لقاح فيروس كورونا: كيف لثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية المساعدة في حصول المزيد من الأشخاص عليه؟

نورا ماغيرو

RAEng/GGImages/AlissaEverett
صممت نورا ماغيرو ثلاجة للمناطق غير المزودة بالكهرباء

“تشعر بالحماس الشديد عندما تلمع في ذهنك فكرة مثيرة أو مبتكرة! ثم تصل إلى التفاصيل الجوهرية المتمثلة في كيفية تحقيقها”.في ربيع عام 2021 ، تتحدث المهندسة نورا ماغيرو عن الثلاجة التي صممتها بعد أن طلب منها بعض منتجي الألبان المحليين ابتكار شيء يساعدهم في الحفاظ على حليبهم طازجا خلال الرحلة التي يقطعونها في الطريق إلى السوق.لا تزال ماغيرو في أوائل العشرينات من عمرها، وهي المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة دروب أكسيس Drop Access، وهي منظمة تبتكر حلولا مستدامة لدعم المجتمعات الريفية في كينيا.لقد توصلت إلى تصميم أنيق لثلاجة تفيد منتجي الألبان وتخدمهم، يمكن تشغيلها بواسطة الطاقة الشمسية، وبها منفذ لشحن الهاتف المحمول، وهي صغيرة الحجم بما يكفي لتوضع على دراجة هوائية أو دراجة نارية.تشرح ماغيرو قائلة: “لكي تصبح في المتناول، يجب أن تكون صغيرة الحجم، وإذا كانت صغيرة، فلماذا لا تنقلها مباشرة من المزرعة إلى السوق، من خلال ربطها على دراجتك النارية؟ إنها محمولة، وهذا ما يسهل الأمر عليهم إذ إنهم لن يتمكنوا من حمل كل شيء إذا أرادوا السير لمسافة ثلاثة كيلومترات”.ولكن عندما حان الوقت لنقل التصميم من مجرد مخطط إلى نموذج حي، واجه فريقها عائقا، إذ تبين أن الحصول على الأجزاء التي يحتاجونها يمثل تحديا حقيقيا في كينيا، مما أجبرها على محاولة إيجاد حلول والنظر إلى أبعد من ذلك بكثير.في النهاية اتصلت بمصنع في الصين وباعت لهم مواصفات التصميم. تشرح قائلة: “منينا أنفسنا بأنهم سينتجون بالضبط ما طلبناه منهم.. لكن لسوء الحظ، وبعد انتظار مؤلم دام أربعة أشهر، كانت الثلاجة التي وصلت إلينا باهظة الثمن ومخيبة للآمال”. بطبيعة الحال لم يكن ذلك ما كانت تأمله وتنتظره هي وفريقها.

رجل

Drop Access
الثلاجة صغيرة بما يكفي لوضعها على دراجة، وتساعد الآن في توزيع لقاحات كوفيد

لكن الفريق أعاد تنظيم نفسه من جديد” لقد فكرنا كالتالي: نحن مهندسون، فلماذا لا نبحث عن مهندسين آخرين لديهم نفس الحماس بشأن التصنيع؟ ولم لا نرى إذا كان بإمكاننا تفكيك مكونات هذه الثلاجة ومعرفة ما يمكننا الحصول عليه محليا من أجزائها؟”.قرروا بناء وتصنيع كل شيء من نقطة الصفر.في تلك المرحلة بات الانتهاء من تصنيع الثلاجة أمرا ملحا لأسباب أخرى جديدة، فقد أدركت ماغيرو، في خضم جائحة كورونا، أن اختراعها قد يساعد في تطعيم المجتمعات الريفية غير المزودة بشبكة الكهرباء.كينيا بلد ضخم والحكومة توزع الكهرباء للمجتمعات المنتشرة عبر مساحة كبيرة من الأرض. ولكن لا يزال هناك العديد من الأماكن التي لم تصل إليها الشبكة بعد.يجب تخزين العديد من اللقاحات والأدوية، وليس فقط لقاحات فيروس كورونا، في الثلاجة، لذلك بالنسبة لأخصائيي الرعاية الصحية يمثل هذا النقص في التيار الكهربائي عقبة كبيرة أمام بدء تنفيذ أي برنامج لقاح يشمل جميع السكان.ومن هنا، بدأ الأمر يتخذ بعدا جديدا شديد الأهمية بالنسبة لماغيرو شخصيا، وأصبح تصنيع تلك الثلاجة أكثر إلحاحا مما مضى. تقول: “إذا لم أحصل على الدعم كامرأة للتصنيع في كينيا سأبدأ في التشكيك في قدراتي ، وقد أعاني من متلازمة عوز الكفاءة (حين يشكك المرء في قدرته واستحقاقه للنجاح)”.لحسن الحظ، وبحلول ديسمبر/ كانون الأول 2021 حققت ماغيرو أكثر من طموحاتها، فقد تطور منتجها، ويسمى الآن فاكسيبوكس Vaccibox. كما رُشحت من قبل الأكاديمية الملكية للمهندسين لجائزة إفريقيا المرموقة، وتُستخدم ثلاجتها حاليا لتوزيع اللقاحات في موقعين ريفيين في كينيا.


