صحف عربية تبحث في أسباب تجاهل خطاب بايدن القضايا الكبرى في الشرق الأوسط

بايدن

Reuters
خطاب ترامب الأول عن سياسته الخارجية لم يتضمن أي مواقف جديدة تجاه قضايا الشرق الأوسط

ناقش كُتاب في صحف عربية أسباب عدم تطرق الرئيس الأمريكي جو بايدن للقضايا والأزمات الكبرى في منطقة الشرق الأوسط خلال خطابه الأول عن سياسته الخارجية.

وبينما رأي البعض أن خطاب بايدن بعث “رسالة تطمينية” لحلفاء أمريكا في المنطقة، إلا أن آخرين لا يتوقعون تغييراً في السياسة الأمريكية، خصوصاً تجاه القضية الفلسطينية.

“القضية الفلسطينية”

يختار السيد زهره عنوانا لمقاله بصحيفة أخبار الخليج البحرينية، يلخص وجهة نظره بأن “أمريكا عادت إلى الوراء… إلى ما كانت عليه في عهد أوباما”.

ويرى أن خطاب بايدن “لم يتضمن أي موقف أو سياسة خارجية جديدة، ولم يتضمن عموما أي شيء ملهم”.

ويضيف: “اللافت جدا أن بايدن تجاهل تجاهلا تاما كل القضايا والأزمات الكبرى في المنطقة العربية، ولم يتطرق إليها ولو بكلمة واحدة. تجاهل تماما الخطر الإيراني…وتجاهل تماما قضية فلسطين والصراع مع إسرائيل… بل تجاهل تماما قضية كبرى…وهي قضية أمن الخليج العربي، والأمن في المنطقة عموما، وتجاهل أوضاعا متفجرة في دول عربية مثل العراق وسوريا وليبيا”.

لكنه يرى أن ذلك التجاهل “لا يعني أن إدارة بايدن ليس لها موقف أو سياسة إزاءها”.

ولا يتوقع سيد قاسم المصري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في مقاله بصحيفة الشروق المصرية “بزوغ فجر جديد لسياسة أمريكية أكثر إنصافا للشعب الفلسطينى.. فكل ما حدث وسيحدث هو عودة للمواقف الأمريكية التقليدية السابقة وهى على أى حال أفضل كثيرا من السياسة الترامبية التى ألقت بالعرب فى سلة المهملات وأيدت جميع المطامع الصهيونية وأكثرها غلوا”.

ويقول إن “بايدن المخضرم وجماعته يعرفون تماما أن هناك حدودا لا يجوز تجاوزها وأن عليه أن يلتزم المساحة المحدودة للتحرك دون الاصطدام بنفوذ إسرائيل أو إثارة غضب أو قلق أنصارها”.

وترى دوللي بشعلاني في الديار اللبنانية أن “الأشهر الأولى من إدارة بايدن ستُظهر مسار سياستها الداخلية والخارجية لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، ويُمكن عندها اتخاذ الموقف النهائي منها، وإن كانت التجارب الماضية مع الإدارات الأمريكية السابقة تؤكد الإنحياز الأمريكي الفاضح للعدو الإسرائيلي على حساب كل دول المنطقة”.

وبنبرة ساخرة، يقول محمد عبدالنور في ختام مقاله بصحيفة روزاليوسف المصرية “أهلا وسهلا بالعودة الأمريكية”، وذلك تعليقا على الاعتراض الأمريكي على قرار المحكمة الجنائية الدولية أن يشمل اختصاصها القضائي الأراضي الفلسطينية.

“رسالة تطمينية”

في المقابل، يرى علي الجرباوي في الأيام الفلسطينية أن تركيز بايدن على عودة الدبلوماسية للسياسة الخارجية الأمريكية هو “رسالة تطمينية مهمة للحلفاء، بأن التشاور والتحاور، وليس الإملاءات، سيكون الأساس المتّبع لرسم السياسات المشتركة مع الحلفاء، على صعيدي العلاقات الثنائية والدولية العامة”.

ويشير إلى أن عدم تطرق بايدن في خطابه صراحة لإيجاد حلول للملف النووي الإيراني وللصراع الفلسطيني – الإسرائيلي قد لا يكون “إهمالاً لهذين الملفين…وإنما تفضيلا لتركهما لمتابعة دبلوماسية هادئة قد تكون قد بدأت فعليا”.

ويقول الكاتب إنه “لا يمكن الإحاطة كاملا بمحددات السياسة الخارجية الأمريكية في عهد بايدن الذي بدأ للتو، دون إيلاء اهتمام كبير لما يحدث على صعيد الساحة الأمريكية الداخلية”.

ويضيف: “سيمر وقت حتى تُثبت الإدارة الجديدة نجاعتها الداخلية، إن تمكنت من هذا، قبل أن تستطيع ترميم ثقة حلفائها بها وردع منافسيها، وبالتالي استعادة مكانتها التي أطاح بها ترامب على الصعيد الدولي”.

عراقيون يحملون صورة خامنئي

Getty Images
ملفات إيران وأمن الخليج واليمن وسوريا والعراق من أبرز القضايا التي يحدد بايدن حتى الآن كيفية التعامل معها

وتقول أماني القرم في القدس الفلسطينية إن “من المفارقة أن يأتي خطاب بايدن قبل ساعات من قرار المحكمة الجنائية الدولية أن يشمل اختصاصها القضائي الأراضي الفلسطينية، وقد كان رد فعل الولايات المتحدة الاعتراض على القرار والقلق العميق جرائه على لسان المتحدث باسم خارجيتها نيد برايس”.

وتعرب الكاتبة عن أملها في أن “العربدة والديكتاتورية العالمية التي كانت سائدة في عصر ترامب البائد قد ذهبت الى غير رجعة، كما آمل أن نستفيد كفلسطينيين من مساحة الوقت والحركة التي أعطتنا إياها إدارة بايدن”.

وتقول إن عدم ذكر بايدن لإسرائيل “أمر مقلق لرئيس وزرائها… ليس لأنها لن تحصل على الدعم المعتاد من الولايات المتحدة فهذا من الثوابت في السياسة الخارجية الأمريكية، إنما المشكلة تكمن في مراجعة الشيك على بياض الذي أُعطي له على مدار أربع سنوات سابقة”.

ويرى حمود أبوطالب في عكاظ السعودية أن “المملكة هي الشريك الحقيقي” لأمريكا إذا كانت الأخيرة عازمة على الحضور في ملف الأزمة اليمنية بشكل أعمق وتريد فعلاً تحقيق اختراق فيه على مسار الحل السلمي.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
مواضيع تهمك

Comments are closed.