أندرو تيت: الشرطة الرومانية توسع التحقيق بشأن بطل الكيك بوكسينغ السابق

أندرو تيت وشقيقه تريستان برفقة ضباط شرطة خارج مقر محكمة الاستئناف في بوخارست، رومانيا، في 10 يناير/ كانون الثاني 2023

Reuters
أندرو تيت (إلى اليسار) وشقيقه تريستان برفقة الشرطة خارج محكمة الاستئناف في بوخارست الأسبوع الماضي

توسع الشرطة الرومانية تحقيقاتها مع بطل الكيك بوكسينغ السابق أندرو تيت، حيث صادرت أسطولاً من السيارات الفاخرة من مجمعه في بوخارست خلال عطلة نهاية الأسبوع، وداهمت سبعة عقارات أخرى – بما في ذلك فيلا تم تجديدها حديثاً بمنطقة جبال الكاربات.

وعبرت صورة لسيارة تيت، الرمادية اللامعة من طراز بورش، وهي جاثمةً على شاحنة سحب متهالكة تابعة للشرطة، تبدّل حظوظ الرجل. فقد حمل موكب بطيء من الشاحنات، عبر البوابات السوداء العالية لمجمعه، مجموعته الثمينة من السيارات الفاخرة، لتنضم إليه قيد حجز الشرطة.

وعلى جانب الطريق، وقف معجب واحد يشاهد. “أنا أُعتبر من المعجبين”، قال لي إيمانويل. “كل صبي يحب أسلوب حياته”.

وأضاف “لا يعجبني ما أسمعه عنه، لكننا سنرى ما إذا كان هذا صحيحاً. سأغير موقفي إذا رأيت دليلاً”.

ويرى البعض هنا مصادرة السيارات كعلامة على أن السلطات الرومانية تستعد للمرحلة التالية في هذه القضية، عبر تأمين الأصول كضمان في مواجهة مطالبات التعويض المحتملة من الضحايا، في حالة اتهام أندرو تيت أو شقيقه تريستان بالاتجار بالبشر.

وينظر على نطاق واسع إلى مداهمات سبعة عقارات أخرى الأسبوع الماضي على أنها علامة على أن المحققين يوسعون بحثهم عن أدلة في القضية.

وفي بلدة كومارنيك، التي تبعد ساعتين بالسيارة إلى الشمال، تعلو فيلا تيت، التي داهمتها الشرطة يوم الخميس، عن المنازل المحيطة بها. وهناك أكواخ صغيرة، مشيدة بالأيدي، متناثرة قبالة الجدران العالية التي تحيط بالعقار.

ويقول الجيران هنا إن العقار تم تجديده بالكامل العام الماضي، ولم يكتمل إلا قبل بضعة أشهر.

ترندافير بلديكا يعيش في مبنى سكني بال بجانب البوابة الرئيسية للفيلا.

قال لي تراندافير “طلب مني الرجل المسؤول عن البناء العمل على الكهرباء، ولكن عندما شرحوا ما يريدون، أخبرتهم أن الأمر يتجاوز بكثير ما كنت أعرف أن أفعله”.

وقال إن المنزل من الداخل يحتوي على “جميع وسائل الراحة التي يمكنك التفكير فيها”.

وأوضح: “إنها (الفيلا) فاخرة للغاية. إنها مقسمة إلى شقق [و] يمكنهم تحمل تكاليف بناء حمام سباحة – أمور لا يجرؤ أشخاص مثلنا حتى على الحلم بها”.

أخذ بورش بعيداً على شاحنة سحب للشرطة في مجمع أندرو تيت في بوخارست

BBC
تم سحب سيارات أندرو تيت الفاخرة بعيدًا عن مجمعه في بوخارست

وتشكل الكيفية التي كسب بها أندرو تيت أمواله جزءا أساسيا من التحقيق.

وتريد الشرطة معرفة ما إذا كان تيت قد استدرج النساء إلى رومانيا بوعود بعلاقة جدية أو زواج، قبل إجبارهن أو التلاعب بهن للعمل معه كعارضات في غرف دردشة إباحية ترفيهية.

كما أنهم يبحثون مزاعم اغتصاب أدلت بها واحدة من الشهود.

وأكد المحققون أنه تم تحديد ست نساء كضحايا محتملات. لكن في الأسبوع الماضي، نفت اثنتان من النساء في التحقيق علناً أي سوء معاملة من قبل الأخوين تيت.

وعملت المرأتان – اللتان لديهما وشمان من عبارتين: “ملكية تيت” و”فتاة تيت” – في المجمع في بوخارست، حيث عاش أندرو تيت مع شقيقه والعارضات اللواتي كن موظفات في أعمال كاميرا الويب الإباحية الخاصة به.

وفي حديثها إلى قناة أنتينا 1 التلفزيونية الرومانية، قالت إحدى النساء – التي عرفت باسم بياتريس – إنها كانت “صديقة حميمة” للأخوين تيت لمدة عامين وأنها وشمت ذراعها بعبارة فتاة تيت “احتراماً لهما”.

