الولاية حقي: حملة مصرية للمطالبة بحق المرأة في الولاية على نفسها وأطفالها

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، المصرية خاصة، منذ أمس وسم #الولاية_حقي إذ دونت عبره مصريات بالأساس، عما يعشنه من “معاناة” يومية مع القوانين واللوائح التي تحرمهن من حق الولاية على أولادهن وعلى أجسادهن حتى في بعض الحالات.

“الولاية حقي”

هي حملة جديدة تطالب فيها مصريات بالولاية على أنفسهن وعلى أطفالهن.

وباستخدام اسم الحملة وسما على موقعي فيسبوك وتويتر للتواصل الاجتماعي، نشرت نساء قصصا عن معاناتهن مع واقع عدم قدرتهن على اتخاذ قرارات تتعلق بهن أو بأبنائهن، ليس لعجزهن عن ذلك وإنما لأن هذه القرارات حكر على الرجال دونهن حسب القوانين المعمول بها في هذا الشأن.

وانطلقت الحملة بدعوة من مؤسسة المرأة والذاكرة للنساء لمشاركة قصصهن مع ولاية الرجل عليهن وعلى أبنائهن.

وجاءت الحملة بعد تسريب نسخة من مشروع قانون للأحوال الشخصية أحيل للبرلمان نهاية الشهر الماضي لكن تأجّل النظر فيه إلى حين إجراء “حوار مجتمعي” بشأن بنود أثارت جدلا كبيرا.

ونشرت مؤسسة المرأة والذاكرة بيانا تندد فيه بما تسرب من مشروع القانون، وقالت إن “به العديد من النصوص التمييزية التي تنفي عن النساء الأهلية القانونية بالمخالفة للدستور وللواقع المعاش للنساء المصريات في القرن الواحد والعشرين”.

https://twitter.com/WMFcairo/status/1368932979402244102

ثم جاء “مقتل سيدة السلام” وما تلاه من جدل حول “حق المرأة في السكن بمفردها من عدمه” لتتحول المطالبة بولاية المرأة على نفسها أولوية لنساء قد تكون أي منهم الضحية القادمة لوصاية ذكورية فردية أو جماعية مفروضة على المرأة قانونيا أو عرفيا إذا لم تفعل قوانين تحميها وتضمن حقوقها.

https://twitter.com/IbrahimFarghali/status/1371415514896023554

حكايات عن “القهر والمعاناة”

لم يصادق على القانون الجديد للأحوال الشخصية بعد ولم يدخل حيز التنفيذ، لكن المعاناة التي تواجهها نساء مصريات يحاولن تحمل مسؤولية أنفسهن ومسؤولية أطفالهن على أكمل وجه، مستمرة منذ زمن العمل بالقوانين السارية الآن.

ويعتبر الأب حسب القوانين المعمول بها “الولي الطبيعي” للأطفال.

ويرى البعض أن هذا الأمر غير مثير لأي جدل ولا هو مرد أي خلاف ما دام الأب والأم متزوجين.

وفي هذا الرأي تجاوز لضرورة تمتع المرأة بحقوق متساوية حتى لو لم “تستخدم ذلك الحق” لأي سبب كان.

لكن أمر “الولاية الطبيعية للأب” يتحول إلى أزمة حقيقية ملموسة في حالات انفصال الوالدين.

ولعل أبرز مثال على ذلك “الولاية التعليمية” وهي حق تمثيل الطفل وإدارة شؤونه التعليمية مثل تقديم أو سحب ملفه التعليمي قبل بلوغه سن 15 سنة.

وتتكرر في الشهادات التي نشرتها نساء عبر وسم #الولاية_حقي، حالات أزمات بعينها لتواتر حدوثها أبرزها ما يتعلق بـ “الولاية التعليمية”.

وبالبحث في الأمر، توجد قضايا عدة متعلقة بالولاية التعليمية، ترفعها في الغالب نساء لمحكمة الأسرة مطالبات بـ”أمر وقتي” يعطيهن الحق في الولاية التعليمية رغم أنها تؤول إلى الحاضنة بموجب قانون الطفل.

ولكنها تضطر رغم ذلك إلى رفع قضية لإثبات حقها القانوني خاصة مع استغلال بعض الرجال أمر “الولاية الطبيعية” لمنعها من اتخاذ القرار بشأن دراسة الأبناء ويكون ذلك في الغالب بدافع “النكاية” أو “الانتقام”.

هذه ليست الأزمة الوحيدة التي تواجه النساء في علاقتهن بولاية الرجل عليهن وعلى الأبناء كما جاء في الشهادات المتداولة عبر الوسم.

منهن من لم تستطع تسجيل أبنائها عند الولادة في غياب الأب.

ومنهن من لم تستطع اصطحاب ابنها خارج البلد بدون موافقة مكتوبة من الأب.

ومن ليس لها حق فتح أو التصرف في حساب بنكي لطفلها.

https://twitter.com/naglarzk/status/1370793681767309318

وبعضهن لا سلطة لها حتى على رحمها الذي لا يمكن أن يزال من جسمها بدون موافقة الزوج.

https://twitter.com/MHW80/status/1371086080733286403

وفي الشهادات المنشورة حالات أخرى كثيرة لا يعتد فيها بالمرأة إذا لم يكن بجانبها رجل.

https://twitter.com/monznomad/status/1371172056696504321

https://twitter.com/naglarzk/status/1370787598407450624

لم تقف مطالب الحملة عند الولاية على الأطفال أو ولاية الزوج على الزوجة لكنها تشمل كل ما من شأنه إنكار الأهلية الكاملة للمرأة ومسؤوليتها الكاملة عما يخص حياتها وجسدها من قرارات.

فشملت المطالبات إلغاء بيت الطاعة، وإسقاط حق الأب في التنازل في جرائم الاغتصاب بالإضافة إلى الاغتصاب الزوجي وغيرها.

وعددت النساء المشاركات في الوسم من خلال تدويناتهن حقوقهن التي يعتبرنها بديهية لكنهن مازلن مطالبات بانتزاعها.

https://twitter.com/Rasha3ssam/status/1371204029901107205

https://twitter.com/marwakassab/status/1371056830726729731

https://twitter.com/HadeelES2/status/1371052048985300995

بينما تحدثت أخريات عن “القهر” الذي شعرن به مما عشنه أو ما شهدنه من معاناة نساء أخريات بسبب فرض قوانين ولاية الرجل على المرأة .

https://twitter.com/TokaaaAlaa/status/1371446609033228290

عبر الوسم أيضا شهادات لرجال تربوا على أيدي أمهاتهن، وعانوا كما عانت أمهاتهم من تبعات القوانين التي تشترط ولاية الأب عليهم حتى لو كان هذا الأب غائبا عن حياتهم لسنوات.

https://twitter.com/AhmedFatah/status/1371434380875419649

وتحاول المؤسسة مع منظمات وأفراد معنيين بتغيير وضع المرأة القائم في مصر، من خلال حملة الولاية حقي، عن طريق الضغط من أجل إدخال تعديلات على قانون الأحوال الشخصية للخروج بقانون ينهي معاناة النساء والأمهات و”يحقق العدالة لجميع أفراد الأسرة ويحافظ على المصلحة الفضلى للأطفال”، بحسب بيان مؤسسة “المرأة والذاكرة”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.