لماذا تأخر مكتب التحقيقات الفيدرالي في التوصل إلى مئات المشتبه بهم في واقعة اقتحام الكابيتول؟

FBI
من اليسار: آدم فيلاريال، كريستوفر جون واريل، بول بيلوسيك، جوزيف دانييل هاتشينسون.

تتوّجت سلسلة من محاكمات قادة الشغب الذي شهده مبنى الكابيتول الأمريكي بصدور حكم الأسبوع الماضي ضد إنريك تاريو، القائد السابق لمجموعة براود بويز المتطرفة.

وجاء الحكم ضد تاريو بالسجن 22 عاما. وقد وُجّهت بالفعل اتهامات لأكثر من 1100 شخص، ولا تزال التحقيقات في واقعة الشغب التي شهدها الكابيتول جارية وبعيدة عن الانتهاء.

وفي السادس من يناير/كانون الثاني 2021، كان إيفان نيومان على مقربة من مقدمة الحشود التي اقتحمت مبنى الكابيتول.

وكان إيفان يرتدي قبّعة حمراء عليها شعار حملة ترامب الانتخابية، كما كان يرتدي قناعا واقيا من الغاز عندما هاجم ما لا يقل عن أربعة أفراد من الشرطة بأجزاء من حواجز معدنية.

وطبقا لدعوى جنائية، تعرّض إيفان بالسبّ لضباط شرطة، حيث نعتَهم بالـ “قَتلة” وصرخ فيهم قائلا: “أنا على استعداد للموت، فهل أنتم كذلك؟”.

وكانت قد وُجّهت إلى إيفان، البالغ من العمر 51 عاما، 14 تُهمة على علاقة بالشغب، لكنه تمكّن من مغادرة الولايات المتحدة قبل إلقاء القبض عليه.

وفي وقت لاحق، ظهر إيفان أمام الكاميرا في بيلاروسيا، حيث مُنح اللجوء السياسي.

وقال إيفان للوكالة الرسمية للأنباء في بيلاروسيا: “أنا شاكر جدا جدا .. إنه سُكّر مُرّ، كطعم التوت البرّي”. وأنكر إيفان التُهم الموجّهة إليه.

ولا يزال إيفان يحتل مكانا على قائمة أكثر المطلوبين من المشتبه بهم في واقعة الشغب التي شهدها الكابيتول، بالإضافة إلى ستة أشخاص آخرين أماكن وجودهم غير معلومة.

ومن بين هؤلاء الستة، أخٌ وأخت من ولاية فلوريدا، هما جوناثان دانييل بولوك، ويبلغ من العمر 24 عاما، وأوليفيا ميشيل بولوك وتبلغ من العمر 32 عاما، إضافة إلى صديق لهما هو جوزيف دانييل هاتشينسون البالغ 27 عاما.

ولم يكن جوناثان بولوك في منزله عندما داهمته الشرطة في يونيو/حزيران 2021، أما أوليفيا بولوك وجوزيف هاتشينسون فقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض عليهما لكنهما خلعا أساور المراقبة من الكاحل قبل أن تبدأ جلسات محاكمتهما في وقت سابق من العام الجاري.

ويعدّ كريستوفر جون ووريل، البالغ من العمر 52 عاما، عضوا في جماعة براود بويز المتطرفة.

وأدين كريستوفر، القادم من فلوريدا، بتهمة رشّ عناصر من الشرطة برذاذ الفلفل، لكنه تمكّن في الشهر الماضي من الهرب قبل أن يصدر عليه حُكم.

أيضا، آدم فيلاريال، البالغ من العمر 39 عاما، وهم متّهم بالتعدي على شرطة مكافحة الشغب.

وكذلك كان بول بيلوسيك، البالغ من العمر 49 عاما، وهو ممثل طموح، قريبا من خط الواجهة، وتلاحقه اتهامات بتخريب مكتب تابع للكونغرس.

ويقول مكتب التحقيقات الفيدرالي إن بيلوسيك يحمل أيضا اسم جيف توماس ريدينغ، وإن له علاقات مع المكسيك وجنوبي أوروبا.

