روسيا وأوكرانيا: موسكو “تفلت مرة أخرى” من قبضة الغرب – الإندبندنت

زيلينسكي سوناك

PA Media
زيلينسكي يلتقي سوناك على هامش قمة مجموعة الدول السبع

نشرت صحيفة الإنبندنت في نسختها الإلكترونية مقالا افتتاحيا تناول حضور الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، قمة مجموعة الدول السبع، وترى فيه أن روسيا نجحت مرة أخرى في الإفلات من العقوبات الغربية.

وتقول الإندبندنت إن الاقتصاد الروسي عاني من العزلة ومن الانسحاب المفاجي للتجارة والاستثمارات الغربية، لكنه لم “يختنق” من العقوبات المفروضة عليه.

وتضيف أن هناك مؤشرات على أن روسيا تمكنت بالفعل من تحاشي بعض هذه العقوبات.

فالمعاملات التجارية مع القوى الصديقة مثل الصين والهند شهدت تزايدا ملحوظا، منذ بداية الحرب. واستفادت روسيا أيضا من الخبرة التي تمتلكها إيران وكوريا الشمالية، بعد سنوات من العقوبات عليهما.

إلى جانب ذلك، تذكر الصحيفة أن السعودية رفضت رفع إنتاج النفط من أجل تجنب كساد عالمي، كما رفضت أن تفرض عقوبات على روسيا.

وتحدثت الصحيفة عن حليف ناشئ هو جنوب أفريقيا التي قالت عنها إنها شاركت في مناورات بحرية مشتركة متهورة مع روسيا، وربما في عمليات أخرى أكثر شؤما. بينما تواصل الصين الدور الذي أعطته لنفسها بصناعة السلم العالمي.

وتقول الصحيفة إنه من حسن حظ زيلينسكي أن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي حضر قمة مجموعة الدول السبع، وربما أقنعه زعماء العالم بالتخلي عن أوهامه بشأن بوتين وبأن يفعل ما هو صواب.

لكن مجموعة الدول السبع تواجه صعوبة فرض عقوبات ثانوية على الهند والصين والسعودية وجنوب أفريقيا، ودول أخرى مهمة من أجل إنجاح العقوبات الأصلية.

وهذا قد يؤدي إل رد فعل من هذه الدول بإجراءات حمائية تتسبب في تراجع النمو الاقتصادي العالمي، ولا يؤثر على الآلة الحربية الروسية.

وتشير الإندبندنت إلى تردد الدول الغربية في إمداد أوكرانيا بالطائرات التي تمنحها التفوق الجوي في الحرب وترى أن موقف الدول الغربية بشأن الطائرات الحربية فيه خيانة لأوكرانيا.

“مجازر المرتزقة”

فاغنر

Reuters
مجموعة فاغنر موجودة بمقاتليها في العديد من الدول الأفريقية والعربية

ونشرت صحيفة الأوبزرفر تقريرا كتبه، جيسون بيرك، عن جرائم يعتقد أن مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية ارتكبوها في مالي.

وتنقل الصحيفة عن تقرير للأمم المتحدة جاء فيه أن المئات قتلوا في بلدة مورا بمنطقة موبتي في مالي على يد جنود تشرف عليهم مجموعة المرتزقة الروس، وأن أغلب القتلى من المدنيين العزل. وأحصى التقرير مقتل 500 شخص على يد الجيش المالي ومقاتلين أجانب يعتقد أنهم من مرتزقة فاغنر، الذين يديرهم يفغيني بريغوجسين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتقول الصحيفة إن هذا التقرير يكشف حجم انتهاكات حقوق الإنسان من قبل مجموعة فاغنر التي تعمل في ست دول أفريقية أخرى على الأقل، وكذلك في سوريا، وليبيا.

وكان مرتزقة فاغنر في الأشهر الأخيرة رأس الحربة في زحف القوات الروسية على مدينة باخموت الأوكرانية، التي شهدت معارك طاحنة ودمارا واسعا.

