بنديكتوس السادس عشر: البابا فرانسيس وزعماء العالم يشيدون بالزعيم الكاثوليكي الراحل

البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2010

Getty Images
كان بنديكتوس السادس عشر أول بابا يستقيل منذ غريغوريوس الثاني عشر عام 1415

قاد البابا فرانسيس صلوات تحية لسلفه بنديكتوس السادس عشر الذي توفي عن 95 عاما.

وقال البابا إن بنديكتوس كان “نبيلا” و”طيبا” و”موهوبا” للكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

كان الرئيسان الأمريكي جو بايدن والبرازيلي لولا دا سيلفا من بين عشرات القادة الذين أشادوا بالبابا السابق.

استقال بنديكتوس عام 2013 بسبب تدهور صحته، وهو أول بابا يفعل ذلك منذ 600 عام.

وستقام جنازته في الفاتيكان في 5 يناير/كانون الثاني.

كان بنديكتوس، الزعيم 265 للكنيسة الكاثوليكية، شخصية مثيرة للجدل. وبينما أشاد به بعض المعزين كمدافع حازم عن الدين، انتقد آخرون فترة ولايته لفشلها في معالجة مزاعم الاعتداء الجنسي من قبل رجال الدين.

وبعد ساعات من إعلان وفاته، أشاد البابا فرنسيس بسلفه “العزيز”، مشددا على “تضحياته التي قدمها من أجل مصلحة الكنيسة”.

وفي الولايات المتحدة، أصدر البيت الأبيض بيانا باسم بايدن، وهو ثاني كاثوليكي فقط بعد جون إف كينيدي يتولى أعلى منصب في البلاد.

وفي إشارة إلى لقائه مع بنديكتوس في الفاتيكان في عام 2011، قال الرئيس إنه “سيُذْكر باعتباره عالما لاهوتيا ذائع الصيت، ويحمل إخلاصا للكنيسة، مسترشدا بمبادئه وإيمانه”.

كما أشاد زعماء الدول ذات الكثافة السكانية الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم بالبابا السابق الراحل، حيث اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني بينديكتوس “عملاق الإيمان والعقل” و”رجلا عظيما لن ينساه التاريخ”.

ووصف ليو فارادكار رئيس وزراء أيرلندا الزعيم الديني الراحل بأنه “عامل متواضع في كرم الرب”.

وقد أشاد الرئيس السابق للبرازيل جايير بولسونارو بـ “العمل البارع لبنديكتوس كعالم لاهوت عظيم”. وقال إنه ترك “إرثا هائلا للكنيسة الكاثوليكية ولجميع المسيحيين وللإنسانية”.

وفي بريطانيا، قال العاهل الجديد الملك تشارلز الثالث إنه تلقى نبأ وفاة البابا السابق “بحزن عميق”.

وبعث برسالة تعزية إلى البابا فرانسيس، سلط فيها الضوء على “جهود بنديكتوس لتعزيز السلام وحسن النية لجميع الناس” وإجراءاته لتقوية الروابط بين الكاثوليك والأنجليكان.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بنديكتوس السادس عشر بأنه “عالم لاهوتي عظيم كانت زيارته لبريطانيا في عام 2010 لحظة تاريخية لكل من الكاثوليك وغير الكاثوليك في جميع أنحاء بلادنا”.

وقال رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز، الكاردينال فنسنت نيكولز، إن بنديكتوس غيّر صورته في بريطانيا عندما زارها.

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالبابا السابق لـ”التزامه الراسخ باللاعنف والسلام”.

ووصف المستشار الألماني أولاف شولتز البابا الراحل بأنه “شخصية تكوينية للكنيسة الكاثوليكية وشخصية صريحة وعالم لاهوت ذكي”.

ولد بنديكتوس في بافاريا باسم جوزيف راتزينغر وفي عام 1977 تم تعيينه رئيس أساقفة ميونيخ.

وفي عام 2019، ألقى بنديكتوس باللوم في الاعتداء الجنسي الذي مارسه رجال دين على الحرية الجنسية في الستينيات ورفض تعاليم الله.

واجهت الكنيسة الكاثوليكية خلال فترة حكمه البابوية مزاعم ومطالبات قانونية وتقارير رسمية تتعلق بعقود من إساءة معاملة الأطفال من قبل القساوسة.

وفي وقت سابق من هذا العام، اعترف البابا السابق بحدوث أخطاء في التعامل مع قضايا الإساءة عندما كان رئيس أساقفة ميونيخ بين عامي 1977 و1982.

وجاء الاعتراف بعد أن زعم تحقيق قانوني ألماني في الكنيسة الكاثوليكية أنه لم يتخذ أي أجراء بشأن أربع قضايا اعتداء جنسي على أطفال.

وفي رسالة أصدرها الفاتيكان، طلب البابا السابق العفو عن أي “خطأ جسيم” لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات شخصية.

ويقول عليم مقبول محرر الشؤون الدينية في بي بي سي إنه مع وفاة البابا بنديكتوس السادس عشر، فقد العالم الكاثوليكي وعاء منقطع النظير من المعرفة اللاهوتية والفكر والتجربة الحية.

ويضيف “بينما لم يتغير شيء يذكر فيما يتعلق بالنقاش العقائدي في الفاتيكان خلال ما يقرب من 10 سنوات منذ تنحيه، فإن ما تغير هو روح البابوية”.

ويُنظر إلى البابا فرانسيس على نطاق واسع على أنه كان لديه نهج أكثر رعوية، ويظهر تعيينه للكرادلة تحولا واضحا نحو آسيا وأمريكا اللاتينية، بحسب مقبول، الذي يضيف أنه “في السنوات الأخيرة، أصبح البابا الفخري بمثابة مانع للصواعق بالنسبة للبعض المعارضين للبابا الجديد”.

ويشير مقبول إلى أنه كانت هناك تكهنات بأن البابا فرانسيس، الذي كان هو نفسه يعاني من اعتلال صحته، يفكر في التنحي، لكنه كان مترددا في القيام بذلك إذ كان ذلك يعني أنه سيكون هناك ثلاثة باباوات في روما”.

ويرى مقبول أنه “على الرغم من الاختلافات بينهما، كان هناك احترام كبير بكل المقاييس بين السلف والخلف. من المحتمل أن نسمع عن ذلك في الأيام المقبلة وخاصة في عظة البابا فرانسيس في جنازة يوم الخميس”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.