مقتل عدد من فريق إنقاذ يوناني في حادث تصادم على طريق مدينة درنة

فرق الإنقاذ قي ليبيا تواصل البحث عن مفقودين وانتشال جثث القتلى

Reuters
فرق الإنقاذ قي ليبيا تواصل البحث عن مفقودين وانتشال جثث القتلى

لقي ثلاثة أفراد على الأقل من فريق إنقاذ يوناني وثلاثة أفراد من عائلة ليبية حتفهم في حادث تصادم على طريق يؤدي إلى مدينة درنة الليبية.

وكان رجال الإنقاذ ضمن فريق كان مسافراً على متن حافلة إلى مدينة درنة التي اجتاحتها الفيضانات يوم الأحد عندما اصطدمت سيارتهم بسيارة تقل أسرة ليبية.

وقال مسؤول ليبي:”إن اثنين آخرين في السيارة وثمانية آخرين في الحافلة أصيبوا بجروح خطيرة”.

وقال عثمان عبد الجليل وزير الصحة في الإدارة التي تدير شرق البلاد في مؤتمر صحفي:”إن الفريق كان مسافرا من مدينة بنغازي شرق البلاد عندما وقع الحادث”.

وقدر عدد القتلى بأربعة لكن القوات المسلحة اليونانية أبلغت عن مقتل ثلاثة وفقدان اثنين.

وقالت السلطات اليونانية إن حافلة تقل أفرادا طبيين اصطدمت بمركبة كانت تسير في الاتجاه المعاكس، وذكرت أن ثلاثة من أفراد البعثة الإنسانية اليونانية لقوا حتفهم وفقد اثنان.

وأضافت أنه من غير الواضح ما الذي حدث بالضبط، وأنها تحقق في الحادث بالتعاون مع ليبيا، بينما تجري عملية لإعادة أفرادها إلى وطنهم.

آثار الإعصار المدمر

Reuters
آثار الإعصار المدمر

هذا وتسابق فرق الإنقاذ في درنة الزمن للبحث عن المفقودين والناجين من جراء كارثة الفيضانات، وانتشال الجثث والتعرف على هويات أصحابها.

كما ناشدت السلطات المحلية في درنة المؤسسات والهيئات الدولية تقديم المساعدة والدعم الفني لمواجهة آثار كارثة الفيضانات التي ضربت البلاد.

وفي المقابل، نفى توفيق شكري، المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي، يوم الأحد، أن تكون حصيلة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة شرقي البلاد بلغت 11.300 قتيل، كما أعلنت الأمم المتحدة.

وقال شكري لوكالة الصحافة الفرنسية: “نحن للأمانة نستغرب الزج باسمنا في مثل هذه الإحصاءات ونحن لم نصرّح بهذه الأرقام”، معتبرا أنها “تربك الوضع وخاصة ذوي المفقودين”.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قد أعلن عن ارتفاع عدد قتلى السيول في مدينة درنة إلى 11 ألفا و300 قتيل، و10 آلاف و100 مفقود.

وفي وقت سابق اليوم الأحد، قال فريق أرسلته الحكومة الليبية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، إن حوالى رُبع المباني في درنة قد تحطم أو تضرّر جراء الإعصار الذي ضرب المدينة قبل نحو أسبوع.

وقال الفريق إن نحو 900 مبنى قد تدمّر كلياً، بينما تدمّر جزئياً نحو 200 مبنى، فيما تغطّى بالطين نحو 400 مبنى آخر.

ومع استمرار البحث عن جثث القتلى، تنصبّ جهود الإغاثة الدولية على تقديم المساعدات للناجين.

وقال رئيس بلدية درنة، إن عدد الوفيات في المدينة قد يتراوح ما بين 18 و20 ألفا، موضحا أن عدد سكان درنة يبلغ 100 ألف نسمة، وتقدر المساحة المدمرة بالكامل في المدينة بـ100 كم.

وأوضح الناطق باسم مركز الإسعاف والطوارئ في ليبيا، أن الضحايا دفنوا في ثلاث مقابر جماعية.

