ميانمار: المجلس العسكري الحاكم يعفو عن سجناء بينهم سفيرة بريطانيا السابقة للبلاد

فيكي بومان وزوجها

Getty Images
مبعوثة المملكة المتحدة السابقة إلى ميانمار فيكي بومان (يمين) وزوجها الفنان البورمي هتين لين يتم إطلاق سراحهما (صورة أرشيفية)

أصدر المجلس العسكري الحاكم في ميانمار عفوا رئاسيا عن ستة آلاف من السجناء، في ذكرى الاحتفال بالعيد الوطني للبلاد.

وشمل العفو شخصيات من المعارضة، إضافة إلى سفيرة بريطانيا السابقة إلى ميانمار، وصانع أفلام ياباني، ومستشار أسترالي لزعيمة ميانمار المدنية التي أطاح بها الجيش في البلاد.

وكانت السفيرة البريطانية السابقة فيكي بومان، وصانع الأفلام الياباني تورو كوبوتا قد زُجّ بهما في السجن في ميانمار في وقت سابق من العام الجاري. أما المستشار الأسترالي الاقتصادي شون تورنيل فجرى اعتقاله بعد وقت قصير من انقلاب الجيش في ميانمار على زعيمة البلاد المدنية أونغ سان سو تشي العام الماضي.

وجرى ترحيل الأشخاص الثلاثة كلٌّ إلى بلاده.

واعتقل الجيش في ميانمار أكثر من 16 ألف شخص منذ انقلابه في فبراير/شباط 2021 على أونغ سان سو تشي المنتخبة ديمقراطيا مما أشعل مظاهرات ضخمة في أنحاء البلاد رافضة للانقلاب.

ومن بين الشخصيات التي شوهدت خارجة من سجن إنسين في يانغون: المتحدث السابق باسم الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية ميو نيو؛ والناشط المدافع عن الديمقراطية ميا آيي.

ميا آيي وسط حشود

Reuters
ميا آيي (إلى يسار الوسط من الصورة) يمشي حُرا بعد إطلاق سراحه من سجن إنسين

وقال ميا آيي لجموع كانت تنتظره خارج السجن: “سأكون مع شعب ميانمار مهما كانت الظروف”.

وكذلك كان من بين الشخصيات التي شملها العفو، بحسب وسائل إعلام حكومية، كياو تينت سوي، وهو وزير سابق ومستشار مقرب من أونغ سان سو تشي.

وكان على قائمة العفو أيضا مواطن بورمي يحمل الجنسية الأمريكية يدعى كياو هتاي أو، ولكن من غير الواضح بعدُ إذا ما كان الأخير على متن الطائرة نفسها المتجهة إلى بانكوك مع غيره من الأجانب الذين شملهم العفو في ميانمار.

وشغلت فيكي بومان منصب مبعوث المملكة المتحدة إلى ميانمار خلال الفترة ما بين عامي 2002 و2006، كما كانت قبل اعتقالها تدير في مدينة يانغون مركز ميانمار للأعمال المسؤولة.

وتتحدث بومان اللغة البورمية بطلاقة، وهي عضو بارز في المجتمع الدولي المصغر لميانمار. كما أن زوجها الفنان البورمي هتين لين، كان سجينا سياسيا في السابق.

وكان الزوجان (فيكي وهتين) قد اعتُقلا لدى عودتهما إلى المدينة من منزل لهما في ولاية شان. واتهمتهما السلطات العسكرية بعدم تسجيل عنوان منزلهما في ولاية شان لدى الجهات المعنية.

على أن الأمر كان في حقيقته على الأرجح عائدا إلى اضطرابات سياسية تموج بها البلاد آنذاك.

جموع تنتظر تحت المطر لتحيي السجناء المفرج عنهم في يانغون

EPA
جموع تنتظر تحت المطر لتحيي السجناء المفرج عنهم في يانغون

وقال تيم أوكونور، الناشط بمنظمة العفو الدولية في أستراليا، إن “آلافا سُجنوا منذ وقوع الانقلاب في ميانمار دون أن يفعلوا شيئا ولم يكن ينبغي سجنهم من الأساس”.

وشدد أوكونور على أن هذا العفو عن السجناء السياسيين لا ينبغي أن يحوّل نظر المجتمع الدولي عن الوحشية التي يتصرف بها الجيش في ميانمار منذ انقلابه على الحكومة المنتخبة في فبراير/شباط 2021.

وقال أوكونور إنه “في ظل الحكم العسكري في ميانمار، باتت الاعتقالات التعسفية، والاحتجاز غير القانوني، والمحاكمات خلف الأبواب المغلقة أمورا روتينية”.

ولا يزال الآلاف من السجناء السياسيين يقبعون في سجون ميانمار.

أما المستشار الاقتصادي الأسترالي شون تورنيل، فقد جرى اعتقاله في فبراير/شباط من عام 2021، وذلك بعد أيام من بداية الانقلاب العسكري. وقد حُكم على تورنيل بثلاث سنوات بمقتضى قانون الأسرار الرسمية.

وكان تورنيل مستشارا مقربا من زعيمة المعارضة التي أطيح بها أونغ سان سو تشي، والمحكوم عليها حاليا بأكثر من 20 عاما بالسجن في عدد من التُهم.

وفي وقت صدور الحكم على تورنيل، قالت الحكومة الأسترالية إنها ترفض حكم المحكمة الصادر بحق تورنيل، مشيرة إلى أن المواطن الأسترالي حوكم في محكمة عسكرية خلف أبواب مغلقة.

وكان صانع الأفلام الياباني تورو كوبوتا، البالغ من العمر 26 عاما، قد أُلقي القبض عليه في يوليو/تموز بينما كان على مقربة من مسيرة مناهضة للحكومة في يانغون.

وتلقى كوبوتا حُكما بالسجن لعشر سنوات في تُهم تتعلق بالتحريض وبانتهاك قوانين الاتصالات والجرائم الإلكترونية.

وكان كوبوتا يزور ميانمار لأول مرة في يوليو/تموز عندما ألقي القبض عليه. وكان السينمائي الياباني ينوي تصوير فيلم وثائقي عن شخصية من ميانمار، حسب ما قال صديق له للصحفيين في وقت سابق من العام الجاري.

وبحسب منظمة “مراسلون بلا حدود”، كان ما لا يقل عن 68 صحفيا معتقلين في ميانمار قبل العفو الذي صدر اليوم من المجلس العسكري الحاكم في البلاد.

ويواجه الجيش منذ استحواذه على السلطة في ميانمار اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان. وبحسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين، فإن أكثر من 2,400 سجين قُتلوا على أيدي الجيش منذ الانقلاب.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.