ريشي سوناك “يصنع التاريخ” – صحف عربية

ريشي سوناك

Reuters

تناولت صحف عربية تسلم ريشي سوناك منصب رئاسة الحكومة في بريطانيا، ونبدأ الجولة مع هذه الصحف من “النهار” اللبنانية، ومقال كتبه عمار الجندي بعنوان “ريشي سوناك.. يصنع التاريخ”.

رأى الكاتب أن سوناك حقق حلمه الذي راوده قبل ستة أسابيع حين هُزم أمام سلفه ليزا تراس التي استقالت بشكل دراماتيكي، ليدخل سوناك المبنى رقم 10 في دوانينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية).

وفي طريقه الى قمة السلطة التنفيذية في بريطانيا، سجل سوناك البالغ من العمر 42 عاما عدداً من الأرقام القياسية، إذ إنه أول رئيس وزراء بريطاني من أصول هندية-أفريقية لا يتمتع ببشرة بيضاء، والسياسي الذي يعتنق المذهب الهندوسي هو الأصغر سنا بين رؤساء الوزراء في البلاد منذ قرنين من الزمن على الأقل، حسب الكاتب.

“كما أنه الأغنى بين من سبقوه إلى هذا المنصب ربما منذ أواسط القرن التاسع عشر، إذ احتل المرتبة الـ 222 في قائمة الصنداي تايمز للأكثر ثراء في بريطانيا هذا العام، بفضل ثروته هو وزوجته التي تقدر بـ 750 مليون جنيه إسترليني”.

ولعل وزير المالية الأسبق هو أقدر المحافظين على إدارة الأزمات الاقتصادية. وقد يساعده ذلك على معالجة مشكلة المصداقية التي لا بد أن يعاني منها لأنه لم ينتخب شعبياً. فهو وجه محافظ جديد، تميزه مهاراته بقوة عن تراس، كما أن مقارنته مع جونسون تُبرز صفاته الحميدة، وفق الكاتب.

ويضيف الكاتب: “لا يعني هذا أن سوناك رئيس حكومة مثالي بالضرورة. وثمة تساؤلات عن قدرة شاب حقق هذا النجاح الهائل في غضون عشرين سنة وبنى ثروة ضخمة، أن يحس بمن يكادون لا يجدون اللقمة؟ كما أن وعوده المفترضة بالتصلب إزاء قضية البروتوكول الإيرلندي هي مدعاة للتشاؤم بحل معضلة إيرلندا الشمالية وتيسير العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، الذي كان سوناك من خصومه المؤيدين للبريكست”.

ولم يستبعد الكاتب أن يقوم سوناك بمراجعة لتعهداته السابقة بشأن إيرلندا الشمالية، إذا كان مرناً بما فيه الكفاية ليدرك أن العودة عن الخطأ فضيلة، مشيرا إلى ضرورة سعيه لنيل رضا أعضاء حزب المحافظين العاديين الذين جرت المنافسة على زعامة الحزب ورئاسة الحكومة بعيدا عنهم – إذ جرت بين نواب الحزب في البرلمان – وكذلك رضا البريطانيين من خارج الحزب مختتما “وإذا فاته أن يجتهد لتقليل نفور الناخبين من حزبه ستكون هناك تداعيات خطيرة حاسمة ليس على مستقبله السياسي فحسب، بل أيضاً على مصير حزبه المهدد بالتحول الى جماعة ضغط كبيرة نسبياً لن تعمر طويلاً”.

مضخة بنزين

Getty Images
ارتفاع أسعار الطاقة من أبرز مظاهر الأزمة الاقتصادية في بريطانيا

وننتقل إلى صحيفة الشرق القطرية التي كتبت تقريرا بعنوان “5 تحديات وملفات شائكة تنتظر ريشي سوناك أصغر رئيس وزراء بريطاني”.

