الدورة الشهرية: الحملة النسائية المطالبة بعطلة الدورة الشهرية في الهند تكتسب زخما

مدرسة تكتب على السبورة

Getty Images
المدرسات لا يستخدمن حمامات المدارس إلا في حال الطواريء

بدأت المدرسات في ولاية أوتار براديش حملة للحصول على عطلة ثلاثة أيام شهريا خلال فترة الدورة الشهرية.

وتقول غالبية المدرسات إنهن يسافرن مسافات طويلة لمناطق نائية لا تصلها وسائل مواصلات عامة، وإن المدارس بشكل عام تشهد ترديا في أوضاع الحمامات، بحيث أصبح استخدامها أمرا غير ممكن، ما يضيف إلى معاناة المدرسات خلال فترة الدورة الشهرية.

وأطلقت الحملة الشهر الماضي، ولازالت تكتسب زخما، تحت قيادة جمعية ماهيلا شيكشاك سانغ، التي تمثل أكثر من 200 ألف مدرسة يعملن في نحو 168 ألف مدرسة حكومية.

وتقول سولوشانا ماوريا، رئيسة الجمعية، إن 70 في المئة من المدرسات، يتم تعيينهن في مناطق قروية.

وتضيف، في مقابلة مع بي بي سي، أنه “من المعروف، أن فترة الحيض تتطلب الراحة. وحسب آراء الكثير من الخبراء، فإنها تسبب معاناة جسدية ونفسية. والسفر مسافة تتراوح بين 30 و60 كيلومترا يوميا للوصول إلى موقع العمل في منطقة نائية، معاناة إضافية”.

وتواصل قائلة “في بعض المناطق التي لا تصلها وسائل المواصلات العامة، يجب عليهن أن يستخدمن وسيلة مواصلات غير معتادة في الأميال الأخيرة للوصول للمدرسة مثل جرار زراعي أو عربة تجرها الثيران”.

لماذا التفرقة؟

وقالت مدرسة أخرى، لم ترغب في إعلان اسمها وتعمل في منطقة نائية تبعد نحو 200 كيلومتر عن عاصمة الولاية، إن المدرسات لا يستخدمن حمامات المدارس، إلا في حال الطواريء.

وتضيف “هناك 6 حمامات في المدرسة التي أعمل بها، وفي غالبية الأيام تكون كلها قذرة، ولا يتم تنظيفها بشكل يومي، وإضافة لذلك يستخدمها مئات الطلاب وبذلك تصبح الحمامات غير قابلة للاستخدام”.

وبالنسبة للمدرسات اللواتي يقمن في منطقة قريبة، تقول المدرسة إنه “لا توجد مشكلة فإنهن يذهبن لمنازلهن، لاستخدام الحمام، لكن اللواتي يأتين من مسافة بعيدة، فالمشكلة عويصة”.

وتقول سولوشانا ماوريا إن الطالبات يغبن عن الدراسة خلال فترة الحيض، مضيفة “حاليا نحن نقاتل للحصول على هذه العطلة الشهرية للمدرسات، لا حقا يمكن أن يتم تعميمها على الطالبات أيضا”. بدأت المدرسات في ولاية أوتار براديش حملة للحصول على عطلة ثلاثة أيام شهريا خلال فترة الحيض.

طالبات يتجهن للمدرسة في منطقة نائية

Getty Images

ولا تعد فكرة عطلة الحيض أمرا جديدا في الهند. فقد أعلنت بعض الشركات خلال السنوات الماضية مثل تلك التي تملك تطبيقات “زوماتو” للطعام، و”كالتشار ماشين” للترفيه، و”تاتا” للصلب، منح الموظفات عطلة خلال فترة الحي

وفي ولاية بيهار المجاورة، كانت النساء العاملات في الحكومة، قادرات على الحصول على عطلة يومين شهريا تحت مسمى “عطلة خاصة” لأسباب بيولوجية خلال فترة الحيض. وبدأ ذلك قبل 30 عاما.

وتتساءل سولوشانا “لماذا لا تقدم أوتار براديش على الخطوة نفسها، فنحن جميعا مواطنون في الدولة نفسها. لماذا، إذا، توجد تفرقة في قوانين الولايات المختلفة”.

وقد أرسلت سولوشانا وزميلاتها في الجمعية مطالبهن لجمعية شؤون المرأة التابعة لسلطات الولاية. وأطلقن حملة دعاية لمدة يوم كامل على منصة تويتر. كما يسعين للضغط على الوزراء وأعضاء البرلمان. لكن متحدثا حكوميا قال لبي بي سي إنهم لايزالون يدرسون المطلب.

كلام محرم

ولطالما تسبب هذا الأمر في استقطاب في الآراء، وجدل كبير حول تعزيز الصورة النمطية، التي تعتبر أن المرأة أضعف وأقل قدرة على العمل.

وتعتبر بعض النساء أن العطلة تساعد في مواجهة معاناة فترة الحيض، بينما ترى أخريات أنها ستدعم أرباب العمل في تخفيض أجور العاملات، بدعوى أنهن أقل قابلية للعمل عن الرجال.

وتقول تانيا ماهاجان، من جمعية الصحة النسوية في فترة الحيض وهي جمعية تسعى لرفع مستوى الصحة النفسية والجسدية لدى النساء، إن العطلة تسهل الأمور على العاملات، خاصة اللواتي يعانين آلاما في فترة الحيض.

وتضيف أنه حتى الآن تحجم بعض العاملات عن طلب عطلة الحيض، خاصة لوكان رب العمل أو المدير رجلا، لأن الحديث في موضوع الحيض كان دوما أمرا محرما في المجتمع الهندي. وتعتبر المرأة التي تمر بالحيض غير طاهرة، وتواجه تفرقة كبيرة.

ويتم استبعاد الحائض من التجمعات الدينية والاجتماعية ويحرمن من دخول المعابد، ودور العبادة، ويمنعن حتى من دخول المطبخ. وفي بعض المجتمعات القبلية يتم عزلهن في كوخ مستقل على حدود الغابة خارج نطاق القرية.

لكن مؤخرا تقاوم النساء المتعلمات هذه الإجراءات التعسفية. غير أن التحفظ العام على الحديث عن الحيض لا يزال موجودا بصورة كبيرة.

وحسب دراسة حديثة، فإن نحو 23 مليون فتاة يتغيبن عن المدارس سنويا بسبب مشاكل الحيض وعدم توفر الخدمات الصحية في المدارس مثل الفوط الصحية والحمامات النظيفة ووسائل النظافة.

وتعتبر ماهاجان أن عطلة الحيض تعد نصف حل فقط للمشكلة، لأن الأهم هو فتح الحوار المجتمعي حول مشاكل الحيض.

وتقول “لكن هل هذا الحوار موجود؟ وهل تقدم المؤسسات والمدارس خدمات صحية أفضل للنساء؟ لأن تغيير السياسة فقط لا يقدم الكثير من التغيير إلا إذا تبعه تغيير في التصرفات”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.