باحث كويتي يقول إن السياسات الخليجية لحماية العمال من الحر لا أساس علمي لها

 دول الخليج تضع سياسات لحماية العمال من مخاطر الحر الشديد كحظر العمل في ساعات محددة خلال فصل الصيف.

BBC
دول الخليج تضع سياسات لحماية العمال من مخاطر الحر الشديد كحظر العمل في ساعات محددة خلال فصل الصيف.

دخلنا في عصر الغليان العالمي، وفقا لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تصريحه الدراماتيكي هذا جاء وسط موجات حراستبدت بأجزاء من الكوكب، مسجلة أرقاما قياسية جديدة.

لكن ماذا يعني كل هذا بالنسبة الى منطقة الخليج، وهي من الأكثر سخونة في العالم منذ زمن بعيد؟

تحدثت الى براك الأحمد، الباحث كويتي في جامعة هارفارد الاميركية. الأحمد طبيب متخصص بالصحة العامة وشؤون التغيير المناخي وتأثيره على صحة السكان، خاصة في المناطق الحرة.

يبدو مدفوعا بهاجسين أساسيين للغوص عميقا في بحث اثر الحر الشديد على الصحة: الحاجة العلمية، والضرورة الأخلاقية.

“نحن في دول الخليج وفي الشرق الأوسط بحاجة الى دراسات تتعلق بالتغيير المناخي”.

“العالم يتكلم عن ارتفاع درجة ونصف ودرجتين مئوية مع نهاية القرن. هذه أرقام تشير إلى متوسط الارتفاع في العالم كله. نحن قد نصل الى خمس درجات، او ست درجات مئوية. نحن في بقعة حارة في منطقة شديدة الحرارة قد نصل الى درجات حرارة غير مسبوقة”.

ويضيف الأحمد ان المسألة شخصية بالنسبة اليه.

“انا تربيت في الكويت. كنا أيام المدرسة اذا تعطل المكيف في شهر ٩ او حتى ١٠، نأخذ يوم عطلة، في حين هناك اشخاص ليس لديهم مكيف أساسا وهم مضطرون للعمل في الحر”.

يشرح الأحمد ان التركيبة السكانية في دول الخليج لها أهمية خاصة من زاوية دراسة الصحة العامة. هي تركيبة “لا مثيل لها”، بسبب ارتفاع نسبة العمال المهاجرين في الدول الخليجية، وقد أظهرت الدراسات التي اجراها خلال السنوات الأخيرة ان فئة العمال المهاجرين هي الأكثر تأثرا بالحر الشديد.

“أجرينا دراسة في الكويت، نظرنا في الوفيات خلال العقد الفائت وتأثير درجات الجرارة عليها.

قارنا بين الأيام التي تكون فيها درجات الحرارة في حدها الأقصى، وحين تكون منخفضة الى معتدلة. رأينا معدلات الوفيات في هذه الأيام وتلك. وجدنا انه عند العمال المهاجرين تصل نسبة الوفيات الى الضعف خلال الأيام التي تكون فيها درجات الحرارة عالية جدا مقارنة بالأيام المعتدلة.

نسبة الوفيات لدى العمال المهاجرين تصل إلى الضعف خلال الأيام التي تكون فيها درجات الحرارة عالية

BBC
نسبة الوفيات لدى العمال المهاجرين تصل إلى الضعف خلال الأيام التي تكون فيها درجات الحرارة عالية

هذا مهم جدا لأنه في ظل التغيير المناخي هذه الأيام ستزيد. سيزيد عددها، ودرجات الحرارة فيها، ومدتها. هذا دفعنا لنسأل: كيف يمكن ان يكون الموضوع في المستقبل؟

من هنا الدراسة الثانية التي اجريناها. نظرنا في ارتفاع درجات الحرارة ونسق هذا الارتفاع حسب النماذج العالمية. وجدنا انه مع نهاية القرن، عام ٢٠٩٩، قد يكون هناك ١٤ حالة وفاة بسبب الحر الناتج عن التغيير المناخي من كل مئة حالة وفاة. أي شخص متخصص في الصحة العامة تقول له هناك امر ما قد يكون هو السبب الذي أدى الى ١٤ حالة وفاة من مئة، سيكون منبهرا”.

وضعت دول الخليج سياسات لحماية العمال من مخاطر الحر الشديد، تتركز على حظر العمل في ساعات محددة من كل يوم خلال فصل الصيف. لكن الأحمد يرى ان تلك السياسات ليست كافية على الاطلاق، وانه ينبغي اخذ عدة عوامل أخرى في الاعتبار وقياسها بشكل مستمر.

“يعني بعد الساعة ٤، مثلا، لا مشكلة في ان يصاب العامل بسبب الحر الشديد، لكن ليس في الساعة الثالثة؟ لا أساس علمي لهذه السياسات.

الحل يكمن في القياسات. هناك اربعة عوامل بيئية رئيسية تحدد الاجهاد الحراري: درجة حراة الهواء والرطوبة والشمس وحركة الهواء. قياس درج الحرارة وحدها لا يفيد. يجب قياس هذه الأربعة كلها، ثم قرنها مع الاجهاد الذي يقوم به العامل اثناء الوظيفة. بناء عليه يتم وقف العمل وتوفير مكان خاص مظلل للراحة، وتوفير ماء بارد.”

حاولت بي بي سي التواصل مع السلطات في الكويت للسؤال عن سياستها لحماية العمال من الحرارة الشديدة دون ان تتلقى جوابا.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.