زلزال المغرب: “أريد أن يساعدني العالم، فقدت طفلتيّ وبيتي وكل ما أملك”

زلزال المغرب

BBC
“فقدت طفلتين وبيتي وكل ما أملك”

سُمعت صرخات من تحت الأنقاض خلال تلك اللحظات الرهيبة التي أعقبت الزلزال، في قرية أكلو الصغيرة التي تقع في أعالي جبال الأطلس.

وبمرور الوقت، في ظل غياب فرق إنقاذ متخصصة لدعم الجهود اليائسة التي يبذلها أهل القرية، تحولت تلك الصرخات إلى صمت.

وبعد ثلاثة أيام، كان يأمل فريق من رجال الإطفاء الإسبان، وهو أول فريق متخصص يصل إلى القرية المدمرة، في ألا يكون الوقت قد نفد.

بيد أنهم علموا بخبرتهم، وهم يشقون طريقهم بحذر عبر الشوارع المدمرة والأقواس المهدمة، أنه لا أمل في شيء.

وعزز هذا الواقع المحبط رد فعل كلبين مع الفريق، إيغور وتيدي، المدربين على النباح حال رصد أي علامات تدل على بقاء شخص على قيد الحياة، لكن كان الصمت يصم الآذان.

وقال خوان لوبيز، رجل إطفاء يشارك في ثاني جهود إنقاذ جراء زلزال: “لا نستطيع عمل أي شيء هنا”.

زلزال المغرب

BBC
فريق إنقاذ إسباني

كان لوبيز قد شارك في جهود إنقاذ سابقة عندما هرع فريقه إلى تركيا في فبراير/شباط الماضي بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وقد ساعدت جهود الإنقاذ الدولية واسعة النطاق في تسجيل بعض اللحظات غير المتوقعة، بعد انتشال محاصرين من تحت أنقاض الأبنية، حتى بعد أيام من وقوع الزلزال.

وقال لوبيز: “المنازل هنا في المغرب مبنية من الحجارة. في تركيا، كانت مصنوعة من الفولاذ وهي أقوى بكثير”.

وأضاف: “لن نعثر على أحد هنا”، وأومأ زملاؤه برؤوسهم دليلا على تأكيد ما قاله.

رافقنا فريق الإنقاذ أثناء انتقاله إلى قرية أخرى.

لا يوجد مكان جيد لحدوث الزلزال، لكن هناك القليل من الأماكن الأسوأ من آيت حميد، التي كانت تتأرجح بالفعل على سفح الجبل، وما تبقى منها الآن أصبح كومة على جرف صخري.

زلزال المغرب

BBC
أنقاض في آيت حميد

صعب علينا أن نتصور أن هذه الكومة المشوهة من الطوب والحجارة كانت موطنا لـ 28 شخصا، لم ينج منهم إلا سبعة أشخاص.

وبينما كنا نشق طريقنا إلى أعلى كومة الأنقاض، نظر عمر آيت مهدي إلى الوادي الخالي من أي نشاط.

كان خلفه 20 رجلا يحفرون بالمعاول والمجارف والأيدي.

كانت زوجة عمر قد نُقلت إلى المستشفى، ولم يعثر بعد على ابنتيه: حنان، 17 عاما، وخديجة، 14 عاما.

وفجأة حدث نشاط وسُمع دوي أدعية وابتهالات.

أخيرا عثروا على جثتي الفتاتين.

أخبرنا عمر بصوت هادئ أنه يريد أن يوجه رسالة.

قال: “أريد أن يساعدني الناس. أريد أن يساعدني العالم. فقدت طفلتين وبيتي وكل ما أملك”.

زلزال المغرب

BBC
قرية أكلو

وتتعرض السلطات المغربية لضغوط من أجل قبول مساعدات من مزيد من الدول، وحتى الآن استجابت لعروض مساعدات من أربع دول فقط، وهي إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات، بينما يثار جدل بشأن استجابتها لعروض مساعدات من دول أخرى، من بينها فرنسا وألمانيا.

وصل حامد، عم حنان وخديجة، لتقديم العزاء، لكنه انهار باكيا.

وقال: “نحن بحاجة ماسة إلى المساعدة. نحتاجها من أي شخص يقدمها لنا”.

زلزال المغرب

BBC
مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.