السجن لعشرة رجال قتلوا فتى مسلما في ولاية جاركاند الهندية

تبريز أنصاري

BBC Hindi
انتشر على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر أنصاري وهو يتوسل من أجل الرأفة به.

حكمت محكمة هندية بالسجن عشر سنوات على عشرة رجال؛ بعد ضربهم رجلا مسلما حتى الموت، قبل أربعة أعوام.

توفي تبريز أنصاري، 24 عاما، بعد أيام قليلة من تعرضه للضرب المبرح على أيدي أشخاص اتهموه بسرقة دراجة نارية في ولاية جاركاند شرقي البلاد.

وفي ذلك الوقت، انتشر على نطاق واسع شريط فيديو يُظهر المعتدين وهم يجبرون أنصاري على ترديد هتافات تمجد الآلهة الهندوسية، وظهر أنصاري في شريط الفيديو- الذي أثار موجة غضب كبيرة – وهو يلتمس الرأفة به.

وزعمت عائلة الفتى أن الشرطة – التي حبسته في وقت لاحق – حرمته من العلاج رغم تعرضه لجروح جراء الاعتداء.

ونفت شرطة ولاية جاركاند ارتكاب أي مخالفات بحق أنصاري.

الدعاء الهندوسي الذي تحول إلى شعار تحريض ضد المسلمين

مسلمو الهند: لماذا تهدم السلطات في ولاية ماديا براديش منازل المسلمين؟

الإسلاموفوبيا: قصة هنود ينشرون الكراهية ضد الإسلام والنساء عبر الإنترنت

وفي شريط الفيديو الذي صُوّر ليلة 19 يونيو/ حزيران عام 2019، يظهر أنصاري مرعوبا ويداه مربوطتان بعمود كهرباء، ويتعرض للاعتداء من جانب أفراد عصابة، بينما غطت الدماء وجهه.

وأجبر المعتدون الفتى على ترديد الهتاف القائل “جاي شري رام” لعدة مرات، والذي يعني بالهندوسية “يحيا الإله رام” أو “النصر للإله رام”.

ونفذ أنصاري ما أُجبر عليه، لكن أفراد العصابة استمروا في الاعتداء عليه طوال الليل، وفي اليوم التالي سلموه للشرطة، التي اعتقلته بتهمة السرقة.

وزعمت عائلة أنصاري حينها، أن الشرطة منعتهم من زيارته في سجنه.

في 22 يونيو/ حزيران، اشتكى أنصاري من الغثيان والقيء وألم في الصدر، وتم نقله إلى المستشفى لكنه توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال الاعتداء.

والأسبوع الماضي، أدان قاضي المحكمة الابتدائية أميت شيخار الرجال العشرة، الذين حُكم عليهم بأنهم “مذنبون بارتكاب جريمة قتل لا ترقى إلى مرتبة القتل العمد”.

وتعرضت الشرطة لانتقادات لاذعة؛ بعدما امتنعت عن توجيه تهمة القتل العمد للمتهمين. ولاحقا أقرت الشرطة في ورقة الاتهام التكميلية، بصحة جريمة القتل ضد جميع المتهمين.

ومع ذلك، قال القاضي إنه لا توجد أدلة كافية لإدانة المتهمين بارتكاب جريمة قتل.

إغلاق تطبيق يعرض نساء مسلمات للبيع بالمزاد في الهند

حقوق المرأة: اعتقال شخص عرض بيع نساء مسلمات في مزاد وهمي في الهند

أنصاري الذي أعدم خارج نطاق القانون على يد حشد من الهندوس، ليس حالة فردية. فخلال السنوات الأخيرة تم الإبلاغ عن العديد من الحوادث المماثلة في الهند، حيث تعرض مسلمون للاعتداء من قِبل ما يعرف بـ “حراس البقر”، الذين يعتدون على المسلمين بسبب سماعهم شائعات بأنهم أكلوا لحم البقر، أو أنهم حاولوا تهريبها – ويعتبر الكثير من الهندوس حيوان البقر مقدسا ولا يجوز ذبحه. كما أن ذبح البقر يعد أمرا غير قانوني في العديد من الولايات الهندية.

وقد أدان معارضون سياسيون الاعتداء على الأقليات الدينية. وكان زعيم حزب المؤتمر راهول غاندي، قد وصف إعدام أنصاري بأنه “وصمة عار على الإنسانية”.

ويقول منتقدون إن أعمال العنف ضد المسلمين تصاعدت وتيرتها منذ عام 2014 – في ظل الحكومة القومية الهندوسية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

ويرى المنتقدون أن رئيس الوزراء لم يُدن مثل هذه الاعتداءات بالسرعة المطلوبة أو القوة الكافية.

وتنفي الحكومة مزاعم المنتقدين وتشير إلى أنه بعد أيام من مقتل أنصاري، قال مودي إنه “تألم” من الهجوم.

وفي وقت سابق، قال مودي أيضا إن “قتل الناس باسم بقرة” أمر “غير مقبول”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.