الأمم المتحدة: مؤسسة معنية بتحديد مصير المفقودين في سوريا تثير جدلا

مظاهرة لإطلاق سراح المعتقلين في السجون السورية

Getty Images
مظاهرة لإطلاق سراح المعتقلين في السجون السورية

تصدر الحديث عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة معنية بتحديد مصير المفقودين في سوريا مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية.

وشارك في صياغة مشروع القرار كل من لكسمبرغ وألبانيا وبلجيكا والرأس الأخضر وجمهورية الدومينيكان ومقدونيا.

فما هو هذا القرار؟

وينص القرار على إنشاء “المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا، لجلاء مصير ومكان جميع المفقودين” الذين تقدر منظمات غير حكومية عددهم بأكثر 100 ألف شخص منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011.

ويشير القرار الذي تبنته الجمعية العامة بأغلبية 83 صوتا مقابل 11 ضده وامتناع 62 عن التصويت.

وكانت أغلب الدول الغربية قد صوتت لمصلحة القرار في حين لم تصوت له من الدول العربية سوى قطر والكويت، وامتنعت 13 دولة عن التصويت هي: لبنان والعراق ومصر والسعودية والجزائر والبحرين والمغرب والإمارات وجيبوتي واليمن والأردن وعمان وتونس، فيما رفضته الصين وروسيا وكوريا الشمالية وكوبا وإيران وغيرها.

https://twitter.com/unnewsarabic/status/1674550274625511425?s=46&t=lsjpWK5boD3Yjjp83FY0wQ

قرار تاريخي طال انتظاره

وصفت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا قرار إنشاء المؤسسة بـ “التاريخي”.

وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو في بيان إن هذه الخطوة طال انتظارها من قبل المجتمع الدولي، “وقد جاءت أخيرا لمساعدة عائلات جميع من اختفوا قسرا وخُطفوا وعُذبوا واُحتجزوا في الحبس التعسفي بمعزل عن العالم الخارجي على مدى السنوات الـ 12 الماضية”.

وأضاف أن العائلات “تُركت بمفردها في بحثها عن أحبائها لفترة طويلة جدا”، مشيرا إلى أن هذه “المؤسسة ضرورة إنسانية وتكمل الجهود نحو تحقيق المساءلة”.

https://twitter.com/uncoisyria/status/1674512995777380352?s=46&t=lsjpWK5boD3Yjjp83FY0wQ

سوريا ترفض القرار

ومن جهته وصف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير بسام صباغ اللجنة بـ “المسيسة”.

وأضاف أن بلاده “حريصة على التعامل مع هذه المسألة الإنسانية، إلا أنها ترفض نهج التسييس الذي تم السير به بشأنها، وتؤكد على أن المسائل الإنسانية لا يمكن تجزئتها، ولا يمكن التعامل معها بانتقائية”. على حد تعبيره.

وقال إن بلاده “لم تكن طرفا في أي من هذه المناقشات التي جرت ولم يتم دعوتها إليها ولم يتم التشاور معها بشأن إنشاء هذه المؤسسة”.

https://twitter.com/asharqnewssyr/status/1674719427865001991?s=46&t=lsjpWK5boD3Yjjp83FY0wQ

مواقع التواصل الاجتماعي

وبالعودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فقد انقسم ناشطون بين مؤيد ومعارض للقرار.

وانتقد كثيرون الأمم المتحدة واصفين القرار بالغير منصف.

فقالت الإعلامية السورية علا شفيع: “الأمم المتحدة تنشئ مؤسسة مستقلة للكشف عن مصير حوالي 100 ألف مفقود في سوريا بناء على طلب أهاليهم ومنظمات حقوق الإنسان .

وأضافت: “وماذا عن المفقودين عند داعش والنصرة والحزب التركستاني والجيش اللاوطني وتركيا وقسد هؤلاء ليس لديهم “أهل” ولا “حقوق انسان”؟ اشملوهم بقراركم إن كنتم منصفين

https://twitter.com/shafiee_ola/status/1674692886418391042?s=46&t=lsjpWK5boD3Yjjp83FY0wQ

وفي المقابل قال الناشط في حقوق الإنسان أيمن سرور: “قرار تاريخي من الأمم المتحدة‬⁩ ولو كان به وحوله كثير من التفصيلات.

