الغزو الروسي لأوكرانيا: فلودومير زيلينسكي يناشد الحلفاء الغربيين تزويد بلده بالدبابات

وجه الرئيس الأوكراني، فولوديمر زيلينسكي، نداءً مباشرًا لإرسال دبابات لبلاده في محادثات أزمة شارك فيها عشرات من الحلفاء الغربيين في جنوب ألمانيا.

وتعهدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالفعل بإرسال المزيد من الأسلحة.

لكن زيلينسكي قال لوزراء الدفاع في قاعدة رامشتاين الجوية: “الإعراب عن الشكر لا يماثل تقديم مئات الدبابات”.

وتتعرض ألمانيا على وجه الخصوص لضغوط متزايدة لإرسال دباباتها من طراز ليوبارد 2، والسماح لدول أخرى بتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد الخاصة بها.

وبموجب القانون الألماني، يتعين على الحكومة في برلين منح الإذن قبل أن تلتزم دول مثل بولندا أو فنلندا بإعادة تصدير الدبابات.

وتجمع وزراء دفاع من أكثر من 50 دولة في القاعدة الجوية يوم الجمعة، بعد يوم من تعهد عدة دول بمزيد من المعدات لمساعدة أوكرانيا في صد مزيد من الحملات الروسية. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الوقت قد حان “لبذل المزيد من الجهود”.

وبعد ما يقرب من 11 شهرًا من الحرب الروسية في أوكرانيا، تعتقد شخصيات عسكرية في الناتو أن موسكو تخطط لشن هجوم في الربيع مع تعزيز أعداد القوات عن طريق تعبئة جزئية منذ نهاية سبتمبر/أيلول.

ويرى المسؤولون الغربيون “فرصة” محتملة في الأسابيع المقبلة لأوكرانيا لرد القوات الروسية. ويقولون إن موسكو تعاني من نقص في الذخيرة والقوات المدربة، على الرغم من الجهود المبذولة لتجديد المخزونات وحشد قوات إضافية.

ومن جانبها، حذرت روسيا الدول الغربية من أن تقديم الدبابات لعدوها يمثل تصعيدًا “خطيرًا للغاية” في الصراع.

وأعلنت بريطانيا بالفعل أنها سترسل 14 دبابة قتالية من طراز تشالنجر 2. لكن كييف تريد المزيد من الدبابات، وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إنه يأمل أن “يسمع جميع الحلفاء الخمسين رسالة مفادها أن توفير الدبابات جزء من عام 2023”.

ودبابات ليوبارد الألمانية هي مفتاح هذه المعادلة، فهي متوفرة بصورة أكبر من الدبابات البريطانية، ويتم تشغيلها من قبل أكثر من 12 دولة أخرى.

وقبل اجتماع رامشتاين، انتقد زيلينسكي موقف ألمانيا المتردد في إرسال الدبابات، مؤكدا لبرلين أن الدبابات لن تستخدم إلا للدفاع عن النفس ولن تمر عبر روسيا. وقال للتلفزيون الألماني العام: “إذا كان لديكم [دبابات] ليوبارد، فقدموها لنا”.

وأشار نائب وزير الخارجية البولندي، باول جابلونسكي، يوم الجمعة إلى أن وارسو قد تكون مستعدة لتزويد أوكرانيا بالدبابات بغض النظر عن آراء برلين. وقال للإذاعة البولندية “سنرى. أعتقد أنه إذا كانت هناك مقاومة قوية، فسنكون مستعدين لاتخاذ مثل هذا الإجراء غير العادي. لكن دعونا لا نتوقع الحقائق”.

وقال يوري ساك مستشار وزارة الدفاع الأوكرانية لبي بي سي إن “الدبابات بالنسبة لأوكرانيا هي دبابات من أجل الحرية”. وحذر من أنه إذا لم يتم إرسالها، فقد تضطر دول أخرى في يوم من الأيام إلى “استخدامها بنفسها” ضد موسكو.

وأفادت تقارير هذا الأسبوع بأن برلين رهنت اتخاذ قرار بشأن دبابات ليوبارد بموافقة الولايات المتحدة على إرسال دبابات من طراز أبرامز، وهو ما لا تنوي القيام به. لكن المتحدث باسم الحكومة ستيفن هيبيستريت قال للصحفيين إنه لم يتم على الإطلاق الربط بين الأمرين.

دبابة ليوبارد

Reuters
يتعرض المستشار الألماني أولاف شولتز لضغوط للسماح بتزويد كييف بدبابات ليوبارد

وحتى وقت قريب، رفضت ألمانيا طلبات إرسال بطارية دفاع جوي من طراز باتريوت، لكنها رضخت بمجرد أن فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه. وفيما يتعلق بالدبابات أيضًا، تود برلين أن ترى الولايات المتحدة تأخذ زمام المبادرة.

ورفض بن والاس الحديث عن التصعيد. وقال إن ألمانيا إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا قد منحت بالفعل أنظمة مدفعية، مثل هيمارس، ذات مدى أطول بكثير.

وانتقد زيلينسكي مرارًا ما يُرى أنه تردد من برلين، وانتقد يوم الخميس اقتراحات بأن كلا من الولايات المتحدة وألمانيا تخطط فقط لتسليم دبابات إذا فعلت الدولة الأخرى الشيء نفسه.

وقال الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي ديفيد بتريوس إن هناك “ممانعة مشروعة” في واشنطن بشأن مسألة إرسال دبابات أبرامز لأنه من الصعب صيانتها ولأنها مزودة بتوربين نفاث.

وقال لبي بي سي إنه “من الضروري” أن يتم تقديم الدبابات الغربية “في أبكر وقت ممكن، حتى يتمكن [الجنود الأوكرانيون] من التدرب عليها”.

وتعهدت الدول الغربية يوم الخميس بإرسال المزيد من المركبات والمدفعية والذخيرة لتعزيز المجهود الحربي الأوكراني.

والتزمت الولايات المتحدة بحزمة جديدة بقيمة 2.5 مليار دولار، قائلة إن هذا رفع إنفاقها على الدعم الأوكراني إلى 26.7 مليار دولار منذ الغزو الروسي في فبراير/شباط الماضي.

ولا يشمل الدعم العسكري الأمريكي دبابات، لكن البنتاغون وعدت بتقديم 59 مركبة مصفحة إضافية من طراز برادلي، و90 ناقلة أفراد من طراز سترايكر، وأنظمة دفاع جوي من طراز أفينجر، وغيرها.

وجاء هذا الإعلان بعد أن وعدت تسع دول أوروبية بتقديم المزيد من الدعم عقب اجتماع في إستونيا. وشمل ذلك:

بريطانيا – 600 صاروخ بريمستون

الدنمارك – 19 مدفعًا ذاتي الدفع من طراز قيصر فرنسي الصنع

إستونيا – مدافع الهاوتزر وذخيرة ومركبات دعم وقاذفات قنابل مضادة للدبابات

لاتفيا – أنظمة دفاع جوي من طراز ستينغر وطائرتا هليكوبتر وطائرات بدون طيار

ليتوانيا – مدافع مضادة للطائرات وطائرتا هليكوبتر

بولندا – مدافع S-60 المضادة للطائرات مع 70.000 قطعة ذخيرة

جمهورية التشيك – إنتاج المزيد من الذخيرة ذات العيار الكبير ومدافع الهاوتزر

هولندا – من المتوقع تقديم تفاصيل الدعم يوم الجمعة

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.