الانتخابات الفرنسية 2022: تقديرات استطلاعات الناخبين تشير إلى تأهل ماكرون ولوبان للجولة الثانية

ثلاثة مرشحين فرنسيون

Getty Images
ثلاثة مرشحين يبدون متصدرين الجولة الأولى من الانتخابات

أغلقت صناديق الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأحد، في انتخابات تشكل فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تهديدا غير متوقع لآمال الرئيس إيمانويل ماكرون في إعادة انتخابه.

وفي الدقائق القليلة الماضية، نُشرت نتائج أولية لاستطلاع أراء الناخبين المشاركين في الاقتراع في فرنسا وأشارت إلى أن إيمانويل ماكرون سيواجه جولة إعادة ضد مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

وأشارت تقديرات أولية لمعهد إبسوس لاستطلاعات الناخبين في يوم الاقتراع إلى تأهل ماكرون بنسبة “28.1” ولوبان بنسبة “23.3” من أصوات الناخبين.

وإذا تم إثبات ذلك من خلال النتائج الفعلية، فسيلتقي ماكرون ولوبان من جديد للتنافس في جولة الإعادة، كما حدث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2017.

وتوقف التصويت في الساعة 8 مساءً بالتوقيت المحلي. وعادة ما يمكن الاعتماد على النتائج الأولية.

وكان الناخبون الفرنسيون توجهوا إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد في الجولة الأولى من سباق الرئاسة الذي يبدو محتدما وقد يصبح مثيرا للجدل.

ويحق لنحو 49 مليون فرنسي التصويت في الجولة الأولى لاختيار اثنين، من بين 12 مرشحا، سيتواجهان في جولة ثانية.

لكن بعد أربع ساعات من بدء التصويت، شارك ربع الناخبين فقط، لكن نسبة المشاركة في الانتخابات ارتفعت إلى 65 في المئة حتى الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينتش.

ولم يخصص الرئيس ماكرون كثيرا من الوقت لهذا السباق، فيما انصبّ تركيزه على رد فعل أوروبا تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا.

ولعل أبرز ما سيطر على الحملات الانتخابية في هذا السباق الرئاسي هو ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل حاد، لا سيما فواتير الطاقة وسلال المشتريات.

وعندما وصل ماكرون إلى السلطة بزعامة حزب جديد عام 2017، استطاع إنزال الهزيمة بالمتنافسين القدامى، ولا يزال أكبر حزبين بينهم يضمدان جروح تلك الهزيمة.

المرشحة الرئاسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان تدلي بصوتها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في مركز اقتراع في هينين بومون

Getty Images
وضعت استطلاعات الرأي لكلا الجولتين مارين لوبان خلف ماكرون بفارق ضئيل جدا

وظلت آن هيدالغو، مرشحة الحزب الاشتراكي تناضل من أجل إسماع صوتها، بينما وجدت فاليري بيكريس، مرشحة اليمين، صعوبة في إلهاب حماس الجمهوريين.

وأثبتت استطلاعات رأي الناخبين أن التحدي الرئيسي أمام ماكرون، البالغ من العمر 44 عاما، يتمثل في مارين لوبان ذات الـ53 عاما من أقصى اليمين.

الانتخابات الفرنسية 2022: كيف يجري اختيار الرئيس؟

الغزو الروسي لأوكرانيا يزيد من فرص فوز ماكرون بالانتخابات

فرنسا: لمن سيصوت المهاجرون من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية؟

انتقادات لإريك زمور بسبب “ماكرون القاتل”

عملية الاقتراع

وكانت عملية الاقتراع بدأت في عموم فرنسا وفي المدن الكبرى، باريس، وليون، ومارسيليا، في الثامنة صباحا (بتوقيت غرينيتش) وانتهت في الثامنة مساء (السادسة مساء بتوقيت غرينيتش).

وكانت حالة من عدم اليقين سادت على مدار أيام قبل موعد التصويت. وأشار استطلاع للرأي أجراه معهد إبسوس إلى أن 37 في المئة من الناخبين لم يقرروا بعد لمن سيعطون أصواتهم.

