ماذا يجري في ولاية مانيبور الهندية المضطربة؟

نسوة يتظاهرن ضد العنف المستفحل في ولاية مانيبور

EPA
نسوة يتظاهرن ضد العنف المستفحل في ولاية مانيبور

أدى العنف العرقي إلى إغراق ولاية مانيبور الهندية الصغيرة فيما وصفه كثيرون بحرب أهلية بين أكبر مجموعتين عرقيتين في الولاية، أكثرية الميتي وأقلية الكوكي اللتين تتصارعان على الأرض والنفوذ.

ظهر مقطع فيديو صادم هذا الأسبوع لهجوم وقع في مايو/ أيار الماضي عندما قاد رجال من أغلبية الميتي امرأتين من اقلية الكوكي عاريتين بعد وقت قصير من تدمير قريتهم في أحدث فصول استخدام الإرهاب ضد النساء في المنطقة.

أين تقع مانيبور ومن يقطنها؟

تقع الولاية الهندية ذات الطبيعة الجبلية في شمال شرق البلاد، شرق بنغلاديش وبجوار ميانمار وهي موطن لما يقدر بنحو 3.3 مليون شخص.

أكثر من نصفهم من عرقية ميتي في حين أن حوالي 43 في المئة هم من اقليتي الكوكي و ناغاس اللتين يغطى عليهما الطابع القبلي.

ماذا يجري فيها؟

قتل ما لا يقل عن 130 شخصا وأصيب 400 في أعمال عنف بدأت في مايو/ أيار. وأجبر أكثر من 60 ألف شخص على ترك منازلهم فيما يكافح الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة للسيطرة على أعمال العنف.

تعرضت مستودعات أسلحة الشرطة للنهب ودُمرت مئات الكنائس وأكثر من عشرة معابد وعشرات القرى.

كيف بدأت أعمال العنف؟

تفاقمت التوترات عندما بدأت أقلية كوكي في الاحتجاج على مطالب اكثرية ميتي بمنحها وضعًا قبليًا رسميًا مما سيؤدي إلى تعزيز تأثيرهم القوي بالفعل على الحكومة والمجتمع كما ترى أقلية كوكي ، مما يسمح لهم بشراء الأراضي أو الاستقرار في المناطق التي يشكل أبناء كوكي الغالبية فيها.

ولكن هناك عدد لا يحصى من الأسباب الكامنة وراء ذلك. يقول أبناء كوكي إن الحرب على المخدرات التي تشنها الحكومة التي تسيطر عليها أكثرية ميتي ليست سوى غطاءً لاقتلاع مجتمعاتهم.

أدت الهجرة غير الشرعية من ميانمار إلى الولاية إلى تصعيد التوترات. هناك تنافس على الأراض جراء تزايد عدد السكان فيما دفعت البطالة الشباب نحو الميليشيات المختلفة.

ما الاطراف المتصارعة؟

لقد قاتلت ميليشيات ميتي وكوكي وناغا بعضها البعض على مدى عقود بسبب الصراع على الأرض والهوية القومية وبسبب الاختلافات الدينية. كما اشتبكت جميع الأطراف مع قوات الأمن الهندية.

لكن أحداث العنف الراهنة جلها تقريبًا بين ميتي وكوكي حصراً.

يقول ديرين سادوكبام ، محرر موقع فرونتير مانيبور “هذه المرة، الصراع عرقي تماماً ولا دور للدين”.

من هم الميتي ومن هم الكوكي؟

الغالبية الميتي تعود أصولهم إلى مانيبور وميانمار والمناطق المحيطة بهما. غالبية العظمى هم من الهندوس من الناحية الدينية رغم أن البعض منهم يتبع ديانة سناماهي. اما أبناء عرقية كوكي ومعظمهم من المسيحيين، فهم منتشرون في شمال شرق الهند وتعود أصول العديد من هؤلاء الموجودين في مانيبور إلى ميانمار أيضًا.

يقطن ميتي في وادي ايمفال، بينما يعيش افراد كوكي في التلال المحيطة وما وراءها.

لماذا تتعرض النساء للاعتداء والمهانة؟

قالت غيتا باندي، مراسلة بي بي سي في دلهي، إن الفيديو هو أحدث مثال على استخدام الاغتصاب والاعتداء الجنسي كأدوات عنف في النزاعات ، والتي يمكن أن تتحول في كثير من الأحيان إلى دوامة من الهجمات الانتقامية المتبادلة.

ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية ، فإن الهجوم الذي وقع في مايو / أيار جاء بعد اخبار مزيفة عن اغتصاب أفراد ميليشيات كوكي لامرأة من ميتي. وقد أطلق هذا العنان لـ “دائرة جديدة دامية من العنف الانتقامي ضد نساء قبائل كوكي على يد عصابات ميتي” كما تقول صحيفة “ذا برينت” المحلية.

ماذا تفعل الحكومة المركزية؟

رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي

EPA
وصف مودي ما تعرضت له المرأتان بأنه حلب العار على الهند

ظل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يحكم حزبه بهاراتيا جاناتا الولاية المضطربة صامتًا بشأن العنف في مانيبور حتى ظهور مقطع فيديو تعرية واستعراض المرأتين وتعرضما لاغتصاب جماعي هذا الأسبوع. وصف مودي الحادث بأنه “عار الهند” وأنه “لن يسلم أي مذنب … ما حدث مع بنات مانيبور أمر لا يغتفر”.

لكن العديد من الهنود يتساءلون عن سبب صمته كل هذا الوقت للحديث عن ما يجري في مانيبور.

نشرت الحكومة الهندية 40 ألف جندي وقوات شبه عسكرية وشرطة في الولاية في محاولة لوقف موجة العنف الأخيرة. حتى الآن ترفض الحكومة تلبية دعوات زعماء القبائل لفرض حكم مباشر عليها.

لكن العنف استمر في الانتشار وأجبر المزيد من القرويين على ترك منازلهم.

من يحكم مانيبور؟

يدير حزب بهاراتيا جاناتا الذي ينتمي إليه مودي ويحكم الهند، حكومة الولاية في مانيبور بقيادة إن بيرين سينغ الذي ينتمي لعرقية ميتي.

يسيطر أبناء ميتي أيضًا على 40 مقعدًا من مقاعد البرلمان الإقليمي البالغ عددها 60 مقعدًا رغم أن نسبتهم تبلغ 53 في المئة من السكان. يقول أبناء كوكي أن الحرب التي يشنها سينغ على زراعة الخشخاش التي تستخدم لصناعة الهيروين تستهدفت مناطق كوكي فقطـ، فيما اتهمت حكومة سينغ مسلحي كوكي كوكي بتحريض المجتمع ضد الحكومة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.