الولايات المتحدة تدين وزير الأمن المكسيكي السابق بتهريب المخدرات والتعاون مع إل تشابو

وزير الأمن المكسيكي السابق جينارو غارسيا لونا مدان بالتهاون مع عصابات تجارة المخدرات

Getty Images
وزير الأمن المكسيكي السابق جينارو غارسيا لونا مدان بالتهاون مع عصابات تجارة المخدرات

أدانت هيئة محلفين أمريكية، المسؤول السابق عن حرب الحكومة المكسيكية على تجارة المخدرات وزير الأمن السابق جينارو غارسيا لونا، بتهمة تهريب المخدرات.

وبموجب الاتهامات فقد حصل الوزير السابق على ملايين الدولارات من أكبر جماعة إجرامية في المكسيك، كارتل سينالوا لتجارة المخدرات.

ودافع غارسيا لونا، الذي قُبض عليه في ولاية تكساس في 2019، عن نفسه ورفض الاتهامات وقال إنه غير مذنب.

وبعد الإدانة يواجه وزير الأمن السابق، 54 عاما، عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن.

وجاء الحكم بعد محاكمة استمرت أربعة أسابيع وثلاثة أيام ومداولات هيئة المحلفين في المحكمة الجزئية الأمريكية في بروكلين بنيويورك.

وقال ممثلو الادعاء إن الرئيس السابق لمكتب التحقيقات المكسيكي، الذي يعادل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، تلقى ملايين الدولارات في حقائب صغيرة من أعضاء ينتمون لعصابة كارتل سينالوا للمخدرات، التابعة لخواكين “إل تشابو” غوزمان.

مواجهات دامية في المكسيك بعد اعتقال نجل إمبراطور المخدرات

السجن مدى الحياة لـ”إمبراطور المخدرات” المكسيكي

كشف نفق لتهريب المخدرات بين الولايات المتحدة والمكسيك

وغادر غارسيا لونا، المكسيك إلى الولايات المتحدة بعد تركه منصبه، وهو المسؤول المكسيكي الأعلى رتبة الذي يحاكم في الولايات المتحدة.

وقال إيوان غريللو، وهو كاتب بريطاني مقيم في المكسيك وخبير في عالم الجريمة الخفي في المكسيك لبي بي سي نيوز، إن الإدانة لها “تداعيات كبيرة” على حرب حكومتي الولايات المتحدة والمكسيك ضد الفساد والجريمة المنظمة.

وأضاف غريللو أن هذا الحكم “قد يشجع ذلك المدعين على متابعة قضايا أخرى”. “لقد خاطر (المدعون) بشكل معين بعدم وجود أدلة مادية وجاءت الإدانة بناء على شهادة من تجار المخدرات”.

وأوضح أن إدانة غارسيا لونا يمكن أن تساعد أيضا في إثناء المسؤولين المكسيكيين (عن مواصلة العمل) خوفا من المحاكمة بتهمة “الفساد العلني”.

وقال: “إذا كنت عميلا مكسيكيا، فسوف تفكر في مقدار تعريض نفسك للإدانة من جانب الأمريكيين”.

امبراطور المخدرات" المكسيكي خواكين غوزمان، الشهير بـ"إل تشابو"

EPA
الإدعاء كشف تلقي الوزير المسكيكي السابق أموال من امبراطور المخدرات” المكسيكي خواكين غوزمان، الشهير بـ”إل تشابو”

شغل غارسيا لونا منصب رئيس الأمن العام خلال إدارة الرئيس فيليبي كالديرون، بين عامي 2006 و2012. وقبل ذلك، ترأس وكالة التحقيقات الفيدرالية المكسيكية من 2001 إلى 2006.

وبحسب التقارير فإن الوزير السابق، الذي يُعتبر على نطاق واسع مهندس حرب المكسيك على المخدرات، تبادل المعلومات مع كارتل سينالوا للمخدرات حول منافسيها وحذر المجموعة من عمليات ضدهم من جانب قوات إنفاذ القانون.

وهي الاتهامات التي نفاها غارسيا لونا.

وظهرت الادعاءات ضد تورط غارسيا لونا مع كارتل سينالوا لأول مرة خلال محاكمة ضد الزعيم غوزمان، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 30 عاما في عام 2019.

وشهد عضو سابق في العصابة يُدعى جيسوس “ري” زامبادا، خلال محاكمة غوزمان بأنه قدّم دفعات بملايين الدولارات إلى الوزير غارسيا لونا.

وبُنيت القضية المرفوعة ضد الوزير السابق على شهادة تسعة شهود متعاونين، معظمهم من أعضاء العصابة المدانين، بمن فيهم زامبادا.

ورفض غارسيا لونا الإدلاء بشهادته في المحاكمة، لكن زوجته ليندا كريستينا بيريرا، تولت الدفاع عنه وحاولت إظهار ضعف مواردهم المالية وأسلوب حياتهم.

إمبراطورية الكوكايين العالمية

وأكدت المدعية العامة الأمريكية ساريثا كوماتيريدي، في مرافعتها الختامية أثناء المحاكمة إن عصابة كارتل سينالوا لم تكن لتبني “إمبراطورية كوكايين عالمية” بدون مساعدة غارسيا لونا.

وقالت: “لقد دفعوا للمدعي عليه رشاوى من أجل الحماية”. “وقد حصلوا على ما دفعوا من أجله”.

بينما دافع محامو غارسيا لونا عنه مؤكدين أن الشهود كانوا يشهدون ضده “لإنقاذ أنفسهم” بعد ارتكاب “جرائم مروعة”.

في حين أكد أليخاندرو هوب، وهو مسؤول مخابرات مكسيكي سابق، على أن الإدانة لن تكون مفاجئة لأولئك الذين يتابعون المحاكمة عن كثب في المكسيك.

وقال لبي بي سي نيوز: “كان الأمر كافيا بالتأكيد لإقناع هيئة المحلفين، على الرغم من أن كثيرين آخرين لن يقتنعوا”.

وأضاف أن الإدانة يمكن أن “تعقد بعض أجزاء” التعاون الأمريكي المكسيكي.

وأضاف “لن يكون هناك أي نوع من وقف التعاون أو الخلاف المفتوح”. “لكن … من المعروف أن الولايات المتحدة تضع أعينها على المسؤولين المكسيكيين. بالنسبة للبعض، هذا سيجعل الأمور صعبة.”

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.