أشارت الصحيفة إلى أصول سوناك الذي ينحدر من والدين من أصول هندية، لكنه ولد في مدينة ساوثهامبتون جنوبي إنجلترا عام 1980، بعد أن هاجر والداه في الستينيات إلى إنجلترا، حيث كان والده طبيباً عاماً، فيما كانت والدته تدير صيدليتها الخاصة.

ورأت الصحيفة أن أبرز التحديات التي سوف يواجهها رئيس الوزراء الشاب هي التركة الثقيلة، المتمثلة في ما يعانيه الاقتصاد البريطاني من أزمة غلاء معيشة غير مسبوقة منذ أكثر من أربعة عقود، وشبح الركود وارتفاع أسعار قروض الرهن العقاري لمستويات غير مألوفة، منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

كما سيواجه أزمة حجم الاقتراض الحكومي وكلفته التي بلغت حدوداً تاريخية، إلى جانب تراجع الخدمات العامة، والتهديدات بإجراء استفتاء على استقلال إسكتلندا، والدعوات من أجل الذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة.

وعن خامس تلك التحديات كتبت الصحيفة “أما على الصعيد الدولي، فسيتعين على سوناك التعامل مع التداعيات طويلة الأمد للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتأثيرها على أسعار الطاقة العالمية”.

وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية كتب الإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد مقالا بعنوان “هل ينقذ سوناك بريطانيا؟”.

وحظيت الأصول غير البريطانية لسوناك باهتمام كاتب المقال، الذي رأى أنه “مع تولي ريشي سوناك سيصبح المشهدُ مختلفاً عن بريطانيا القديمة، فهو من أبوين هنديين هاجرا في الستينيات، وسيرأس حكومة في بلد، تاريخياً، لم يتولَّ قيادتَها سياسيٌّ غير إنجليزي. ففي مائة عام لم يصل لرئاسة الوزراء إلا اثنان من اسكتلندا، ولا أحد من ويلز أو أيرلندا الشمالية”.

وكتب “وبالتالي أن يوافق حزب المحافظين على تكليف سوناك هو تطور تاريخي، خصوصاً أنَّه يحدث في بلدٍ متجانس، بخلاف الدول الحديثة مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ذات الأعراق المختلطة بنسب كبيرة. ومع أنَّه يعطي إشاراتٍ إيجابية إلا أنَّه سيثير زوابعَ وانقساماتٍ داخل المجتمع”.

واعتبر الكاتب أن بريطانيا تتغيَّر على كل المستويات، وأن الاقتصاد سيتطلب إجراءَ عمليات تصحيح مؤلمة، كما حدث في أواخر السبعينيات.

وعدد عبدالرحمن الراشد التحديات التي سيواجهها سوناك وحكومته، وأبرزها تكلفة الوقود على الخزينة والاقتصاد في ظل تسابقِ الدول عليه في الأسواق ووقف استيراده من روسيا، وخسارة بريطانيا للسوق الأوربية إذ لم تعد عضواً في أكبر سوق اقتصادية، بعد خروجها من الاتحاد الأوربي وعلى الرغم من أنها لا تزال تبيع نحو نصف صادراتها في السوق الأوروبية، لكن عليها أن تدفعَ الرسومَ الجمركية العالية.

وكتب “بلا مستعمرات، وبدون سوق الاتحاد الأوروبي المفتوحة، ومع نضوب النفط، وفي مواجهة دول منافسة مثل كوريا الجنوبية والهند، بريطانيا تحتاج إلى معجزة للخروج من الأزمة ومنافسة القوى التي تتميَّز عليها بمواردها الطبيعية وبرخص عمالتها”.

أما سياسياً، لا تزال بريطانيا ذات ثقلٍ دولي، فهي أساسية في التحالف الذي يقود الحرب ضد روسيا في أوكرانيا، “لكن حربَ رئيسِ الوزراء سوناك اقتصادية، ولهذا تم إقصاء ليز تراس من رئاسة الحكومة، وصوت أغلبية حزب المحافظين على اختياره في تطور اجتماعي وسياسي مهم واختبارٍ صعب”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.