مقبرة الجنود المصريين: مغردون يطالبون بمحاسبة الإسرائيليين المتورطين في قتلهم في القدس عام 1967

أسرى من الجنود المصريين أثناء حرب 1973

Getty Images
أسرى من الجنود المصريين أثناء حرب 1973

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الماضية بعد نشر تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية لجنود مصريين تعود إلى عام 1967. وأثار مغردون ومدونون تساؤلات حول مسؤولية الحكومات المصرية المتعاقبة عن هؤلاء الجنود وكيفية استرجاع حقوقهم الشرعية طبقا للقانون الدولي لحماية الأسرى.

ما الذي حدث؟

نشر صحفي إسرائيلي منذ عدة أيام تقريرا كشف فيه عن “وجود مقبرة جماعية لجنود مصريين تعود إلى حرب عام 1967”.

https://twitter.com/ronenbergman/status/1545267101669236736

كما نشر يوسي ميلمان، وهو مؤرخ إسرائيلي، سلسلة تغريدات أكد فيها أن “أكثر من 20 جنديا مصريًا أحرقوا أحياء، ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية، لم يتم وضع علامات عليها، في مخالفة لقوانين الحرب”.

https://twitter.com/yossi_melman/status/1545182838911184896

وتحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن “مقبرة جماعية تضم رفات 80 جنديا مصريا شاركوا في حرب 1967، كقوة مساندة للجيش الأردني آنذاك”.

https://twitter.com/YediotAhronot/status/1545245035586658304?s=20&t=u7AsxHLAFq4g6xPcBBXRwg

وبحسب التقارير، فقد قتل الجنود على يد قوات إسرائيلية، ثم دفنوا بشكل سري في منطقة اللطرون شمال غربي مدينة القدس، حيث دارت معارك بين الجيش الإسرائيلي والجنود المصريين قبل عقود.

https://twitter.com/itay_il/status/1545500971358380034

رد الفعل المصري

أثار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قضية المقبرة الجماعية، في اتصال هاتفي مع الجانب الإسرائيلي.

كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا صحفيًا، عقب نشر التقرير في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أكد فيه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، أن “السفارة المصرية في تل أبيب كلفت بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً، والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة”.

بيان وزارة الخارجية المصرية

facebook

تعقيب إسرائيلي

من جهة أخرى، نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، سلسلة من تغريدات تعهد فيها “بأن مكتبه سيفحص تقارير عن تلك المقبرة الجماعية التي تقع وسط إسرائيل”.

https://twitter.com/Israelipm_ar/status/1546214545760321541?s=20&t=NodXbkqf3yO22Sv-EFE7JQ

كما نشر وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تغريدة تحدث فيها عن مناقشته موضوع المقبرة مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

https://twitter.com/gantzbe/status/1546775236858748928?s=20&t=4qSjXE-VZDZxZysJWlM0QQ

إعلان “رغما عن الجميع”

في السياق نفسه توجهت مدونة “بي بي سي” بتساؤلات رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية المصري، أحمد كامل البحيري، للإجابة عليها.

– كيف ترى توقيت الإعلان عن هذه المقبرة؟

أكد البحيري أن “توقيت الإعلان جاء رغماً عن جميع الأطراف الرسمية مجتمعة لأنه تم فتح الأمر من الجانب الإسرائيلي المتهم في الحادث ثم تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على مستوى واسع سواء كان في مصر أو إسرائيل. وبالتالي تم فتح الموضوع تحت ضغط شعبي مصري والجدل الذي أثاره الخبر لدى الرأي العام المحلي في مصر”.

وأضاف أن “القيادة الإسرائيلية لم تكن تنوي فتح هذا الموضوع لا الآن ولا في المستقبل، لأن هذا الموضوع قد يشكل أزمة بين مصر وإسرائيل، ومن المؤكد أن الإدارة الإسرائيلية لا تريد تعقيدات مع مصر، خاصة بعد أن جاءها طلب من الرئيس المصري بفتح تحقيق حول هذا الموضوع”.

– هل قد يؤدي إلى توتر العلاقات بين البلدين؟

“لأنه في ظل الضغط الإعلامي الواسع على الحكومة الإسرائيلية لإجراء تحقيق، قد يؤدي ذلك إلى مسائلة حول مستوى العلاقات بين البلدين. فالمسائلة ضد ما حدث للأسرى المصريين وهو يخالف المعاهدات الدولية”.

وأضاف أن “هذه جريمة جنائية دولية بل مذبحة بما تحمله الكلمة من معنى. ومن ثم، المسؤول عن هذه المذبحة، سواء المتورط بشكل مباشر أو من القيادات السياسية أو العسكرية حينذاك، والمتواجدين على قيد الحياة، ومن الممكن تقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية للمحاسبة”.