وأضاف: “أصبح لضحايا الاخفاء القسري والقتل خارج اطار القانون وباقي الجرائم في سوريا‬⁩ الذين فقدوا كيان يبحث ويحصي ويعمل لصالحهم. الاساس والفكرة يجب ان تنطبق على كل/باقي الدول والمناطق في كل العالم‬⁩”.

https://twitter.com/ayman_sorour/status/1674757670505414661?s=46&t=lsjpWK5boD3Yjjp83FY0wQ

وانتقد كثيرون الدول العربية التي لم تصوت للقرار والدول التي امتنعت عن التصويت.

فقال الصحفي السوري قتيبة ياسين: “الأمم المتحدة اعتمدت مشروع قرار لإنشاء مؤسسة مستقلة للكشف عن مصير المختفين قسرياً في سوريا فقط قطر والكويت صوتتا لصالح القرار بينما بقية الدول العربية إما عارضت أو امتنعت عن التصويت.

‏وتساءل ياسين قائلا: “ما الذي يزعجهم بالكشف عن مصير مئات آلاف المعتقلين في المسالخ؟ ألا يدعون بأنهم يسعون لحل سياسي وأحد أهم بنوده إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصيرهم؟”

‏وختم قائلا: “بالنهاية القرار اعتمد وأصواتكم ذهبت في مهب الريح، 83 دولة صوتت بنعم و11 دولة صوتت بلا و 62 دولة امتنعت عن التصويت”

https://twitter.com/k7ybnd99/status/1674680007577223168?s=46&t=lsjpWK5boD3Yjjp83FY0wQ

ووصف آخرون الدول العربية التي لم تصوت “بالعار العربي” متسائلين ألا يشعرون مع أمهات الأطفال اللواتي لا يعرفن مصير أطفالهن المختفين من أكثر من عقد”. على حد قولهم.

https://twitter.com/abuhilalah/status/1674692658931855360?s=46&t=lsjpWK5boD3Yjjp83FY0wQ

إسرائيل تصوت للقرار

وكانت إسرائيل من الدول التي صوتت لقرار الأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة معنية بتحديد مصير المفقودين في سوريا.

فقال إيدي كوهين بعد حديثه عن مشروع القرار والدول التي امتنعت عن التصويت للقرار : “عار عليكم أيها العرب والمسلمون أن تخونوا دماء وتضحيات الشعب السوري ‏عار عليكم أيها العرب والمسلمون خيانة الشعب السوري الذي مد يده لمساعدتكم جميعًا في كل الظروف عار عليكم دعم وصوت إسرائيل لقضية إنسانية في دولة عربية مسلمة بئسكم من بشر”.

https://twitter.com/edycohen/status/1674640770047913985?s=46&t=lsjpWK5boD3Yjjp83FY0wQ

منظمات حقوقية سورية

وأكدت منظمات حقوقية سورية في مقت سابق دعمها لإنشاء آلية مستقلة، دولية وشاملة للتعامل مع ملف الأشخاص المفقودين في سوريا، بما يتماشى مع الطلبات السابقة التي قدمتها عائلات المفقودين.

وأشارت المنظمات في بيان مشترك إلى أن أزمة الأشخاص المفقودين تمس جميع جهودنا لأنها تمس حياة جميع السوريين. وعززت أحداث الشهر الماضي عزمنا وأكدت على ضرورة التقدم بهذه المسألة، حيث بات مصير عشرات الآلاف من الأشخاص المحتجزين في الحسبان.

وطالب البيان المشترك إلى ضرورة تنسيق عمليات الإفراج بصورة إنسانية، وإيصال معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب، والتأكد من مصير من لا يزالون في عداد المفقودين أمر واضح.

وجددت المنظمات الموقعة مطالبتها بإنشاء آلية دولية مستقلة ومركزية لتنسيق ودعم الإفراج عن المعتقلين والبحث عن المفقودين وتجديد التزامنا بدعم جهود هذه الآلية حيث نعمل جميعًا لتأمين إطلاق سراح المختفين قسراً لدى مختلف أطراف النزاع وإحلال السلام لأسرهم.

https://twitter.com/sn4hr/status/1674742073965297668?s=46&t=lsjpWK5boD3Yjjp83FY0wQ

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.