ويعتبر هؤلاء أخطر الحالات التي صنّف مكتب التحقيقات الفيدرالي أشخاصها كـ “مشتبه بهم”.

ويعدّ التحقيق في واقعة شغب الكابيتول هو الأكبر من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة، وقد أسهم في ذلك ضخامة أعداد المتورطين في أعمال الشغب وكذلك الأدلة الإلكترونية التي تمّ جمعها منذ وقوع الحادث.

ويقول مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه حتى الآن لم يحدد هوية نحو 312 من مثيري الشغب، بمن فيهم 15 شخصا التقطتهم الكاميرات وهم يهاجمون عناصر الشرطة أو عناصر تابعة لوسائل الإعلام.

ويرى جوشوا سكول، وهو مسؤول تنفيذي كبير سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي ويدير الآن شركة بو ويف لتقديم خدمات الأمن، أن استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي جعل مهمة البحث عن المطلوبين أسهل وأصعب في آن واحد– أسهل بسبب آثار التعقّب الإلكترونية، وأصعب بسبب ظهور عمليات التواصل المشفرة.

وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في تيسير عدد من عمليات القبض على مشتبه بهم؛ وفي وقت سابق من العام الجاري، تم تحديد هوية امرأة التقطتها عدسة الكاميرا في يوم واقعة الشغب أمام الكابيتول، حيث كانت ترتدي قلنسوة وردية اللون ورداء أبيض وقفازات سوداء وتحمل حقيبة مميزة. وتمّ التوصل إلى اسم هذه المرأة– جنيفر إنزونزا فارغاس غيلر.

وحتى أبريل/نيسان الماضي، لم يكن قد تم التعرّف بعد على جنيفر إنزونزا، قبل أن ينشر مكتب التحقيقات الفيدرالي صورتها عبر موقع أكس “تويتر سابقا” ليتم تداولها بشكل واسع حتى وصلت إلى اثنين من أصدقائها السابقين واللذَين أبلغا السلطات.

وتواجه جنيفر إنزونزا اتهامات باقتحام مبنى محظور وبانتهاج سلوك مُخلّ بالنظام.

وفي ذلك يقول جوشوا سكول إن “تعاون الجماهير مع مكتب التحقيقات الفيدرالي شيء بالغ الأهمية”.

ويؤكد أن كثيرين من المشتبه بهم الذين التقطتهم عدسة الكاميرا يمكن الوصول إليهم عبر أصدقاء أو عبر أعضاء من العائلة.

لكن كثيرين يوجّهون انتقادات لمكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب بُطء سير عملية التحقيقات.

ويقول محققون متطوعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنهم توصلوا إلى هوية عدد من المشتبه بهم قبل أن يبلغوا السلطات التي تباطأت بدورها في إلقاء القبض عليهم، بحسب مزاعم المتطوعين.

ويقول فورست روغرز، المشارك في تلك الجهود التطوعية وهو صحفي بسويسرا، إن الـ 312 المشتبه بهم المصنفين بأنهم “غير محدَّدي الهوية” من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي، بينما متطوعون قد تعرّفوا عليهم بالفعل.

ويضيف روغرز: “نحن نعرف من هم، وكذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي يعرف من هم أيضا”.

ومن أمثلة ذلك، غريغوري ميجاريس، الذي أُلقي القبض عليه الأسبوع الماضي، بعد مرور نحو سنتين من تحديد متطوعين لهويته.

وتقول وثائق المحكمة إن مكتب التحقيقات الفيدرالي وردته معلومات من باحثين في أكتوبر/تشرين الأول 2021 عن رجل يبدو مقتحما أبواب الكابيتول ويتقاتل مع ضباط الشرطة.

لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يستجوب ميجاريس إلا في مايو/أيار 2023، بينما لم يخضع للاعتقال إلا الأسبوع الماضي على أثر تُهم بينها إثارة الفوضى وانتهاج سلوك مثير للاضطراب.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.