباب “تفحم” مبنى مديرية أمن الاسماعيلية في مصر

أصيب ما لا يقل عن 38 شخصا في حريق ضخم شب بمديرية أمن الإسماعيلية شمال شرقي العاصمة المصرية القاهرة صباح اليوم الاثنين.

وأعلنت السلطات رفع حالة الاستعداد في مستشفيات محافظة الإسماعيلية لاستقبال المصابين، ودفعت وزارة الصحة المصرية بـ 50 سيارة إسعاف وبطائرتين عسكريتين إلى المبنى.

وأكد المتحدث باسم الوزارة أنه جرى نقل 26 مصابا إلى المجمع الطبي بالإسماعيلية منها 24 حالة اختناق وحالتا حروق.

ونشرت النيابة العامة في مصر بيانا في هذا الشأن، مؤكدة أن معاينة موقع الحادث “أسفرت عن تفحم بكامل مبنى مديرية بينما تتصاعد ألسنة اللهب في طوابقه العليا في حين يقوم رجال إطفاء والحماية المدنية، مدعومين بطائرات من القوات المسلحة بسعي حثيث إلى السيطرة على الحريق وإخماده”.

وأضاف: “تشكل فريق من النيابة العامة للتحقيق في الواقعة؛ فاضطلع ثلاثة عشر عضوا من أعضاء النيابة بسؤال ثلاثة وثلاثين مصابا، تسعة وعشرين منهم بالمجمع الطبي في الإسماعيلية، والأربعة الآخرين بمستشفى هيئة قناة السويس، وجاري استكمال التحقيقات”.

ولم يتم حتى الآن الإعلان عن سقوط قتلى جراء الحريق رغم أن عناصر من قوات الأمن عادة ما يتواجدون في هذا المبنى على مدار الساعة.

رغم ذلك، أشارت تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية إلى مقتل ضابط شرطة جراء تفحم مبنى مديرية أمن الإسماعيلية في مصر.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي مبنى مديرية الأمن وقد أتت عليه النيران. وأفادت مصادر في هيئة الدفاع المدني المصرية بأن النيران تسببت في انهيار أجزاء من المبنى وانهيار واجهته بالكامل علاوة على التهام ألسنة اللهب النوافذ والجدران.

اهتمام على أعلى مستوى

يعدّ المبنى الضخم، الذي يقع في قلب مدينة الإسماعيلية في مصر المقر الرئيسي للقيادات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، كما أنه مأهول بعناصر الشرطة على مدار الساعة.

وذكرت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية أن محمود توفيق، وزير الداخلية المصري، وصل إلى مقر الحادث، وتفقد الأوضاع التي خلفها الحريق الهائل، موجها السلطات المعنية “بتقديم كافة أوجه الرعاية للمصابين لحين اكتمال شفائهم”.

وأشار البيان إلى أن “الوزير وجه بتشكيل لجنة من الاستشاريين للوقوف على أسباب الحريق فضلاً عن مراجعة السلامة الإنشائية للمبنى لاستعادة كفاءته فى أقرب وقت”.

“ليس نتيجة حادث إرهابي”

استبعد الخبير الأمني والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، لواء متقاعد أحمد كامل، أن يكون الحريق نتيجة حادث إرهابي؛ حيث لم يقع أي نوع من أنواع الانفجارات في المديرية، كما لم تحدث أي محاولة لاقتحام المبنى.

وأشار كامل، في حديث لبي بي سي، إلى وجود سقالات على واجهة المبنى، ما يدل على أنه كانت تُجرى أعمال صيانة ودهانات من الخارج والداخل باستخدام مواد كيماوية شديدة الاشتعال، فضلا عن صيانة الوصلات الكهربائية داخل المبنى.

ولفت إلى أنه كانت هناك في الصباح سرعة في الرياح ما أسهم في انتشار الحريق.

ورجّح كامل أن يكون الحريق قد نتج عن خطأ في تأمين إجراءات الصيانة، لكنه شدّد في الوقت ذاته على ضرورة إعطاء الفرصة للجان التحقيق من أجل كشف السبب الحقيقي للحادث.

وقال شهود عيان لوكالة رويترز للأنباء إن رجال الإطفاء حاولوا أن يسيطروا على الحريق، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأن المهمة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات.

ولا تعدّ الحرائق المدمرة بالأمر النادر في مصر؛ وذلك بسبب التقصير في اتباع قواعد السلامة في المنشآت، فضلا عن بطء استجابة أجهزة الطوارئ.

ووقع الحادث فجر اليوم الذي أعلن فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترشحه لولاية جديدة في الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر/ كانون الأول.

ففي أغسطس/ آب 2022، أدى حريق عرضي إلى مقتل 41 مصليا داخل كنيسة في شارع بحي شعبي في القاهرة، ما أثار جدلا حول البنية التحتية ومدى سرعة استجابة رجال الإطفاء.

وفي مارس/ آذار 2021، قتل ما لا يقل عن 20 شخصا جراء حريق في مصنع للنسيج في الضواحي الشرقية للقاهرة.

وفي عام 2020، تسبب حريقان في مستشفيين الى مقتل أربعة عشر شخصا.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.