بيد أن منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة أخرى ناشدت السلطات في ليبيا التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، أو حرق الجثث بشكل جماعي، موضحة أن جثث الضحايا لا تشكل أي تهديد صحي تقريبا، وأن دفنها بشكل متسرع قد يؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا، بالإضافة إلى مشكلات اجتماعية وقانونية.

كما دعت المنظمة إلى تحسين إدارة عمليات الدفن، لتكون في مقابر فردية محددة وموثقة بشكل جيد.

وكان المدعي العام الليبي قد قال إن مكتبه يحقق في احتمال إهمال السلطات المحلية والحكومات المتعاقبة جراء الأضرار التي لحقت بالمواطنين والممتلكات في مدينة درنة.

وأضاف الصديق الصور في لقاء يوم أمس أن التحقيق سيشمل النظر في أموال الصيانة التي تم دفعها لصيانة السدود.

وكانت السلطات الليبية قد نفت في تصريح سابق الاتهامات بأنها فشلت في تحذير السكان من العاصفة دانيال قبل الفيضانات الكارثية. وقال متحدث لبي بي سي إن السكان المحليين في مدينة درنة التي تضررت بشدة اعتقدوا أن التحذيرات الحكومية مبالغ فيها.

وقالت حكومة شرق ليبيا، وهي إحدى الحكومتين المتنافستين العاملتين في البلاد، إن المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي ستصبح مصدر القلق الأكبر.

“غياب شركاء معتمدين”

عمال إغاثة في درنة يحاولون العثور على جثث بين الأنقاض التي خلفتها الفيضانات

BBC
عمال إغاثة في درنة يحاولون العثور على جثث بين الأنقاض التي خلفتها الفيضانات

وقال وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي إن عملية الإنقاذ في شرق ليبيا باتت أكثر صعوبة في ظل غياب حكومة فاعلة.

وقال كليفرلي إن غياب شركاء معتمَدين يعني أنه حتى مع وصول فِرق دولية إلى ليبيا، فإن هذه الفرق تواجه عراقيل في إنجاز مهامها.

ويقول بعض الليبيين إن أمراء الحروب وقادة المليشيات في المنطقة المنكوبة يرومون الانتفاع من وصول المساعدات الدولية.

وبلغت حصيلة ضحايا إعصار دانيال، الذي ضرب مدينة درنة الليبية، قبل حوالي أسبوع، 11300 شخص، بحسب الهلال الأحمر الليبي، في حين لا يزال آلاف آخرون في عداد المفقودين.

وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من مليون شخص بحاجة إلى المساعدة.

ودمرت الفيضانات الغزيرة التي حدثت في 10 سبتمبر/أيلول أجزاء كبيرة من مدينة درنة الشرقية. وخَلّفت “كابوسا”، كما يقول عمال الإنقاذ الذين يشيرون إلى مشاكل تتعلق بالبنية التحتية.

ووصف فريق بي بي سي، الذي وصل حديثا إلى مدينة درنة، مركز الإنقاذ هناك بأنه خلية من النشاط، إذ يعمل رجال الإنقاذ وأطقم الإسعاف وفرق الطب الشرعي على تحديد هوية القتلى. لكن وكالات الإغاثة الدولية لم تصل بعد.

وقالت مراسلة بي بي سي، التي زارت المكان الذي تلتقي فيه درنة بالبحر: “لا تزال الجثث تنجرف. وهناك رائحة قوية ومميزة لمياه الصرف الصحي، والموت”.

وأضافت: “يمكنك رؤية كل الحطام – هناك سيارات مدمرة، وإطارات، وخشب مكسور، ومعدات منزلية، وثلاجات، ومجمدات، وجميع أنواع الأشياء الممتزجة معا تطفو وتتمايل فوق سطح الماء”.

ولا يزال أفراد فرق الإنقاذ المحلية، يرافقهم فريق إنقاذ تركي، يسيرون على طول الشاطئ بحثاً عن الجثث التي تجرفها الأمواج وتعلق بين الحطام.