وتتهم مجموعة فاغنر، حسب الأوبزرفر، بارتكاب مجازر في مالي، ودول أخرى بمنطقة الساحل الأفريقية. وتحدث شهود عن مشاركة المرتزقة في معارك بجمهورية أفريقيا الوسطى أيضا، في الأشهر الأخيرة.

وتذكر الصحيفة أن انسحاب فرنسا والولايات المتحدة من أفريقيا أفسح المجال لروسيا لتتدخل وتملأ الفراغ، من خلال الدبلواماسية، وباستعمال مجموعة فاغنر التي تعرض خدماتها الأمنية والعسكرية على أنظمة الحكم في محاربة الجماعات المسلحة أو قمع المعارضة الداخلية.

ويزعم مسؤولون غربيون أن الكريملن يستعمل فاغنر لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية في أفريقيا، ويصاحب ذلك بحملات واسعة من التضليل الإعلامي.

وسجل محللون تزايد أعمال العنف حيثما انتشرت قوات فاغنر دون أن تحقق الحكومات مكاسب عسكرية على الأرض. فقد انسحب المرتزقة الروس في 2019 من موزمبيق بعد تكبدهم خسائر فادحة أمام الجماعات الإسلامية المسلحة هناك، لكن القوات النظامية الرواندية تمكنت من القضاء عليها.

وتذكر الأوبزرفر أن مجرزة مورا في مالي تختلف عن المجازر التي تنسب إلى مرتزقة فاغنر لأن التقرير كشف عن إعدامات جماعية، واغتصاب وتعذيب في نزاع مسلح، وكلها قد تصل إلى جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية.

“المعركة الجوية هي الفيصل”

خسائر

EPA
خسائر سببتها طائرات مسيرة روسية في كييف

ونشرت صحيفة التايمز مقالا كتبه، مايكل كلارك، يرى فيه أن فرصة أوكرانيا في هذه الحرب هي منظومة الدفاع باتريوت، وقد شرع الجيش الأوكراني في تشغيل بطاريتين، من الولايات المتحدة وألمانيا.

ويذكر مايكل أن باتريوت يتصدى لكل شيء في الجو، بما في ذلك الصواريخ الباليستية. وقد نجحت بطاريات باتريوت في إسقاط صواريخ كينزال الروسية التي تفاخر بوتين بأنها عصية على الدفاعات الجوية. ولا عجب، حسب الكاتب، أن تحرص روسيا على استهداف بطاريات باتريوت الأوكرانية.

ويرى الكاتب أن خطة روسيا هي إمطار الدفاعات الأوكرانية بالصورايخ والقنابل، بهدف استنفاد طاقاتها الدفاعية. فقد شنت موسكو 15 موجة من الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على الأراضي الأوكرانية.

ويذكر مايكل أن القوات الأوكرانية أبلت بلاء حسنا أمام هذه الهجمات، إذ تمكنت من التصدي لنسبة 90 في المئة من الصواريخ والطائرات المسيرة. فقد استعملت الطائرات المسيرة الإيرانية شاهد 136 كثيرا، لكن تبين أن التشويش عليها وإسقاطها أسهل، لكنها أرخص أيضا.

ويبدو أن روسيا تملك أعدادا كبيرة منها وتستعملها بهدف إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية واستنفاد ذخيرتها.

وفي المقابل، يرى الكاتب أن أوكرانيا كانت فعالة ومحظوظة في العمليات الأخيرة وعليها أن تحافظ على ذلك في الفترة المقبلة.

ويضيف أن أوكرانيا بحاجة الآن إلى المقاتلات الغربية لخوض المعركة قبل أن تسقط عليها القنابل الروسية، وقد وعد الرئيس الأمريكي، جون بايدن بإرسال طائرات إف 16، وهو قرار سيكون له، حسب الكاتب، تأثير كبير على حظوظ أوكرانيا في الحرب في الخريف.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.