جاك تيكسيرا: لاعبو ألعاب الفيديو يتشاركون الأسرار العسكرية على الإنترنت

شكلت الأنباء الواردة بأن جندياً أمريكياً سرب معلومات سرية من خلال منتدى لألعاب الفيديو مفاجأة للكثيرين – لكن الخبراء يقولون إنها تسلط الضوء على تحدٍ جديد متزايد أمام أجهزة الأمن.

جاك تيكسيرا، الذي تم تجنيده في الحرس الوطني في القوات الجوية الأمريكية، تمكن من الوصول إلى وثائق حساسة وسرية للغاية، حول الحرب في أوكرانيا وقضايا أخرى، وقد اتُهم بتسريبها بحجة إقناع أصدقائه في مجموعة ديسكورد،حيث كان يقضي معظم وقته للتواصل، بوجهة نظره حول نقاشات عسكرية‏.

وديسكورد ‏هو برنامج تواصل اجتماعي مجاني صُمم خصيصاً لمجتمع الألعاب، ويضم أيضاً مجتمعات ذات اهتمامات أخرى. ويوفر الاتصالات النصية و الفيديو و الصوتية بين المستخدمين في قناة الدردشة.

وأصبح نشر المواد السرية في مجموعات دردشة ألعاب الفيديو أمراً شائعاً وزاد مؤخراً، وغالباً ما يكون للأشخاص الذين يقومون بتسريبها دوافع مختلفة تماماً عن المخبرين التقليديين.

لعبة حرب الرعد War Thunder المجانية هي لعبة محاكاة للمركبات القتالية من صنع شركة غايجين إنترتنمنت Gaijin Entertainment، وهي شركة روسية تأسست في بودابست. يستخدم اللاعبون الطائرات والمروحيات الهجومية والدبابات والمدفعية والأسلحة الأخرى لمحاربة الخصوم.

لطالما شارك عشاق لعبة الفيديو وثائق سرية، بما في ذلك دليل لاستخدام الطائرات المقاتلة الأمريكية.

يقول أحد اللاعبين الذي ذكر أن اسمه لوكس: “لا توجد لعبة أخرى مثل حرب الرعد “.

ويعرفُ نفسه على أنه شخص مهووس يحب المعدات العسكرية، وشغوف باللعبة.

وقال لوكاس: “بالنسبة للكثير منا كلاعبين، فإن الحديث عن الدبابات في المنتديات هو مثل حديث كبار السن عن أجهزة ضبط الوقت القديمة المفضلة لديهم”.ويضيف “لكن بعض الحمقى يأخذون أشياء كهذه على محمل الجد، وإذا كان متاحاً لهم الوصول إلى وثائق سرية تثبت وجهة نظرهم في المناقشة، فسوف يسربونها.”

يفتخر القائمون على لعبة حرب الرعد بواقعية أسلحتها، ولكن مدى واقعية هذه الأسلحة هو موضوع محل نقاش.

وفي محاولة للفوز بنقاش أو إثبات وجهة نظر على الإنترنت وإقناع المطورين بتحديث الأسلحة في اللعبة، سرب اللاعبون مراراً وثائق فنية سرية ودليل استخدام للمركبات العسكرية.

في يناير / كانون الثاني الماضي نشرت الوثائق العسكرية المتعلقة بالطائرة الأمريكية طراز إف-16 على الإنترنت من قبل لاعب في لعبة حرب الرعد وذلك أثناء نقاش حول قدرات الطائرة.

عند مناقشة أنظمة التحكم في الطيران والأسلحة بالطائرة، نشر أحد أعضاء المنتدى تفاصيل حول نظام يُعرف باسم لوحة تحكم المتاجر إس سي بي (SCP) ودعم حجته بمزيد من الوثائق، بما في ذلك دليل مستخدم الطيار.

حذر أحد مديري منتدى اللعبة من أن “حرب الرعد هي مجرد لعبة فيديو”. “توقفوا عن ارتكاب الجرائم الفيدرالية بسبب النقاشات على الإنترنت حول هذا الموضوع”.

