اليوم العالمي لحرية الصحافة: تقرير يحذر من تنامي العداء للصحافة

حذرت منظمة “مراسلون بلاد حدود” من تعرض الصحفيين حول العالم، لهجوم غير مسبوق من الحكومات.

وقالت المنظمة في تقريرها السنوي إن السلطات تصبح أكثر عدائية تجاه المراسلين.

وحذر التقرير من تصاعد العداء الشعبي للصحافة نتيجة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.

وبحسب منظمة “مراسلون بلا حدود”، قتل 55 صحفيا وأربعة عاملين في مجال الإعلام عام 2022.

وحذرت من خلال التقرير من أن بيئة العمل الصحفي “أصبحت سيئة” بشكل غير مسبوق في سبع دول من أصل عشرة.

ومن بين الدول التي تراجعت في التصنيف، الهند – أكبر دولة ديمقراطية في العالم من حيث عدد السكان- وأتت في المركز 161 من بين 180 دولة في الترتيب.

وجاء في التقرير أن العديد من الصحفيين الذين انتقدوا رئيس الوزراء نارندا مودي وحكومته، تعرضوا لمضايقات من أنصاره.

واقتحم عناصر دائرة الضرائب مكاتب بي بي سي في نيودلهي في شباط/فبراير 2023، ولك بعد أسبوع على عرض القناة لفيلم وثائقي ينتقد مودي في بريطانيا.

وانتقد التقرير تركيز ملكية وسائل الإعلام في الهند، والتي يسيطر على معظمها حلفاء لمودي، ما يحول المشهد الإعلامي إلى “حزبي سياسي”.

وأشار إلى أن وضع حرية الصحافة “خطير للغاية” في 31 دولة مختلفة غير مسبوقة، من بينها تركيا وروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.

وتراجعت تركيا إلى المركز 165 في التصنيف، ولفت التقرير إلى مقاضاة العديد من الصحفيين في الفترة التي سبقت الانتخابات التي ستجري في 14 أيار/مايو.

وسجلت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تراجعا طفيفا، وسط انتقاد منظمة “مراسلون بلا حدود” توقيف الصحفيين البريطانيين أثناء تغطية الاحتجاجات، والافتقار إلى التعددية في ملكية وسائل الإعلام، و”مقترحات تشريعية تداعياتها مقلقة على الصحافة”.

وذكر التقرير بالإضافة إلى التحديات التي تفرضها السلطات، أن المشهد الرقمي يزيد من تدهور ظروف الصحفيين.

وحذّر من أن “القدرة غير المسبوقة على العبث بالمحتوى تُستخدم لتقويض أولئك الذين يجسدون الصحافة الجيدة، ولإضعاف الصحافة نفسها”.

وأضاف أن قدرة الذكاء الاصطناعي على خلق ما يبدو وكأنه صحافة، تعني تجاوز “مبادئ الصرامة والمصداقية” بسهولة.

وأشارت المنظمة أيضا إلى قرار إيلون ماسك الأخير المتعلق بشراء منصة تويتر، وقالت إن التغييرات التي أجراها على المنصة – بما في ذلك الدفع مقابل شارة التحقق – كانت بمثابة “الرمال المتحركة” بالنسبة للصحافة.

وتصدرت الدول الأوروبية التصنيف، مع الإشارة إلى أن تيمور الشرقية، هي الدولة الوحيدة خارج الاتحاد الأوروبي التي أتت ضمن المراتب العشرة الأولى.

وحققت دول الشمال أداءً جيدا في التصنيف العالمي، وجاءت النرويج في المرتبة الأولى ونالت الإشادة بسبب المشهد الإعلامي “النابض بالحياة” و”القوي”. واحتلت الدنمارك المرتبة الثالثة. وأتت السويد في المرتبة الرابعة، وفنلندا في المرتبة الخامسة.

وأتت كل من أيرلندا وهولندا وليتوانيا وإستونيا والبرتغال ضمن المراكز العشرة الأولى.

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حديثه قبل اليوم العالمي لحرية الصحافة، قائلاً إن “كل حريتنا تعتمد على حرية الصحافة”.