فرانسيس أرنولد

Nobel Media AB. Photo: A. Mahmoud
فرانسيس أرنولد الحائزة على جائزة نوبل: “أرى الأمل في جيل الشباب”

أُجريت المقابلة مع المهندسة الواعدة نورا ماغيرو في برنامج جينيريشن تشينج Generation Change، أحد برامج خدمة بي بي سي العالمية. يستضيف البرنامج أصواتا من جيل جديد من المهندسين والعلماء الشباب الذين يتعاملون مع أكبر القضايا في العالم، إلى جانب الحائزين على جائزة نوبل الذين يسير أولئك الشباب على خطاهم.فرانسيس إتش أرنولد، الحاصلة على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2018، أعربت عن ثقتها الكاملة في أن جيل ماغيرو هو الجيل الذي سيتمكن على الأرجح من إيجاد طرق للتعامل بنجاح مع ظاهرة الاحتباس الحراري.تقول: “تم صنع جميع اختراعات نوبل تقريبا، أو جاءت الأفكار” الحائزة على جائزة نوبل “من العلماء الأصغر سنا، بمن فيهم أنا، لأننا مدفوعون برغبة عارمة في تغيير العالم”. “والشباب لديهم الجرأة لفعل ذلك. ولديهم أيضا الرغبة في رؤية العالم أفضل مما سنتركه لهم”.مثل العديد من أقرانها، أنشأت ماغيرو مؤسسة Drop Access، بغية إيجاد حلول صديقة للبيئة لمشاكل مختلفة داخل مجتمعها. ويعكس تصميمها على العمل والتحرك في إطار بحث عالمي، أن حل مشكلة تغير المناخ بات يمثل في الوقت الحالي أولوية ملحة للعديد من الشباب.حالها حال ماغيرو، استخدمت فرانسيس أرنولد اكتشافها – ألا وهو طريقة جديدة لتوجيه كيفية عمل الإنزيمات – كأساس لشركة وقود بديل منذ أكثر من 20 عاما. وهي الآن تعمل في قلب الحكومة الأمريكية رئيسة مشاركة لمجلس مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون العلوم والتكنولوجيا.تقول أرنولد: “نحن نتحدث عن التحولات الرئيسية، من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، وهذا يعني تغييرات كبيرة وجذرية في الوظائف والتدريب والأشياء التي ينبغي فعلها، والحقيقة أن الناس في مثل عمري لا يحبون التغيير”.

تشرح أن هذا يعني أن عملها لن يشمل فقط الانخراط مع الجيل الجديد الذي يأمل بالفعل في التغيير، ولكن أيضا العمل مع جيل أكبر سنا، هو بالمطلق أقل حماسا تجاه التغيير.”هذا أمر مخيف، إذ أعتقد أن الشباب يحبون التغيير، وأعتقد أنهم يتأقلمون معه بسهولة، لكن كبار السن لا يحبونه” ، كما تقول. وتتوقع أن يشكل ذلك تحديا كبيرا لكنها تضيف “العلماء متفائلون ، أليس كذلك؟ وإلا فلن نسعى لاستكشاف المجهول”.وتمضي للقول: “لا يكون لدى العالم عادة أي فكرة عما سيتوصل إليه أو ما النتائج التي تنتظره، لكننا نأمل دوما بأن يكون الذهب قاب قوسين أو أدنى، أي أن تكون النتائج مبهرة، أنا كائن متفائل بالفطرة، وأرى الأمل في جيل الشباب، وأرى الكثير من الأشخاص يعملون ويسعون لتحقيق هذه الأهداف”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.