الانتخابات السورية: منافسة بشار الأسد في انتخابات الرئاسة ما بين “المسرحية” و”التحول التاريخي” – صحف عربية

بشارالأسد

AFP
أدلى الرئيس بشار الأسد بصوته في الانتخابات أمس ببلدة دوما بالقرب من العاصمة دمشق

ناقشت صحف عربية الانتخابات الرئاسية السورية، التي تم إجراؤها أمس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

ويخوض الرئيس بشار الأسد الانتخابات أمام مرشحين اثنين، هما: عبد الله عبد الله، الذي شغل منصب نائب وزير في السابق، ومحمود مرعي، الذي يرأس حزبا معارضا يحظى بموافقة رسمية.

ورفضت المعارضة الانتخابات ووصفتها بـ”المهزلة”، كما انتقدت الولايات المتحدة ودول أوروبية الانتخابات باعتبارها غير حرة وغير عادلة.

” فوز الأسد وهزيمة الإنسانية”

يناقش مصطفى علوش في الجمهورية اللبنانية “تكرار مظاهر الاحتفال ببشار الأسد في بعل محسن، يقوم بها فقراء حَوّل بعضهم نظام الأسد إلى شبّيحة”، حيث يقول “إنّ هذا النظام للأسف سيستمر في استخدام الطائفة العلوية، أينما وجدت، متراساً وضحية لمشاريع تمسّكه بالسلطة”.

ويضيف علوش “في الماضي كنت أظن أنّ هذا التوصيف ينطبق فقط على العلويين، لكن بعد مشاهدة آلاف السوريين اللاجئين يتجمهرون لتجديد البيعة لخاطفهم، تأكدت أنّ متلازمة ستوكهولم تتخطى منطق الطائفية”.

يقول أمين العاصي في العربي الجديد اللندنية “لم يشارك في انتخابات اليوم سوى نسبة محدودة من السوريين، أكان بإرادتهم أم تحت التهديد بعدما لم يوفر النظام وسيلة لضمان مشاركة كل من يستطيع ترهيبه. وبالتالي لن يُقدّم هذا الاستحقاق صورة “الشرعية الشعبية” المزيفة، التي يحاول الأسد وحلفاؤه ترويجها للبقاء أولاً في الحكم لسبع سنوات مقبلة، ثم الترويج بأن الحرب انتهت في سورية وأن الانتخابات تُبرز نوعاً من الاستقرار”.

وتحت عنوان “فوز الأسد وهزيمة الإنسانية”، تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها “فوز الأسد المعلوم مسبقا، بهذه المعاني، هزيمة ليس للسوريين فحسب، من الذين حلموا بنظام آخر لا يعاملهم كرهائن وسجناء ومشاريع خطف وقتل وتعذيب، بل للعالم أيضا، الذي عجز عن إيقاف المجازر على مدى عشر سنوات، وهو ما جعل الأسد نموذجا للطغاة، بمن فيهم إسرائيل، التي تحلم نخبها العنصرية المتطرفة بتنفيذ عمليات التهجير الجماعي ضد الفلسطينيين، وباستخدام ترسانتها الحربية ضدهم”.

وفي الجريدة ذاتها، كتب سهيل كيوان مقالاً بعنوان “مسرحية الانتخابات السورية”، يقول فيه “مهزلة الانتخابات لا تنطلي حتى على أكثر المتحمسين لهذا النظام، فمن هذا الذي ما زال مقيماً في سوريا ويعارض النظام ونهجه، ويستطيع أن يرشح نفسه للرئاسة في مواجهة الأسد، سوى أن يقوم بدور كومبارس هامشي جدا”.

ويضيف الكاتب “الاسم الحقيقي لهذه الجولة هو اغتصاب السلطة مرة أخرى، رغم أنف أكثرية أبناء الشعب السوري، والمسرحية باتت نكتة بائخة وفاشلة، ربما كانت في سنين سابقة مادة للضحك والتندر، ولكنها تحولت إلى مأساة لأن هناك جداول من دماء جرت، وما زالت تجري والله يعلم إلى متى في داخل سوريا وخارجها”.

بطاقة اقتراع

AFP
تنافس إلى جوار بشار في الانتخابات مرشحان آخران

“تحوّل تاريخيّ”

اهتمت الصحف السورية بالانتخابات الرئاسية، حيث يقول علي نصر الله في الثورة “لا شك في أنّ إنجاز الاستحقاق الانتخابي الرئاسي يُمثل من عَديد ما يُمثل – بمَعاني السيادة والاستقلال والقوّة – ثَمرة من غَلَّة ثمار الصمود الأسطوري الذي أظهرته سورية – شعباً وجيشاً وقيادةً – بمُواجهة محور الشر الصهيوأميركي، إلا أنه سيكون أيضاً الرافعة للنهوض بِجَبّه (أمام) تَحديات المرحلة القادمة التي تَعِدُ بغدٍ مُشرق ومُستقبل مُزدهر؛ خَياراته وَطنية خالصة مَفتوحة آفاقها على قِطاف ثَرٍّ (كثير) يُعمّق تجربة دولة المؤسسات، يُلبّي الطموحات والرغبات، ويُحقق التطلعات برسم خطوطٍ بيانيّةٍ سياديةٍ سوريةٍ صاعدةٍ أبداً”.

كما يقول عاطف عفيف في تشرين “لقد انتصرت سورية في حربها ضد الإرهاب بسواعد جنودها وإرادة شعبها القوية، واليوم تتوج نصرها بالنصر السياسي بإقامة الانتخابات الرئاسية في موعدها، لتثبت للعالم إرادتها الحرة رافضة كل الإملاءات”.

ويطالب الكاتب “بتضافر جهود الجميع فكل شخص يجب أن يعمل من موقعه وأن يخلص لعمله، هكذا يمكن تحقيق الرسالة التي يحملها الرئيس لبناء سورية الحديثة التي نريد، فالمستقبل القادم هو رسالتنا جميعاً”.

وتحت عنوان ” ليس مجرد انتخاب رئاسيّ، هذا تحوّل تاريخيّ”، يقول ناصر قنديل في البناء اللبنانية “هذا أكثر من انتخاب رئاسيّ بكثير، فهو التحوّل التاريخيّ الذي يعبر عن انتقال الشرق من مرحلة إلى مرحلة، مرحلة عنوانها الضياع والتفكك والحروب الأهلية والفتن الطائفية والمذهبية، إلى مرحلة نهوض الدولة الوطنية وتكامل نماذجها في الإقليم الأشد خطراً في الانزلاق إلى الفوضى”.

ويضيف الكاتب أن “صعود سورية مجدداً يتزامن مع تراجع مكانة ومهابة وسطوة كيان الاحتلال، بما يردّ الاعتبار لفرص الاستقرار بنظام إقليمي تكون سورية ركيزته، ولا يكون كيان الاحتلال جزءاً منه، بعدما كان أحد أهداف الحرب على سورية تمهيد الطريق لنظام إقليميّ يتزعمه كيان الاحتلال”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.