مهسا أميني: تصاعد الاحتجاجات في إيران مع استمرار عمليات القمع

واصل الإيرانيون احتجاجاتهم بعد ليلة شهدت فيها إيران أحد أكبر التجمعات الاحتجاجية منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للحكومة قبل ستة أسابيع.

ونزل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في جميع المدن الكبرى، بالإضافة إلى أماكن أخرى كانت المظاهرات قد هدأت فيها في الآونة الأخيرة.

وقالت منظمة “هنكاو” الحقوقية غير الحكومية إن قوات الأمن الحكومية قتلت متظاهرا كرديا جراء إطلاقها النار أثناء مظاهرات في مهاباد غربي البلاد.

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع إحياء المحتجين لذكرى مرور 40 يوما على وفاة المرأة الكردية الإيرانية مهسا أميني في مركز احتجاز للشرطة، وهو ما أثار الاضطرابات.

ويعد هذا أخطر تحد للجمهورية الإسلامية منذ قيامها.

وتقول منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، التي تتخذ من النرويج مقرا لها، إن ما لا يقل عن 234 متظاهرا، بينهم 29 طفلا، قتلوا على أيدي قوات الأمن في حملات القمع حتى الآن.

وصوّر زعماء إيران الاضطرابات على أنها “أعمال شغب” يثيرها أجانب.

وتُظهر لقطات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحققت منها بي بي سي، حدوث احتجاجات واسعة مساء الأربعاء.

وفي العاصمة طهران، أُشعلت النيران في الشوارع، فيما سار المئات على طريق رئيسي مرددين شعارات من بينها “الموت للديكتاتور”، في إشارة إلى المرشد الأعلى لإيران، وهو الشعار الذي أصبح يتردد بشكل دائم خلال الاحتجاجات.

كما شهدت مدن أخرى، مثل أنديمشك وبروجرد غربي البلاد، ولاهيجان بالقرب من بحر قزوين في الشمال، تجدد الاحتجاجات.

40 يوما على رحيل مهسا

وجاء هذا التصاعد المفاجئ بعد يوم أشارت فيه تقارير إلى أن الشرطة فتحت النار على متظاهرين في مدينة سقز، مسقط رأس مهسا أميني، التي ماتت في الحجز بعد القبض عليها بزعم ارتدائها للحجاب “بشكل غير لائق”.

وتجمع الآلاف بالقرب من قبرها بمناسبة مرور 40 يوما على وفاتها. وقالت جماعة حقوقية وشهود إن الضباط أطلقوا الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع على الحشود في المدينة. ولا يُعرف عدد الضحايا.

وقالت متظاهرة، تبلغ من العمر 27 عاما من مدينة كرج بالقرب من طهران، لبي بي سي: “المجتمع غاضب جدا. لقد سئمنا منهم (القيادة الإيرانية)”.

وأضافت: “أريد أن أقول لا لهؤلاء الناس. لقد سئمت من كوني مواطنة من الدرجة الثانية، لأنني امرأة. وسئم الرجال من ترهيب النظام. هذه هي المرة الأولى في تاريخ بلدنا التي نقف فيها معا من أجل هدف واحد وهو المرأة والحياة والحرية”.

واجتاحت الاحتجاجات إيران بعد وفاة أميني، البالغة من العمر 22 عاما، في 16 سبتمبر/أيلول.

وكانت أميني قد اعتقلت قبل وفاتها بثلاثة أيام من قبل شرطة الآداب في طهران ودخلت في غيبوبة بعد انهيارها في أحد مراكز الاعتقال.

ووردت أنباء عن أن الضباط ضربوها بهراوة وضربوا رأسها في سيارة، لكن الشرطة أنكرت تعرضها لسوء المعاملة وقالت إنها أصيبت بنوبة قلبية.

وتُمنع بي بي سي ووسائل الإعلام المستقلة الأخرى من التغطية من داخل إيران، وهو ما يجعل من الصعب التحقق من التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام الحكومية وغيرها. كما عطلت السلطات شبكة الإنترنت بشدة، وهو ما يؤثر على قدرة المتظاهرين على النشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

“اعتقال ما لا يقل عن 15 طبيبا” في احتجاجات أمس

وقال زملاؤنا في بي بي سي فارسي إن 15 طبيبا على الأقل اعتقلوا خلال تجمع للطاقم الطبي في طهران أمس، دعما لاحتجاجات أوسع.

ووقف الأطباء أمام مكاتب هيئة الطب الشرعي الإيرانية ورددوا هتافات من بينها “حرية، حرية، حرية”.

وتشير تقارير إلى أن العديد من المتظاهرين قد أصيبوا.

واستقال رئيس ونائب رئيس المجلس الطبي في طهران احتجاجا على ما حدث.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.