ولكن بالنسبة لبعض اللاعبين الذين لديهم تصريح أمني، فإن النشر عبر الإنترنت يتفوق على العواقب المحتملة لخرق قوانين الأمن.

تقول راشيل كويرت: “يعتقد الناس أن عالم الإنترنت وغير المتصل بالإنترنت لهما علاقات منفصلة ومختلفة، لكن كلاهما يُنشئ صداقات مع شعور بالانتماء للمجتمع”.

كويرت وهي مديرة الأبحاث في تيك ثيس Take This، وهي منظمة غير ربحية تركز على الصحة العقلية والألعاب، تقول: “إن الرغبة في التأثير إلى جانب إزالة ما يسمى “الافتقار إلى ضبط النفس الذي يشعر به المرء عند الاتصال عبر الإنترنت” يمكن أن يكون مزيجاً ساماً.

“خلف لوحة المفاتيح، يتسم الناس بالقدرة على تجاوز الحدود لدرجة الوقاحة ويشعرون أنهم محصنون عن أي عواقب محتملة، لذا فإنهم يأخذون الأمور إلى أبعد مما يقومون به على المستوى الشخصي”.

“وللفوز بجدل أو لإثارة إعجاب الأشخاص الذين طورت صداقة معهم عبر الإنترنت، فإنهم يأخذون الأمور إلى أبعد من ذلك، إحدى الطرق للقيام بذلك؟ نشر مواد سرية”.

العديد من اللاعبين على جهاز محاكاة القتال لديهم إمكانية الوصول إلى المستندات- لكن يجب أن يكونوا على دراية أفضل، كما يحذر مستشار الصناعات الدفاعية نيكولاس دروموند.

يقول: “هناك خط واضح جداً بين المعلومات التي يمكنك مشاركتها والتي لا يمكنك مشاركتها”.

على الرغم من ذلك، سرب لاعبو حرب الرعد المستندات العسكرية سبع مرات على الأقل. وظهرت تفاصيل حول المعدات العسكرية الأمريكية والصينية والبريطانية والفرنسية في السنوات القليلة الماضية.

في يوليو/ تموز 2021 ، تم تسريب تفاصيل سرية تضمنت تسريب دليل المستخدم لدبابة القتال الرئيسية البريطانية تشالنجر 2.

في وقت لاحق ، ظهرت أيضاً معلومات مماثلة حول دبابة لوكلير الفرنسية والمروحية الهجومية الفرنسية الألمانية يوروكوبتر تايغر Eurocopter Tiger.

في يونيو /حزيران 2022 ، ظهرت أسرار عسكرية صينية على الإنترنت، حول نوع من الذخيرة المضادة للدبابات يستخدمها الجيش الصيني.

الوثائق التي سربها لاعبو اللعبة هي في المستويات الأدنى من التصنيف. لكنها لا تزال سرية – ونشرها قد يكون محفوفاً بالمخاطر.

غالباً ما تسعى الدول المعادية وراء تصميمات الأسلحة التي تعطي تفوقاً على العدو، يظن البعض أن إغراء الناس بالكشف عن الأسرار هو مجرد نسخة أخرى أكثر حداثة من طريقة اطصياد الأفراد الذين ليهم معلومات.

وتم الآن حذف كافة الوثائق من المنتدى.

يقول أنطون يودينتسيف، مؤسس شركة غايجين إنترتنمنت، الشركة المصنعة لحرب الرعد: “لاعبونا شغوفون جداً بحرب الرعد والمركبات العسكرية، وفي بعض الأحيان يكونون متحمسين للغاية”.

لكنه يقول إنه لا ينبغي للاعبين أن يمتنعوا عن تسريب الوثائق السرية إذا كانوا يريدون للمطورين تحديث اللعبة.

“سياستنا كانت واضحة دائماً؛ لن نقوم أبداً بإجراء تغييرات على اللعبة استناداً إلى معلومات بدون مصدر واضح وقانوني”.

ولكن بالنظر إلى الاتجاه المتزايد للاعبي ألعاب الفيديو لتسريب مواد سرية عبر الإنترنت – قد لا يلقى هذا التحذير آذاناً صاغية.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.