BBC

المسارح تجتذب جمهورا جديدا عبر الواقع الافتراضي

المسارح تجتذب جمهورا جديدا عبر الواقع الافتراضي

لقد شعرت روبرتا دويل بتوتر شديد عندما وجدت نفسها، بين اللاعبين في غرفة تبديل الملابس، وهم يتلقون التعليمات من جانب المدير الفني.

ورغم أنها كانت إحدى المشاهدات، إلا أن العرض المسرحي، الذي يتم تقديمه عبر الواقع الافتراضي، عبر نظارات “في أر” جعلت الموقف يبدو واقعيا بشكل لا يصدق.

وقالت “أنت في غرفة تبديل الملابس، وتحصل على رأي المدير الفني في أدائك خلال الشوط الأول، وهو ما جعلني أشعر بالتوتر، فقد كان هناك الكثير من العرق، والتلويح بالأصابع، لكنّ المشهد صنع بحرفية كبيرة، لقد كان مزعجا بشكل جيد”.

العرض المسرحي الذي يسمى “سمايل” يتناول حياة المدير الفني الأسطوري الراحل لفريق داندي يونايتيد، جيم ماكلين.

روبرتا عندما جاءت لمشاهدة العرض، كانت تتوقع أداءا مسرحيا اعتياديا، يتناول سيرة المدير الفني المفوه، لكنها لاحظت نظارات الواقع الافتراضي، وقررت أن تجربها، بدافع الفضول.

وقد تم إعداد المقطع الترويجي للعرض، من قبل شركة بوكس أوفيس، للواقع الافتراضي، والتي أسسها كيلمان وجيما غريغ.

ويرجو الزوجان أن ينتشر استخدام تلك التقنية في العروض المسرحية، خاصة في ظل جولاتهما، للترويج لها.

ورغم أنه ينبغي على كل شخص يريد مشاهدة العروض بهذه الطريقة أن يشتري نظارة الواقع الافتراضي الخاصة به، إلا أن الزوجين يعملان على تصميم واحدة رخيصة الثمن، مثل نظارة غوغل للواقع الافتراضي.

ولكي يتمكن المشاهد من الحصول على التجربة الفريدة، يجب عليه أن يدمج هاتفة النقال، في نظارة الواقع الافتراضي، وبعد ذلك يتم لصق النظارات الورقية حول الرأس وتوصيلها بالسماعات.

ولاحقا يبدأ التطبيق، في عرض تسجيل للمشهد المسرحي، من خلال الهاتف النقال، لتقوم النظارات بتكبير المشهد وتحويله للعرض في محيط 180 درجة، مع الصوت والمؤثرات.

ويستهدف هذا المقطع الترويجي، الأشخاص الذين لا يخططون للذهاب للمسرح، أو لا يستطيعون الذهاب جسديا.

وحتى الآن لا يستخدم التطبيق إلا 100 شخص، بعد تحميل المقطع الترويجي من موقع شركة بوكس أوفيس للواقع الافتراضي.

وقد صورت الشركة عدة مقاطع أخرى أحدها لعرض مسرحي في لندن.

ورغم ذلك لا يتوقع أن يجتذب ذلك الشركات الضخمة التي تعمل في مجال الواقع الافتراضي، مثل شركة ميتا، المالكة لفيس بوك، أو أبل التي أطلقت نظامها الخاص للواقع الافتراضي، مؤخرا.

لكن بالنسبة للمسارح الصغيرة، التي تفتقر إلى المال، يكون الترحيب بهذه التقنية، أمرا مفيدا، كما أنها تساعد في تقديم خبرة العروض المسرحية للأطفال.

وتستخدم ليزا كيلبرايد، مدرسة الدراما في إحدى مدارس داندي، تقنية الواقع الافتراضي، ومقاطع شركة بوكس أوفيس، لجذب التلاميذ إلى حب المسرح، ونشر الوعي المسرحي بينهم.

وبما أن المدرسة تقع في منطقة ريفية، فيجب على أي طفل أن يسافر نحو ساعة بالسيارة، للوصول إلى أقرب مسرح، وهو أمر شديد الصعوبة.

وتشمل دراسة الدراما في المدرسة الكثير من الأمور، التي تتخطى مجرد التمثيل، إلى العادات والتقاليد الاسكتلندية، المتعلقة بالصوت والضوء، والإخراج المسرحي.

وقد أثارت نظارات الواقع الافتراضي حماس تلاميذ ليزا الذين يتراوح عمرهم بين 12 و13 عاما، بحيث لا يفوت أي واحد منهم الفرصة لتجربتها.

وتعتبر ليزا أن التقنية تدعم جهدها التدريسي، وتقول “من السهل الإيقاف، والإعادة، أو تشغيل المقاطع، بينما يناقش الطلاب الأمور المتعلقة بالضوء والصوت، والديكورات”.

وتضيف “لو قال أحد التلاميذ بعد مشاهدة المقاطع إنه يرغب في الذهاب إلى المسرح أشعر بالرضى عما أقدم”.

وترغب ليزا أن يكون طلابها على احتكاك بعالم آخر، من التفاصيل التي تحيط بالعروض المسرحية، وعندما تسألهم عن سبب تحريك رؤوسهم خلال المتابعة يجيبون بالقول إنهم “يتابعون المسرح نفسه”.

ويعرف مدير الاستثمار في مدرسة مقاطعة داندي ليام سينكلير، كل شيء يتعلق بآثار التعرض المبكر للتلاميذ للعروض المسرحية، فهم يدين بمسيرته المهنية “لمدرس الدراما المبدع، في المدرسة” والذي تركه عاشقا للمسرح وتفاصيله.

ويصف سينكلير كيف تساهم الابتسامة في جذب جمهور جديد يحب كرة القدم والمسرح لحضور العرض المتعلق بفريق المدينة.

وقد ساهمت شركة بوكس أوفيس للواقع الافتراضي في إبهار أقارب المدير الفني الراحل للفريق، جيم ماكلين.

وقد حضرت أسرة جيم العرض وعبروا عن سعادتهم بينما كانوا يضعون نظارات الواقع الافتراضي، ويستمعون إلى تعليماته في غرفة تبديل الملابس، حتى أنهم بكوا بشدة، قائلين “لقد كان الأمر واقعيا بشكل كبير، وكأنما جيم كان حاضرا معنا”.

وتقدم تقنية الواقع الافتراضي، خبرة ذاتية، وشخصية بشكل يفوق العروض المسرحية المعتادة.

BBC Arabic

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

زر الذهاب إلى الأعلى