هل ينجح أردوغان في استعادة مكانة تركيا في المنطقة العربية؟

اردوغان وبن سلمان

Getty Images
تركيا بحاجة الى المال الخليجي لانتشال اقتصادها المتعثر

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوعان جولة في دول الخليج تشمل كلاً من السعودية والإمارات وقطر في أعقاب إعادة انتخابه رئيساً لتركيا لفترة رئاسية ثالثة.

وقد دشن الزعيم التركي جولته بزيارة السعودية التي وصلها نهار الاثنين الواقع في 17 يوليو/ تموز 2023 حيث التقى بملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان.

وأعلن وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان عن توقيع اتفاقية مع شركة بايكار لصناعة الطائرات المسيرة التي يملكها صهر أردوغان لتزويد بلاده بطائرات مسيرة دون الإفصاح عن عددها أو قيمة الصفقة.

وأكد أردوغان وكبار المسؤولين الأتراك أن من بين أهداف الجولة هي الاستثمار والتجارة حيث تأمل تركيا في الحصول على المزيد من الاستثمارات الخليجية وتعزيز الصادرات التركية لهذه الدول.

تركيز المسؤولين الأتراك على الأهداف التجارية والاقتصادية للزيارة قد يكون مؤشراً على عمق الأزمة الاقتصادية التي تواجه تركيا إذ بلغ التضخم خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام 40 في المئة حسب الإحصاءات الرسمية فيما تتحدث مصادر مستقلة عن نسبة أعلى من تلك بكثير.

مكتب صيرفة في اسطنبول

Getty Images
تراجعت قيمة الليرة التركية 30 في المئة خلال هذا العام

ولا تزال الليرة التركية تشهد مزيداً من التراجع في قيمتها حيث فقدت 30 في المئة من قيمتها هذا العام رغم تراجع أردوغان عن سياسة الإبقاء على أسعار الفائدة منفخضة والاعلان عن رفعها من 8.5 الى 15 في المئة مؤخراً.

كما أن العجر في الميزال التجاري التركي بلغ خلال الأشهر الخمس الأولى من هذا العام أكثر من 37 مليار دولار وهو عجز قياسي.

وكانت تركيا قد حققت قفزات اقتصادية كبيرة في العقد الأول من القرن الحالي مع وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم حيث بلغ معدل نمو الناتج القومي عام 2011 اكثر من 10 في المئة بينما كانت النسبة خلال السنوات العشر السابقة أكثر من 7 في المئة.

واتبعت تركيا سياسة تصفير المشاكل مع دول الجوار وعلى رأسها سوريا وبدأت الصادرات التركية تتدفق بسلاسة على الأسواق الخليجية والمصرية وصولأ إلى القارة الأفريقية مروراً بسوريا والأردن.

لكن ربيع الثورات العربية خلط الأوراق فوقفت تركيا الى جانب المعارضة في التي سيطرت عليها تيارات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين في كل من مصر وسوريا وليبيا وما لبثت ان تدهورت علاقات تركيا بالسعودية والإمارات بعد وقوف البلدين إلى جانب الجيش المصري عندما أصاح بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.

كما أن الحصار الذي فرضتة دول الخليج على قطر عام 2017 ومسارعة تركيا إلى نشر قوات كوماندوس في الإمارة الخليجية الصغيرة الغنية ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018 أديا إلى شبه قطيعة تامة بين السعودية وتركيا.

ولم يتم تجاوز هذه المرحلة إلا قبل اقل من عامين حيث قام ولي عهد السعودية بزيارة الى تركيا العام الماضي بعد زيارة أردوغان للسعودية.

من جانبها دشنت السعودية مرحلة جديدة لعلاقاتها الإقليمية حيث أعادت العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد توسط الصين في حل الازمة بين البلدين كما أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية ودعت الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية مؤخراً.

لا شك أن تركيا قوة إقليمية يُعتد بها ولها دور مؤثر في عدد من ملفات المنطقة انطلاقا من سوريا مروراً بليبيا والقفقاس والحرب في أوكرانيا لكن هذه المكانة والادوار لم تُترجم إلى مكاسب إقتصادية تُذكر بل كانت لها تبعات إقتصادية وسياسية كبيرة مثل النزوح السوري الى تركيا.

يسعى أردوغان بوساطة روسية إلى تطبيع العلاقات مع سوريا فيما يرفض الأسد حتى الآن لقاء أردوغان من دون تعهد تركيا بسحب قواتها من سوريا.

لا بد ان تركيا تأمل في استعادة مكانتها السابقة وحضورها في المنطقة على الصعدين السياسي والإقتصادي عبر تطبيع علاقاتها مع الجوار الإقليمي، لكن الأوضاع الجيوسياسية التي كانت سائدة في المنطقة في العقد الأول من القرن الحالي اختلفت تماماً وعلى تركيا التعامل مع معطيات وظروف جديدة.

السعوديون باتوا أكثر حرصا ودقة في استغلال الاحتياطات المالية الضخمة التي يملكونها عبر الاستثمار في المجالات التي تعود عليهم بأعلى المكاسب. كما أنهم لا يتوانون عن استغلال هذه السيولة الضخمة لتحقيق اهداف سياسية تخدم مصلحة بلدهم.

  • هل تعتقدون أن تركيا قادرة على استعادة مكانتها السابقة في العالم العربي؟
  • هل ترون أن هناك تحولاً في السياسية الخارجية التركية مؤخراً؟
  • هل ترون دوراً سعودياً أكثر حيوية في حلحلة أزمات المنطقة؟
  • ما فرص تنسيق السعودية وتركيا جهودهما لتحقيق الاستقرار في المنطقة؟
  • هل تخلت تركيا عن ما كان يعرف بـ “النزعة العثمانية الجديدة”؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 19 تموز/ يوليو 2023.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.