– هل خالفت القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية المعاهدات الدولية؟

“المعاهدات الدولية تنص على كيفية معاملة الأسرى. فإذا وقع أسرى أثناء الحرب يجب معاملتهم بطرق محددة بحسب نصوص القانون الدولي في معاملة الأسرى. فإذا صح ما تم تداوله من دفن الأسرى وهم أحياء هذا مناف للقانون الدولي والشق الإنساني ومن الممكن أن يعاقب عليه القانون الدولي. والجانب الآخر هو أنه يمكن أن ترفع قضايا تعويضات كبيرة قد تصل إلى مليارات لأهالي الجنود المصريين الذين دفنوا أحياء. وقد تكون هذه المذبحة هي “هولوكوست” جديدة دبرت بحق جنود مصريين عزل لم تتم معاملتهم وفقا لقوانين الأسرى، ومن حقهم رفع هذه القضايا في المحاكم المصرية أو الدولية”.

– كيف تفسر غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الحكومات المصرية المتتالية بحسبما جاء في تغريداتهم؟

“أعتقد أن عدم علم السلطات المصرية بهذا الأمر من قبل هو شيء متوقع في ظل وجود حرب بين البلدين. فقد يحدث اختفاء للجنود في الحرب فيتم اعتبارهم مقتولين. لكن طريقة القتل والمعاملة هو الذي يتم اكتشافه عبر الزمن والشهادات وهذا ما تم في هذا الحادث”.

– هل تبرئ القيادة السياسية في ذلك الوقت؟

“أنا لا أدافع عن القيادة السياسية عام 1967، ولكني أطرح تصورا منطقيا، أنه أثناء الحروب يمكن أن تحدث العديد من التجاوزات تجاه الجنود دون معرفة القيادات بمصير هؤلاء الجنود. وقد تكون القيادة السياسية في ذلك الوقت تعلم. لا أحد يستطيع الجزم بالحقيقة. خاصة أننا نتحدث عن فترة حرب امتدت 6 أعوام، من عام 1967 وحتى 1973 وحتى الخروج الإسرائيلي من سيناء، وهي مدة طويلة بالمناسبة لإجراء تحقيقات عن المتغيبين في عام 1967”.

– ماذا سيحدث بعد انتهاء إسرائيل من التحقيق في ذلك الحادث؟

“أنا لا أثق في قيام إسرائيل بتحقيق شفاف. لأنها ببساطة سوف تدين نفسها، إضافة إلى الاتهامات السياسية بعدم المعاملة الحسنى للأسرى بحسب القوانين الدولية.

وبالتالي أتشكك في نتائج التحقيق، وعلى الدولة المصرية أن تتخذ إجراءاتها الدولية، وطبقا للمعاهدات الدولية، يجب أن تطالب بتحقيق مصري إسرائيلي مشترك، يمكن أن يضاف إليه بعض الدول الصديقة للبلدين، سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو أي من الدول الأوروبية، وتتم متابعة وإعلان نتائج التحقيق وما يترتب عليه من جميع الإجراءات القانونية والمعنوية مع أسر الشهداء وضحايا هذا الحادث أو على المستوى الرسمي للدولة المصرية”.

مواقع التواصل تشتعل

وقد شن مغردون ومدونون مصريون هجوما لاذعا على “المسؤولين عن قتل الجنود المصريين” وطالبوا بإجراء تحقيق شفاف حول الحادث، متسائلين عن دلالات الإعلان عن هذا الحادث في هذا التوقيت؟

https://twitter.com/HasanA7med524/status/1546491305848619009?s=20&t=k6_YtDG0j8gBvmUBkuLMHQ

فيما لجأ بعض منتقدي النظام المصري إلى نظريات المؤامرة وقالوا إن “التقرير نشر بالتشاور مع السلطات المصرية لإلهاء الشعب عن مستويات الفقر غير المسبوقة”.

https://twitter.com/muneeralmahgry/status/1546418392806170624?s=20&t=k6_YtDG0j8gBvmUBkuLMHQ

بينما تركز اهتمام فريق آخر على تصريحات جندي إسرائيلي عن الحادث، ونقلوا عنه قوله إنه وزملاءه “كانوا يتسابقون للحصول على مقتنيات الجنود المصريين المقتولين”.

https://twitter.com/SamiaAh23771226/status/1546841597236723715?s=20&t=k6_YtDG0j8gBvmUBkuLMHQ

كثير من المغردين أبدوا أسفهم على موت جنود شجعان بهذا الشكل دون أن يعلم أحد شيئا عنهم.

https://twitter.com/yourfavabs/status/1546112728946843654?s=20&t=k6_YtDG0j8gBvmUBkuLMHQ

بينما قال أبوبكر خلاف، الذي يعرف نفسه بأنه باحث في الشأن الإسرائيلي، قال إن “هذه ليست أول مرة يثار فيها أمر هذا الحادث”.

https://twitter.com/bakr_khallaf/status/1546837597653172225?s=20&t=k6_YtDG0j8gBvmUBkuLMHQ

وأبدى كثيرون اهتماما بمعرفة رد فعل الرئيس السيسي إزاء هذه القضية.

https://twitter.com/ydh3bIA06EWzGP1/status/1546835703509778433?s=20&t=eRg-IOuaR-3KF_90wleNAg

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.