مخطط بياني لاستطلاعات رأي الناخبين الفرنسيين

BBC

وفي البداية كان وباء كوفيد-19، ثم جاء بعد ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا ملقيًا بظلاله على هذه الانتخابات.

وبالنسبة للكثير من الناخبين، لم تعد وصمة التصويت لليمين المتطرف قائمة كما كانت قديما.

لافتات لمرشحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية

BBC
12 مرشحا يخوضون الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية

فبعد الهزيمة النكراء التي تلقّتها على يد ماكرون في انتخابات 2017، أعادت مارين لوبان تسمية جبهتها الوطنية لتصبح التجمّع الوطني، على أن الكثير من سياساتها لا تزال كما هي دون تغيير واضح.

وتبدو مارين لوبان أكثر اعتدالا من مرشح اليمين المتطرف المنافس أريك زمور.

ارتفاع تكاليف المعيشة

ويعدّ الاقتصاد الفرنسي في حال جيدة، وقد تراجعت نسبة البطالة إلى 7.4 في المئة، لكن الناخبين مع ذلك لا يشعرون بتحسّن أحوالهم الاقتصادية.

وذلك لأن الأسعار مرتفعة بوجه عام، في المحال التجارية، وفي السوق، وفي محطات الوقود، وفي فواتير الطاقة.

مخطط توضيحي لمعدل نمو الاقتصاد الفرنسي

BBC

والعبارة التي تسمعها في كل مكان هي pouvoir d’achat والتي تعني “قدرة شرائية” ولكنها معروفة في اللغة الإنجليزية باسم “التكلفة المعيشية”.

ويقول تييري، الذي يعيش خارج باريس ويدير متجرا للأحذية، إن الأسعار ارتفعت بشكل هائل. ويشير إلى أن “تكلفة الأحذية ارتفعت بنسبة 20٪ إلى 30٪ كما ارتفعت قيمة جميع الضرائب أيضا”.

وهذا هو السبب في أن العديد من المرشحين يعدون بزيادة الحد الأدنى للأجور، في بعض الحالات بمئات اليورو. ومن المقرر أن يرتفع الحد الأدنى في بداية مايو/أيار إلى حوالي 1300 يورو (1430 دولارا أمريكيا) شهريا بعد الضريبة.

“الناس مشمئزون قليلاً”

وبالنسبة لمارين لوبان، فإن أزمة الإنفاق تمثل أيضا فرصة كبيرة لها في الانتخابات. لقد أمضت وقتا أقل في الحديث عن القومية وركزت أكثر على الأجور المنخفضة، قائلة إنها ستلغي ضريبة الدخل لمن هم دون الثلاثين.

لكن لوبان لا تزال ترغب في تنظيم استفتاء على تقييد الهجرة، كما ترغب في حظر الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة، فضلا عن رغبتها في إحلال تغيير جذري بالاتحاد الأوروبي.

وقد نأت لوبان بنفسها عن بوتين روسيا، رغم أنها كانت قد ذهبت لرؤيته عام 2017، وطالما صرّحت بإعجابها به، كما أن حزبها لا يزال يسدد قرضا روسيا.

امرأة مسنة تدلي بصوتها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2022 في مركز اقتراع في هينين بومون، فرنسا، 10 أبريل/نيسان 2022

Reuters
امرأة مسنة تدلي بصوتها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2022 في مركز اقتراع في هينين بومون، فرنسا، 10 أبريل/نيسان 2022

وعلى النقيض من ذلك، انزعج الناخبون من أن حكومة ماكرون أنفقت مبالغ متزايدة من أموال دافعي الضرائب على مستشارين مثل شركة ماكينزي الأمريكية. وقال تييري: “يشعر الناس بالاشمئزاز بعض الشيء ممن يحصل على هذه الأموال”.

وقد دخل ماكرون هذا السباق الرئاسي متأخرا، بمسيرة جاءت قبل بدء الاقتراع بثمانية أيام. وبينما يجوب منافسوه أنحاء فرنسا، صبّ ماكرون تركيزه على الدبلوماسية في الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبدأ ماكرون في مواجهة خصمه الرئيسي وهي لوبان، قبل وقت قصير من انتهاء الوقت المخصص للحملات الانتخابية، وأدان سياساتها باعتبارها عنصرية و”وحشية للغاية”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.