فقدان الشهية: الأمر لا يتعلق بخسارة الوزن فقط

تؤدي اضطرابات الأكل لخلق جو من العزلة والوحدة لمن يُعانون أعراضها، فكثيرون ممن شُخصوا باضطرابات الأكل يتمنون أن يُحاطوا بمجتمع داعم لهم.

مولي سميث عاشت تجربة العزلة والوحدة، بعد أن تم تشخيصها باضطراب فقدان الشهية في عمر الرابعة عشرة.

تبلغ مولي من العمر الآن تسعة عشرة عامًا، وتأمل أن يتمكن البودكاست الخاص بها والذي يتناول مواضيع عن اضطرابات الأكل، أن يكسر وصمة العار والمفاهيم الخاطئة بحق هذا الاضطراب.

وتُضيف مولي أنها كانت تتمنى لو حصلت على فرصة إطلاق هذه السلسة من البودكاست عندما كانت أصغر سناً.

و تقول خلال حديثها مع “بي بي سي نيوزبيت”: منذ أن تعافيت من المرض، وأنا متحمسة للغاية للحديث بصراحة عن اضطرابات الأكل; لأنني عندما كنت في حالة سيئة، شعرت أنه ليس هناك أحد يستطيع فهمي.

لذا عملت مولي على إنتاج بودكاست خاص بها ليكون صوت الأشخاص الذين يمرون بأشياء مماثلة.

• العلاج الكهربي “قد يعالج فقدان الشهية العصبي”
• كيف تتغير شهيتنا للطعام من مرحلة عمرية إلى أخرى؟
• الأكل بدافع انفعالي “سلوك يتعلمه الأطفال”

“ليست مسألة وزن فقط”

تريد مولي وهي من كامبريدج، تحدي فكرة أن اضطرابات الأكل تُعد اضطرابات جسدية بحتة.

وتقول إنه لو كان بإمكانها الاستماع إلى بودكاست مع شخص عادي مرَّ بشيء مماثل، لساعدها ذلك كثيرًا، ولكان أفضل من الاستماع لآراء المتخصصين والأطباء.

وتشير الشابة إلى أنَّ معظم الناس يعتقدون أن ذلك يتعلق بالكامل بخسارة الوزن، لكن عند كثير من الأشخاص يُعد فقدان الوزن مجرد أثر جانبي لاضطرابات الأكل.

بودكاست مولي يحمل عنوان “الوزن: يوميات أصحاب اضطرابات الأكل”، و يعرض البودكاست موضوعات عدة منها: الأكل بنهم ومواضيع مختلفة من وسائل التواصل الاجتماعي.

كما يُسلط الضوء على أهمية دور العائلات والأصدقاء، حيث لا تريد مولي أن يكون البودكاست مخصصًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل فقط، لذا استضافت مولي أفراد عائلتها، ودهشت عندما سمعت مدى الانزعاج الذي سببته لوالديها خلال فترة مرضها الشديدة، وتصف مولي فقدان الشهية بالمرض الأناني للغاية.

تم إنتاج بودكاست مولي بعد فوزها بجائزة Rachael Bland New Podcast، التي تم إطلاقها عام 2019 تكريماً لمقدمة بي بي سي “راشيل بلاند” والتي توفيت عام 2018 بسبب سرطان الثدي.

وشاركت “راشيل بلاند” في تقديم بودكاست ” You, Me and the Big C” الحائز على جوائز عدة، وتمت الإشادة به لمعالجته موضوع السرطان بطريقة صريحة، ويحصل الفائزون بجائزة “راشيل بلاند” على فرصة تطوير فكرة بودكاست مع هيئة الإذاعة البريطانية.

“بودكاست راشيل كان مذهلاً وتعلمت منه الكثير، لقد ألهمني عملها وعمل زملائها كثيرا وأتمنى حقًا أن يصل البودكاست الخاص بي إلى نفس الشريحة” تقول مولي.