درنة

BBC
قالت منظمة الصحة العالمية إنها أرسلت إمدادات صحية كافية للوصول إلى 250 ألف شخص في ليبيا

ولاتزال هناك دعوات لإجلاء الناجين بالكامل من درنة، حيث يصعب توفير المياه النظيفة والكهرباء والأدوية وغيرها من الإمدادات

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إنها أرسلت إمدادات صحية كافية للوصول إلى 250 ألف شخص في ليبيا.

وأضافت المنظمة، في بيان صحفي، إن 29 طناً من المساعدات – بما في ذلك الأدوية الأساسية ومستلزمات علاج الصدمات والجراحة الطارئة والمعدات الطبية وأكياس الجثث – وصلت إلى ميناء بنغازي.

ويبعد الميناء حوالي 300 كيلومتر عن مدينة درنة، ما يجعل الوصول إليها أمراً صعباً بسبب الطرق المتقطعة والبنية التحتية المدمرة.

وفي سياق متصل قال المتحدث باسم الاتحاد، توماسو ديلا لونغا، إن الفرق المحلية هي العنصر الرئيسي في جهود الإنقاذ التي يبذلها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وأضاف أن الجمعيات المحلية هي نقطة دخولنا إلى الأماكن المنكوبة، ولهذا السبب فهي “عادةً أول من يستجيب للكوارث في كل ركن من أركان العالم”.

ففي ليبيا، يوضح ديلا لونغا أن الهلال الأحمر الليبي يتواصل مع المكتب الرئيسي الدولي، والذي بدوره يقوم بعد ذلك بتنسيق الاستجابة الدولية، وإخبار الطواقم الأجنبية الموجودة على الأرض “بما هو مطلوب، وإلى أين نذهب، وكيف نستجيب”.

ويضيف أن الاتحاد عادة يعطي الشركاء “قائمة” بما هو مطلوب، ومن ثم تُحول التبرعات إلى الفريق المحلي لشراء كل ما هو مطلوب محليا. الأمر الذي يعزز بدوره الاقتصاد بعد وقوع الكارثة مباشرة.

درتة

BBC
ودمرت الفيضانات الغزيرة التي حدثت في 10 سبتمبر/أيلول أجزاء كبيرة من مدينة درنة الشرقية

ويقول ديلا لونجا إن استجابة الهلال الأحمر المحلي أمر بالغ الأهمية، حيث يستغرق وصول الطواقم الأجنبية إلى المناطق المنكوبة وقتًا أطول. ليس فقط بسبب ظروف البنية التحتية المحلية، ولكن أيضا لأنهم بحاجة إلى الحصول على تأشيرات لجميع أفراد الإنقاذ والحصول على إذن قانوني لإحضار الأدوية والأغذية وغيرها من الإمدادات.

وقال أحمد بيرم، مستشار الإعلام والاتصالات الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين، إن التحديات العقلية التي يواجهها عمال الإنقاذ – ومعظمهم من المجتمعات المحلية – هائلة.

وفي حديث في وقت سابق لراديو بي بي سي، قال بيرم إن عمال الإغاثة المحليين واجهوا خسائر في الأرواح في عائلاتهم ومنازلهم. لذلك فإنهم يواجهون الآن “مهمة مستحيلة” – ليس فقط بسبب حجم المهمة في أعقاب الدمار واسع النطاق، ولكن أيضا بسبب “مدى خصوصية المهمة بالنسبة لهم”.

وحثت الدكتورة مارغريت هاريس من منظمة الصحة العالمية، التي كانت تتحدث أيضا لراديو بي بي سي، السلطات المحلية على عدم دفن الموتى في مقابر جماعية لمنع المزيد من الصدمات العقلية بين الناجين.

وقالت: “عندما لا يكون لديك أي فكرة عما حدث لأمك، ولطفلك ووالدك، فلن تتعافى أبدا من تلك الصدمة العقلية الرهيبة”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.