وقالت المرأة الأخرى – جاسمين – إنها لم تر قط تيت أو شقيقه تريستان “عدوانيين أو وقحين”.

وقد تحققت بي بي سي من هوياتهما مع عضو سابق في فريق تيت.

وقالت بياتريس: “لم أتعرض للتهديد أبداً. وإذا كان ذلك قد حدث، فلن أكون غبية بما يكفي للبقاء في هذا المنزل”.

وأضافت “لا يمكنك وصفي كضحية في ملف القضية إذا لم أكن ضحية”.

وروت بياتريس ما حدث حين دخلت الشرطة المجمع لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول، وقالت إن 20 ضابط شرطة دخلوا وصعدوا إلى غرفة نوم في الطابق العلوي، حيث قالت إن امرأتين أخريين حبستا نفسيهما خوفاً من المداهمة.

“لقد كسروا الباب. وصرخن [النساء]”، حسبما قالت بياتريس.

وأضافت “لكن الشرطة لم تر أن مفتاح غرفة النوم كان ملقى على السرير”.

وتحدثت بي بي سي نيوز إلى آخرين لديهم رواية مختلفة عن المداهمة.

هناك القليل من الوضوح حول الأدلة التي جمعها المحققون حتى الآن. ومن بين شركاء الأخوين تيت السابقين، هناك ادعاءات وادعاءات مضادة ونظريات مؤامرة.

ولم يتم توجيه أي اتهامات بعد، لكن ميهايلا دراغوس، المتحدثة باسم الوكالة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر في رومانيا، تقول إن القضية تبعث بالفعل برسالة قوية إلى كل من المهربين والضحايا.

وتقول: “حقيقة أن النظام القضائي قرر إبقاء الأخوين رهن الاحتجاز، حتى خلال المرحلة الأولية [من القضية]، تبعث برسالة مهمة للغاية”.

وفي أحد مقاطع الفيديو الخاصة به على وسائل التواصل الاجتماعي، يشرح أندرو تيت سبب انتقاله إلى رومانيا في عام 2017.

ويقول: “واحد [من أسبابي] هو عصر #MeToo (حملة أنا أيضاً)”. وأضاف “يقول الناس: أنت مغتصب. لا، أنا لست مغتصباً، لكني أحب فكرة أن أكون قادراً على فعل ما أريد، أحب أن أكون حراً”.

وقال “إذا ذهبت إلى الشرطة [الرومانية] وقالت: لقد اغتصبني بالأمس، سيقولون حسناً، هل لديك دليل؟ هل هناك دليل بواسطة كاميرات المراقبة؟”.

لا شيء من هذا يدل على تورط تيت في الاتجار بالبشر أو الاغتصاب، لكن تقييمه لموقف رومانيا من الجرائم الجنسية ليس خاطئاً، كما تقول لورا ستيفان، الخبيرة القانونية والناشطة البارزة في مجال مكافحة الفساد التي تعمل مع مركز أبحاث منتدى الخبراء.

فيلا تيت في بلدة كومارنيك شمال بوخارست

BBC
التحقيقات أجريت في فيلا تيت في بلدة كومارنيك شمال بوخارست

قالت لي: “بطريقة ما، إنه على حق. بالاستماع إليه، والطريقة التي شرح بها سبب مجيئه إلى هنا، يمكنني أن أفهم ذلك. اعتقد أنه أجرى حسابات جيدة – لسوء الحظ”.

لكنها تقول إن الأمور تتغير.

وأوضحت قائلة: “تواجه رومانيا مشكلة خطيرة مع الاتجار بالبشر، وأعتقد أن السلطات الرومانية أدركت أنه يجب التعامل مع هذا الأمر”.

“هذا لا يعني فقط التحقيق مع حفنة من الأشخاص الماهرين، ولكن أيضاً العمل مع الضحايا وتقديم الدعم لهم”.

في العام الماضي، أحرزت رومانيا تقدماً كان كافياً بالنسبة لوزارة الخارجية الأمريكية لإزالة اسمها من قائمة المراقبة في تقريرها السنوي عن الاتجار بالبشر.

لكن التقرير كرر أيضاً المخاوف بشأن تورط المسؤولين الرومانيين أنفسهم في الاتجار بالبشر.

وسلطت هذه القضية، التي تتعلق بشخصية مثيرة للجدل وبارزة تحمل جنسية أمريكية-بريطانية، الضوء من جديد على كيفية تعامل رومانيا مع مزاعم الجريمة المنظمة والاستغلال الجنسي.

وأمام الشرطة أقل من أسبوعين لتوجيه الاتهام إلى الأخوين تيت، أو العثور على أدلة كافية لإقناع القاضي بتمديد احتجازهما بينما يستمر التحقيق.

وتعدّ سمعة أندرو تيت على المحك. وكذلك سمعة رومانيا.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.