أفغانستان بعد سيطرة طالبان: فرار الآلاف عبر مطار كابل بحقيبة سفر واحدة

ليس دوست في مطار كابل.

BBC
ليس دوست في مطار كابل حيث يفر آلاف الأفغان من حركة طالبان.

يصدمك المشهد ما أن تطأ قدمك أرض المدرج في مطار كابل الدولي.

شدة الموقف، وإلحاح الوضع، وقتامة الساعة. هناك طائرات نقل عسكرية ضخمة رمادية اللون من الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، في كل اتجاه. مروحيات عسكرية تحلق في السماء.

تجد الأفغان مصطفين في طوابير طويلة متوجهين نحو كل طائرة. ولا يبدو أن الخطوط تنتهي. قيل لهم إنهم لا يستطيعون إحضار سوى حقيبة سفر واحدة، والملابس التي يرتدونها، تاركين بلدهم وراءهم – البلد الذي تسيطر عليه حركة طالبان الآن.

ولكنهم لا يتركون البلد فقط، إنهم يتركون ورائهم أيضاً الحياة التي عاشوها، والحياة التي بنوها، بالنسبة إلى الجيل الشاب المتعلم، والأحلام التي كانوا يعتزون بها على مدى 20 عاماً.

ويقال إن هناك 14 ألف شخص داخل المطار، الذي يسيطر عليه الجيش الأمريكي، ينتظرون الصعود إلى الطائرة.

كان من بين أولئك الذين وصلوا إلى المطار، الصحافي المستقل بلال سرواري، بعد أن ترك وراءه كل شيء عمل بجد لبنائه، باستثناء بضعة ملابس وعائلته الصغيرة.

اعتزم سرواري، وهو صحافي سابق في بي بي سي، تنشئة ابنته – سولا، التي يعني اسمها “السلام” – في وطنه، وهو المكان الذي أمضى فيه 20 عاماً في تغطية الأخبار، بدءا من العمل مساعداً لترتيب المقابلات ومترجماً في عام 2001.

ولكنه يأمل الآن أن تفهم ابنته يوماً القرار الذي اتخذه بترك بلاده.

طوابير الأفغان في مطار كابل.

BBC

وقال “اليوم هو هذا اليوم الذي دفن فيه جيل من الأفغان أحلامهم وتطلعاتهم وحياتنا”.

وأضاف: “هذه المدينة بالنسبة إلينا هي موطننا، وعلى الرغم من تناقضاتها أطلقنا عليها اسم وطن، فقد نشأنا هنا. ونأمل أن تتعلم حركة طالبان من دروس الماضي… ويمكننا إثبات أننا ابتعدنا عن الدبابات والرصاص باتجاه طريق يستطيع كل فرد أن يرى نفسه فيه”.

وقالت الولايات المتحدة إن نحو 17 ألف شخص غادروا أفغانستان عبر مطار كابل الأسبوع الماضي. ولا يُعرف عدد المواطنين الأفغان الذين حصلوا على تأشيرات لعملهم مع الحكومات والمنظمات الدولية، وسط مخاوف من احتمال استهداف طالبان لهم.

خارطة العاصمة كابل.

BBC
خارطة المطار

BBC
كابل من الفضاء.

BBC

من بين المهاجرين محترفون وخريجو جامعات كثر، ويخشى سرواري مما تعنيه “هجرة العقول” بالنسبة إلى أفغانستان. وقال إن أفغانستان “بلد لا ينمو فيه الأشخاص الطيبون على الأشجار”.

وهناك، خارج بوابات المطار، 10 آلاف شخص أو أكثر، يأملون بالوصول إليه – حشود متدافعة من الأشخاص الراغبين في المغادرة كيفما استطاعوا.

وكلما طالت المدة ازداد يأس الجماهير. ويصف مراسلون في الموقع يوم السبت بأنه كان أحد أسوأ الأيام، إذ وفاة عدد من النساء بسبب التدافع.

، بحسب الناتو، من بين 20 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في المطار وحوله، منذ دخول طالبان المدينة قبل أسبوع.

وأفادت تقارير بأن يوم الأحد كان أكثر هدوءاً عند البوابات، على الرغم من أن شهود عيان أفادوا بأن مقاتلي طالبان أطلقوا النار في الهواء واستخدموا الهراوات لإبقاء الناس في طابور، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.

وعلى الصعيد الدولي تتزايد المخاوف من أن الدول لن تكون قادرة على إخراج رعاياها، والأفغان الذين عملوا إلى جانبهم – قبل نهاية الشهر، وهو الوقت الذي قالت الولايات المتحدة إنها ستنسحب فيه.

وحذر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل السبت من أنه “من المستحيل حسابياً” إجلاء هذا العدد الكبير في الأيام التسعة المقبلة.

أما بالنسبة إلى بلال سرواري، فإن إصراره على المغادرة، لا يعني أبدا استعداده للاستسلام.

وقال “علاقتنا بأفغانستان هي حب قاتل، مهما حدث فلن نتخلى عنها أبداً”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.